لقي جنديان اميركيان مصرعهما في اشتباك بمحافظة الانبار، بينما اعلنت قوات الاحتلال انها قتلت 50 وجرحت العشرات من عناصر جيش المهدي في كربلاء والناصرية. وفي الغضون، بدأت في بغداد صباح اليوم مراسم تأبين رئيس مجلس الحكم عز الدين سليم الذي اغتيل امس في انفجار سيارة مفخخة.
وقال الجيش الاميركي اليوم الثلاثاء إن جنديين اميركيين من قوة العمل الاولى التابعة لمشاة البحرية قتلا في اشتباك وقع يوم الاثنين في محافظة الانبار المضطربة. ولم يحدد الجيش المكان الذي قتل فيه الجنديان.
وتضم محافظة الانبار مدينتي الفلوجة والرمادي المضطربتين.
وكانت القوات الاميركية اعلنت ان 50 من عناصر جيش المهدي قتلوا وجرح العشرات خلال مواجهات بين قوات الاحتلال وافراد هذه المليشيا الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينتي كربلاء والناصرية.
وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال مارك كميت إن حصيلة الاشتباكات في كربلاء كانت ثلاثين قتيلا في صفوف جيش المهدي, في حين قال مصدر طبي عراقي إن عدد القتلى تسعة فقط, والجرحى ثلاثون.
وقال سكان كربلاء إن طائرات أباتشي شاركت في قصف المدينة، فيما نفت قوات الاحتلال الخبر وذكرت أن مروحيات استطلاع فقط كانت تحلق في المنطقة.
وتقدر قوات الاحتلال أن 17 مسلحا من مقاتلي جيش المهدي قتلوا قرب العتبات المقدسة كما قتل 13 في أماكن متفرقة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القتال تجدد مساء الاثنين في كربلاء, وأن رتلا عسكريا أميركيا تقدم باتجاه شارع العباس القريب من مرقد العباس واشتبك مع عناصر جيش المهدي المتحصنين في المنطقة.
وفي الناصرية بلغت حصيلة المواجهات المسلحة التي وقعت ليل الأحد بين أنصار مقتدى الصدر والقوات الإيطالية عشرين قتيلا على الأقل في صفوف جيش المهدي, حسب ما ذكر متحدث عسكري أميركي.
وأسفرت المواجهات عن إلحاق أضرار ببعض المنازل والسيارات المدنية، وعدد من مولدات الطاقة الكهربائية.
كما توفي عسكري إيطالي متأثرا بجروح أصابته مع خمسة من رفاقه في هذه الاشتباكات, وفق وزارة الدفاع الإيطالية.
وفي الرمادي قتل شرطيان عراقيان وجرح أربعة آخرون برصاص القوات الأميركية قرب الجامع الكبير في المدينة, وذلك بعد انفجار عبوتين ناسفتين أثناء مرور دورية مشتركة للقوات الأميركية والشرطة العراقية في المنطقة.
بدء مراسم تشييع عز الدين سليم
وفي هذه الاثناء، فقد بدأت في بغداد اليوم الثلاثاء، مراسم تأبين عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالي الذي اغتيل الاثنين في انفجار سيارة مفخخة قبل 43 يوما من موعد نقل السلطة الى العراقيين.
وحمل ستة من عناصر الدفاع المدني العراقي نعش سليم الذي لف بالعلم العراقي، الى داخل قاعة مجلس الحكم الانتقالي بينما وقف معظم اعضاء مجلس الحكم يتقدمهم الرئيس الجديد الشيخ غازي عجيل الياور ورئيس سلطة الائتلاف المدنية في العراق بول بريمر.
وكان سليم قتل الاثنين في حادث تفجير سيارة مفخخة، استهدفت موكبه بينما كان يستعد لدخول المنطقة الخضراء التي تضم مقر قوات الاحتلال وسط بغداد.
وذكرت مصادر طبية عراقية أن خمسة من مرافقيه واثنين من أفراد الشرطة لقوا مصرعهم، كما أصيب 14 آخرون في الحادث.
وتبنت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم حركة المقاومة العربية - كتائب الرشيد, في موقع إسلامي على الإنترنت, العملية وقالت إن اثنين من أعضائها نفذا العلمية.
وقد نددت أطراف مختلفة من داخل العراق وخارجه بشدة بعملية الاغتيال.
والقى اغتيال سليم بظلال قاتمة على مستقبل العملية السياسية في العراق خاصة مع اقتراب الموعد المعلن لتسليم السلطة الى العراقيين في 30 حزيران/يونيو.
غير ان البيت الابيض اكد الاثنين التزام الولايات المتحدة بهذا الموعد بصرف النظر عن عملية الاغتيال التي ندد بها في بيان عدد مناقب سليم.
لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اكد ان موعد 30 حزيران/يونيو لا يشكل "موعدا سحريا" لانسحاب القوات الاميركية من العراق.
وقال رامسفلد في كلمة ألقاها في نادي "مؤسسة التراث" في واشنطن "انه ليس موعدا سحريا. وقواتنا لن تعود على الفور الى الولايات المتحدة في 30 حزيران/يونيو. ولن تقوم بالتأكيد دولة عراقية قوية ابتداء من هذا التاريخ تحت انظار العالم المذهولة".
واضاف "ان الرجال والنساء الذين ستقع على عاتقهم مهمة قيادة العراق الجديد سيواجهون طريقا شائكة".
وتساءل "هل من الممكن ان يعود العراق الى الفوضى بعد 30 حزيران/يونيو؟. ربما".
وقال "لكن من الممكن جدا ان تجد مجموعة من الرجال والنساء الجادين والاكفياء الطريقة لتسيير شؤون العراق … ربما حسب طريقتنا وليس الضرورة حسب طريقة البلدان الاخرى في التحالف، وقد يحصل ذلك بطريقة بطيئة، بطيئة جدا".
واشار رامسفلد الى ان الاميركيين "لن يسمحوا للارهابيين ورموز النظام السابق بتحديد مصير 25 مليون عراقي".—(البوابة)—(مصادر متعددة)