لقي سائق اردني مصرعه اثر هجوم على شاحنة يابانية قرب بغداد، وجاء الهجوم قبيل موافقة الحكومة اليابانية على قرار نشر جنود في العراق. وفي الغضون، اعلن امين عام الامم المتحدة كوفي انان انه سيبت اليوم الاثنين في مسالة ايفاد فريق الى العراق لبحث امكانية اجراء انتخابات مبكرة.
واعلنت وزارة الدفاع اليابانية ان سائقا اردنيا قتل الاحد، عندما تعرضت شاحنة تحمل منزلا متنقلا للقوات البرية اليابانية لهجوم في منطقة تبعد نحو 100 كيلومتر شمال غربي بغداد يوم الاحد.
لكن الوزارة اكدت ان الهجوم الذي تعرضت له الشاحنة أثناء سفرها من الاردن إلى العاصمة العراقية، لم يكن يستهدف على ما يبدو القوات اليابانية.
وقال مسؤول في الوزارة "نرى ان ذلك لم يكن هجوما ارهابيا يستهدف اليابان". ولم تتوفر تفصيلات أخرى على الفور.
وجاء الهجوم قبل قليل من اتخاذ الحكومة اليابانية قرارا رسميا بارسال فرقة تضم 600 من المشاة في جنوب العراق في اول عملية انتشار للجيش الياباني في منطقة تشهد معارك منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وابرمت الحكومة موافقتها الرسمية على القرار التاريخي خلال لقاء بين رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي وشريكه في الائتلاف الحكومي تاكينوري كانزاكي رئيس حزب "كوميتو الجديد" البوذي.
واعلن كانزاكي ان رئيس الوزراء "اكد في بداية الاجتماع ان شروط ارسال قوات برية توافرت"، وانه قال لكويزومي انه "يحترم قراره".. وكانت موافقة حزب "كوميتو الجديد" الذي يعتمد مفاهيم سلمية وعارض لفترة طويلة التدخل العسكري الياباني في العراق، العقبة الاخيرة في وجه خطة كويزومي.
ويفترض ان يصدر شيغيرو ايشيبا رئيس الوكالة اليابانية للدفاع التي تقوم بمهام وزارة الدفاع قريبا وعلى الارجح نهار اليوم الاثنين، الامر بمغادرة القوات. ويفترض ان يلتحق جنود سلاح البر الياباني في الاسابيع المقبلة بطلائع القوات اليابانية التي كلفت التمهيد للمهمة والمتمركزة في السماوة في جنوب العراق منذ 16 كانون الثاني/يناير.
وقالت الصحف اليابانية ان عملية الانتشار ستجري على مراحل، تبدأ بنشر سريع لحوالى خمسين من عناصر وحدات الهندسة لاقامة معسكر ياباني في السماوة، يليه اعتبارا من نهاية شباط/فبراير انتشار حوالى 440 جنديا على "ثلاث دفعات" متتالية حنى نهاية آذار/مارس.
وسيكلف هؤلاء الجنود غير المقاتلين مهمات انسانية ولوجستية مثل مد المياه ونقل الادوية، لكنهم سيخولون استخدام اسلحتهم اذا تعرضوا لاي هجوم.
واكد كويزومي في البرلمان الياباني اليوم الاثنين ان "اعادة اعمار العراق حاسمة للسلام العالمي والاستقرار وعلى اليابان التفكير في تقديم ما تستطيع من مساعدة تتلاءم مع مستوى قوتها".
واقر التدخل الياباني بينما كشفت استطلاعات الرأي للمرة الاولى تعادل مؤيديه ومعارضيه.
وكشف استطلاع للرأي اجري في نهاية الاسبوع الماضي وشمل حوالى الف من البالغين ان نسبة المؤيدين للانتشار الياباني في العراق ارتفع من 35% الى 47% بينما تراجع عدد المعارضين من 54% الى 47% .
واشار الاستطلاع الذي اجرته صحيفة "ماينيشي شيمبون" الى ان 53% من مؤيدي التدخل اليابني يرون انه من "واجب طوكيو المساهمة في اعادة اعمار العراق" بينما يرى 27% ان "الاستقرار في المنطقة ضرورة لليابان". اما المعارضون، فيرى 45% منهم ان اليابان يمكن ان تساهم في اعادة الاعمار بوسائل غير عسكرية بينما يؤكد 23% ان الحرب في العراق غير مبررة.
فريق الامم المتحدة
في غضون ذلك، اعلن امين عام الامم المتحدة كوفي انان انه سيبت اليوم الاثنين في مسالة ايفاد فريق الى العراق لبحث امكانية اجراء انتخابات مبكرة.
وقال انان في مقابلة مع التلفزيون السويدي وذلك قبل يوم من القاء كلمته في مؤتمر دولي في ستوكهولم حول حظر الابادة الجماعية "اتوقع ان اتخذ قرارا غدا (اليوم الاثنين) او نحو ذلك."
وقال انه طلب منه ايفاد هذه البعثة خلال اجتماع عقده يوم الاثنين من الاسبوع الماضي الماضي مع بول بريمر رئيس الادارة المدنية الامريكية في العراق وعدنان الباجه جي رئيس مجلس الحكم في العراق.
وتنصب مهمة البعثة في تحديد ما اذا كان بالامكان ترتيب اجراء هذه الانتخابات من الان وحتى نهاية يونيو حزيران القادم لاختيار حكومة وجمعية وطنية مؤقتة وذلك قبل انتقال السلطة السياسية لايدي
العراقيين في 30 حزيران/يونيو.
ويتعلق القرار بفرص اجراء الانتخابات استجابة لمطالب زعماء الشيعة في البلاد والتوصية بايجاد بدائل اخرى لخطة اميركية معقدة تتعلق بالمجمعات الانتخابية يقول كثير من الخبراء انه يتعين تعديلها.
وقال انان ان الامم المتحدة ستكون مستعدة لتشكيل محكمة دولية لمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إذا ما طلب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ذلك.
وقال انان "لم يطلب منا بعد ان نلعب دورا. لكن اذا طلب منا فانني على يقين من ان بامكاننا لعب دور. لدينا خبرة عريضة في هذا الشأن."
وفي وقت سابق قال دبلوماسيون ان عنان لم يعط اي تفاصيل بشأن موعد توجه الفريق الانتخابي الى بغداد او من سيترأسه الا ان من المرتقب ان يغادر الفريق الى العراق خلال الشهر القادم.
وربما ربط عنان بين موعد مغادرة الفريق الى العراق وتقرير من المنظمة الدولية بشان تقييم الوضع الامني هناك وهو الامر الذي بات ضروريا في اعقاب هجوم تعرض له مقر المنظمة في بغداد في 19
اب/اغسطس الماضي واودى بحياة 22 شخصا.
ويطالب اية الله علي السيستاني المرجع الاعلى للشيعة في العراق باجراء انتخابات شاملة وهو امر قد يكون في مصلحة الشيعة الذين يمثلون 60 في المئة من تعداد العراق البالغ 25 مليون نسمة.
وقال عبد العزيز الحكيم عضو مجلس الحكم في العراق وحليف السيستاني وهو يمثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في مجلس الحكم العراقي المدعوم من الولايات المتحدة ان اجراء
انتخابات ليست على القدر الكافي من التنظيم افضل من تجاهل المطلب الشعبي باجراء انتخابات.
وصرح الحكيم في مقابلة اجرتها رويترز ان الانتخابات "يمكن ان تتم.. اذا كنا نريدها وبذلنا الجهد اللازم. أعتقد ان من الممكن ان تجري."
وثمة شكوك تساور مسؤولين من الامم المتحدة والولايات المتحدة حيال الانتخابات المباشرة ليس لمجرد ضيق الوقت اللازم لاجراء مثل هذه الانتخابات بل ايضا بسبب مناخ العنف السائد في العراق.
ومن شأن الانتقال التدريجي للسلطة اتاحة الوقت لبناء مؤسسات العراق وتشكيل الاحزاب السياسية وايجاد كيانات تخترق واقع التشكيلة القبلية والدينية في البلاد.
وتريد واشنطن ان يقوم الاخضر الابراهيمي الذي انتهى لتوه من القيام بدور المبعوث الرئيسي للامم المتحدة في افغانستان القيام بدور الوساطة في العراق.
ورفض الابراهيمي (70 عاما) وهو وزير خارجية جزائري سابقا ذلك المنصب ولذا فان المسؤولين الاميركيين يضغطون عليه ليرأس فرق الامم المتحدة في العراق التي من المتوقع ان تقوم بدراسة
جدوي اجراء انتخابات مباشرة او اقتراح بديل لها. وحتي الان فانه يرفض مثل هذا الدور ايضا.
وقال مسؤول اميركي رفيع ان الابراهيمي التقى في البيت الابيض مع وزير الخارجية كولن باول وكوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي وبحثوا "سبيل التحرك قدما في العراق."
وتدعو الخطة الاميركية الحالية الى عقد مؤتمرات انتخابية في 18 محافظة لاختيار مجلس مؤقت وان كان هذا النظام قد يعدل للحصول على تأييد السيستاني. ويختار المجلس حكومة مؤقتة بحلول 30 حزيران/يونيو ويقوم العراقيون بعد ذلك باعداد دستور واجراء انتخابات عامة بحلول نهاية عام 2005.—(البوابة)—(مصادر متعددة)