مقتل ستة عراقيين برصاص اميركي..فشل الاجتماع السني - الشيعي

تاريخ النشر: 14 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل ستة عراقيين برصاص اميركي في قرية قريبة من المقدادية شمالي بغداد فيما وصلت قوة يابانية كبيرة الى الكويت في طريقها للعراق وفشل اجتماع بين رجل دين سني واخر شيعي كان يستهدف تمتين عرى العلاقات بين الطائفتين وتهدئة المخاوف من اندلاع فتنة طائفية.  

قال أقارب عائلة عراقية قتل ستة من أعضائها يوم الأحد إن الستة قتلوا كما أصيب أربعة أطفال عندما فتحت النيران على قريتهم. 

وألقوا باللوم على جنود أميركيين وقالوا إن الجنود سمعوا صوت أعيرة نارية تطلق في الهواء يوم السبت في حفل زواج بالقرب منهم ففتحوا نيران دباباتهم. 

وقال الجيش الاميركي انه ليس لديه معلومات عن وقوع أي حادث في القرية القريبة من المقدادية شمالي بغداد. 

وقال بشير عطا الله صالح من العائلة لوكالة "رويترز" انه "وقع الهجوم حوالي الساعة الثانية والنصف مساء بالتوقيت المحلي (1130 بتوقيت غرينتش) عندما كانت العائلة مجتمعة في المنزل. 

"سقطت القذيفة الاولى في متجر قريب وسقطت الثانية داخل المنزل. تمزق جسد طفلين في الانفجار وقتل خمسة وأصيب خمسة". 

اعلن الجيش الاميركي عن مصرع 4 من جنوده في العراق فجر اليوم الاحد فيما بدأت شخصيات سنية وشيعية اجتماعاتها بهدف وضع حد لفتنة محتملة قد تعصف بالبلاد في الغضون اعلنت سلطات الاحتلال عن اجراءات حدودية صارمة لمنع دخول المتسللين  

قوات يابانية 

وفي سياق التطورات المديانية والامنية، وصلت أكبر قوة من الجنود اليابانيين حتى الان الى الكويت الاحد في طريقها الى العراق للمشاركة في مهام انسانية. 

وتضم القوة البرية 190 فردا من بينهم 11 جندية وقد وصلت الى قاعدة مبارك الجوية على مشارف مدينة الكويت على متن طائرتين حكوميتين يابانيتين. 

وزادت اليابان من جهودها لكسب تأييد العالم العربي لاخطر عملية انتشار عسكري تقوم بها خارج البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. ومن المقرر أن تبث اعلانات عبر قناة الجزيرة التلفزيونية ومقرها قطر تؤكد فيها أن القوات اليابانية أرسلت للعراق لتقديم مساعدات انسانية وليس للقتال. 

وستنضم الدفعة الاخيرة من الجنود الى 250 اخرين يبنون قاعدة قرب مدينة السماوة بجنوب العراق في مهمة انتقدها البعض قائلين انها تنتهك دستور اليابان السلمي. 

وتضم القوة أطباء ومهندسين وفريقا متخصصا في تنقية المياه وستمكث في الصحراء في معسكر فرجينيا الذي تنزل به غالبية القوات الاميركية والواقع على بعد 70 كيلومترا شمال غربي مدينة الكويت وذلك لمدة سبعة الى عشرة أيام قبل أن تتوجه الى السماوة جنوب العراق. 

فشل اجتماع طائفي 

الى ذلك، فشلا رجلا دين عراقيان بارزان احدهما سني والاخر شيعي بعقد اجتماع بينهما جاء بعد شهور من حثهما على اجراء محادثات لتخفيف التوترات الطائفية. 

وبعد دقائق من وصوله أمام منزل اية الله حسين الصدر الذي تفرض عليه حراسة مشددة ليل السبت عاد رجل الدين السني البارز عبد القادر العاني الى منزله في اعقاب سوء تفاهم مع حارس طلب تفتيش سيارته. 

فبعد تعرض الشيعة لتفجيرات سقط فيها الكثير من القتلى هذا الشهر ومقتل العديد من رجال الدين السنة برصاص مسلحين يود رجال الدين القلقين من الطائفتين  

استخدام نفوذهم لتخفيف حدة التوترات في البلاد التي يخشى الكثيرون اندلاع حرب اهلية بها. 

لكنهم يواجهون حقول ألغام طائفية وسياسية معقدة سلطت الاضواء عليها في منزل الصدر وهو رجل معتدل له قناة اتصال مع اية الله علي السيستاني اقوى زعماء الشيعة في العراق. 

وكان ثلاثة اعضاء من مجلس الحكم العراقي المعين من قبل الولايات المتحدة ورجل الدين الانجليكاني البريطاني كانون اندرو وايت وهو وسيط دشن مؤخرا المركز العراقي للحوار والمصالحة والسلام ينتظرون وصول العاني. 

وبعد ان علموا انه رحل فجأة سارعوا لمحاولة انقاذ الموقف. وسأل موفق الربيعي عضو مجلس الحكم ووايت على عجل عن الطريق الى منزله ثم اسرعا في قافلة عبر بغداد للعثور عليه. 

وبعد توضيح ان الحارس الذي ضايقه جديد وليست لديه خبره بخلاف الاخرين الذي كانوا يعتذرون له ويناشدونه البقاء وافق على العودة لمقابلة اية الله. 

وقال وايت "حوادث صغيرة كهذه يمكن ان تتسبب في حرب اهلية. تخيلوا لو انه لم يوافق على العودة. كانت سيشيع ان الشيعة لم يسمحوا لزعيم سني بارز بلقاء اية الله. كان ذلك سيمثل مشكلة كبيرة". 

واضاف ان الحادثة "تدل على الحساسيات العديدة التي تعترض محاولة تحقيق المصالحة". 

ويقول بعض رجال الدين ان هجمات ضد السنة في بغداد اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص على الاقل منذ تفجيرات بغداد وكربلاء التي قتل فيها 181 شيعيا في 2 اذار/ مارس. 

ويعتقد الجيش الامريكي وبعض المسؤولين العراقيين ان متشددين اسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن يتسللون الى العراق لتنفيذ تفجيرات تهدف الى اشعال حرب اهلية. 

وناقش رجلا الدين الشيعي والسني مستقبل العراق وهما يرتشفان الشاي بعد العشاء. 

ويأتي الرجلان من خلفيتين متباينتين. 

سجن الصدر ذو الصوت الخافت وتعرض للتعذيب على يد نظام صدام الذي كان يغلب عليه السنة واعدم كثيرون من اقاربه. 

وكان العاني يعمل ضمن نظام صدام. ورأس هو ورجال دين اخرون بعثات الحج العراقية الرسمية. 

وقال الصدر ان هناك من يحاولون التفريق بين العراقيين وانه يتعين على العراقيين ان يكون لديهم ايمان ببلادهم. 

وقال العاني ان لديه نفس القلق. واوضح انه ليس من السهل ان يقتل امام في مسجده.واثناء وقوفه على هامش الاجتماع تحدث الربيعي عضو مجلس الحكم عن السبب في انضمامه الى جهود المصالحة. 

وقال لرويترز "ما يدفعني هو الخوف. أثناء تفجيرات الشيعة لم يكن الشيء المخيف بالنسبة لي هو القنابل". 

واضاف "ما أفزعني هو الامام الذي أخذ مكبر الصوت وحث الشيعة على عبور جسر في بغداد الى منطقة سنية ومهاجمتها. بدا ذلك مثل يوم الحساب"—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن