اعتبر برلمانيون اميركيون في رسالة الى السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس الثلاثاء ان على مجلس الامن الدولي ان يكلف المحكمة الجنائية الدولية النظر في اعمال العنف التي ترتكب في سوريا ضد معارضي النظام.
وجاء في الرسالة التي وضعها السناتور ريتشارد دوربن، الرجل الثاني في الغالبية الديموقراطية ووقعها اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين بن كاردن وروبرت ميننديز وبرباره بوكسر "من المهم ان يتطرق مجلس الامن الى الشكوك ذات الصدقية حول الجريمة ضد الانسانية التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الاسد امام المحكمة الجنائية الدولية".
واضاف البرلمانيون الذين طالبوا بمزيد من الضغوط الاميركية على النظام السوري "نكتب كي نعبر عن قلقنا المتزايد حيال الوضع في سوريا حيث يتواصل عنف الحكومة ضد المتظاهرين المسالمين ويتكثف".
وندد البرلمانيون خصوصا باستعمال الحكومة السورية "قناصة مقنعين" وكذلك "قصف الاحياء السكنية والقيام بعمليات اخفاء وتعذيب".
وطلب هؤلاء من سوزان رايس مواصلة جهودها في الامم المتحدة للتوصل في مجلس الامن على ادانة سوريا.
ولكن الاسرة الدولية منقسمة حول سوريا. فروسيا والصين، حليفي النظام والعضوين الدائمي العضوية في مجلس الامن الدولي، استعملا في الرابع من تشرين الاول (اكتوبر) حق النقض على مشروع قرار اوروبي يهدد النظام السوري بفرض "اجراءات موجهة" كي يوقف القمع.
وجاء نشر هذه الرسالة في وقت غادر فيه السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد الذي انتقد بقوة نظام الرئيس بشار الاسد، سوريا لاسباب تتعلق ب"تهديدات على امنه الشخصي".
وحسب الامم المتحدة، فان عمليات القمع في سوريا اوقعت منذ سبعة اشهر اكثر من ثلاثة الاف قتيل بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا.
مقتل 10 جنود
ميدانيا قال ناشطون وسكان إن منشقين على الجيش السوري قتلوا عشرة جنود الثلاثاء في هجمات على قوافل عسكرية ارسلت لسحق احتجاجات قبل يوم من زيارة مقررة لوفد من جامعة الدول العربية تهدف إلى فتح حوار بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه.
وقال ناشطون وسكان إن قتالا دار في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا حيث تجمع جنود انشقوا عن الجيش اثناء هجوم عسكري في محافظة حمص بوسط البلاد.
وكان الهجوم على حمص واحدا من أعنف الهجمات التي تشنها القوات السورية لسحق انتفاضة شعبية مستمرة منذ سبعة أشهر على حكم الأسد وتطورت في الآونة الأخيرة إلى تمرد مسلح.
ووافق الأسد على مقابلة وفد الجامعة العربية في دمشق الأربعاء. وقال مسؤولون في المنطقة أن السلطات السورية تخلت عن اعتراضها على أن يكون الوفد برئاسة قطر التي انتقدت الرئيس السوري بشدة.
وقال نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية إن من المأمول أن يتوقف العنف ويبدأ حوار وتتحقق إصلاحات.
ويضم الوفد ممثلي خمس دول غير قطر هي مصر التي تستضيف أعضاء من المعارضة السورية والجزائر والسودان وسلطنة عمان واليمن وهي دول ينظر إليها على أنها متعاطفة مع الأسد.
وتقول حكومة الأسد إنها جادة بخصوص الإصلاحات السياسية وتتهم الناشطين بأنهم يريدون تقويض تلك الإصلاحات. وتقول المعارضة إن الأسد لا يعتزم تخفيف قبضته على السلطة مشيرين الي تصعيد لاعمال القتل والاعتقال والتعذيب والاغتيالات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان سبعة جنود قتلوا في معرة النعمان على بعد 230 كيلومترا شمالي دمشق عندما تعرضت قافلتهم المدرعة لهجوم. وقال سكان محليون ان ثلاثة جنود قتلوا في هجوم على قافلتهم قرب مدينة خان شيخون الي الجنوب.