مقتل 18 شخصا بتفجير انتحاري والشيوخ يبدأ مناقشة إستراتيجية بوش

تاريخ النشر: 05 فبراير 2007 - 11:05 GMT

اعلن مصدر امني عراقي الاثنين مقتل 18 شخصا على الاقل واصابة 39 اخرين بتفجير انتحاري بشاحنة مفخخة في منطقة السيدية جنوب غرب بغداد.

وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "شاحنة مفخخة محملة حنطة يقودها انتحاري فجر نفسه بعد حاجز للشرطة قرب طابور سيارات تنتظر تعبئة الوقود في منطقة السيدية ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص واصابة 39 اخرين". وتوقع المصدر ارتفاع حصيلة القتلى نظرا لشدة الانفجار.

وكانت مصادر امنية واخرى طبية عراقية اعلنت مقتل 11 شخصا واصابة اخرين بجروح في اعمال عنف طالت مناطق متفرقة في العراق الاثنين.

واوضحت ان "خمسة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب 15 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة النهضة الصناعية (وسط بغداد)".

كما قتل عامل تنظيف في منطقة كراج الامانة (وسط بغداد) باطلاق نار وفقا لمصدر طبي في مستشفى ابن النفيس القريب من موقع الحادث. واضاف ان "المستشفى تلقى كذلك جثة فتاة (25 عاما) قتلت بالرصاص في حي العامل (جنوب-غرب بغداد)".

وكانت المصادر اعلنت "مقتل شخص جراء سقوط قذيفة هاون في منطقة باب الشيخ (وسط بغداد) كما قتل شخص اخر واصيب ثلاثة بانفجار عبوة ناسفة قرب الجامعة المستنصرية (شرق بغداد)".

وفي كركوك (255 كم شمال بغداد) اعلن النقيب محمد جاسم من شرطة المدينة "مقتل اثنين من العمال واصابة اخر بجروح في هجوم مسلح استهدف سيارة تقلهم على الطريق الرئيسي".

وفي الموصل (370 كم شمال بغداد) اعلن العقيد عبد الكريم الجبوري من الشرطة "اصابة معاون محافظ نينوى ليث العثمان وثلاثة من حراسه بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في حي الزراعة (شمال)".

من جانبها اعلنت وزارة الدفاع البريطانية في لندن ان جنديا بريطانيا قتل الاثنين في العراق في انفجار قنبلة لدى مرور دوريته في البصرة. واوضح المصدر نفسه ان القنبلة انفجرت بالقرب من القنصلية الاميركية في هذه المدينة الواقعة في جنوب العراق.

وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس "للاسف فقدنا جنديا هذا الصباح" مضيفا "كانت هناك قنبلة موضوعة على جانب الطريق. وكان (الجندي) ضمن دورية في البصرة".

وبمقتل الجندي البريطاني يرتفع الى 131 عدد الجنود البريطانيين الذين سقطوا في العراق منذ اجتياح هذا البلد في اذار/مارس 2003.

وينتشر حوالى 7100 جندي بريطاني في العراق تحديدا في جنوب البلاد حيث يتعرضون باستمرار لهجمات من قبل الميليشيات الشيعية.

البدء بمناقشة خطة بوش

في الغضون، تنتقل المعركة حول قرار الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال 21 الف و500 جندي اميركي اضافي الى العراق الى مجلس الشيوخ الاثنين مع بدء مناقشة مشروع قرار يرفض هذه الخطة التي لا تحظى بتاييد الراي العام.

والمشرعون الاميركيون منقسمون حول مشروع القرار غير الملزم المتعلق باستراتيجية بوش الجديدة حول العراق فيما يعارض الديموقراطيون هذه الخطة رغم ان بعضهم يطالب حتى بمذكرة حجب ثقة.

ويسعى الجمهوريون الى اقناع بعض اعضاء الحزب بعدم الانتقال الى صفوف الديموقراطيين حول هذا التصويت وبالتالي اعطاء خطة الرئيس فرصة لكي تنجح.

وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام لشبكة "اي بي سي" التلفزيونية "هذه اخر فرصة لنا" متعهدا بمحاربة مشروع القرار. واضاف "ان اصدار قرار غير ملزم يعتبر مناورة سياسية لا تؤدي الا الى الاساءة لجهود الحرب".

واثارت خطة بوش شكوكا حتى في صفوف الجمهوريين منذ الكشف عنها في 10 كانون الثاني/يناير بعدما رسم تقرير للاستخبارات صورة قاتمة للوضع في العراق فيما يزيد تصاعد العنف من الشكوك حول السياسة الاميركية في العراق.

ونتيجة هذا التصويت الرمزي ستمهد الطريق امام مواجهة مع بوش فيما يسعى بعض الديموقراطيين في الكونغرس الى خفض التمويل العسكري للحرب في العراق من اجل عرقلة خطة الرئيس.

وسيعرض بوش مشروع الموازنة السنوية للحكومة على الكونغرس الاثنين وتتضمن مطالبة بمبالغ ضخمة لتمويل الحرب في العراق وافغانستان.

وانتقد كبار اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين زملاءهم الذين يدعمون مشروع القرار معتبرين انه يجب اعطاء الخطة الوقت اللازم. وقال غراهام ان تقرير الاستخبارات الوطنية الذي صدر الجمعة توقع المزيد من تصعيد العنف الطائفي في حال انسحاب القوات الاميركية. واضاف "اذا انسحبنا سيكون الوضع اسوأ لا يمكنني ان اضمن لكم النجاح لكن بوسعي القول انه حين يتم تحديد استحقاقات وجداول زمنية ستصبح الحرب اكبر".

لكن مؤيدي مشروع القرار الذي اعده اعضاء من مجلس الشيوخ من الحزبين يعتبرون انه من غير المنطقي الاستمرار في ارسال مزيد من القوات الاميركية الى العراق.

وقال سناتور نبراسكا الجمهوري شاك هاغل الاحد في تصريح الى شبكة التلفزيون اي بي سي "لا نستطيع مواصلة القاء جنودنا وقودا في اتون حرب اهلية".

وقد اشتد العنف في بغداد خلال نهاية الاسبوع قبل تصويت مجلس الشيوخ حيث قتل 37 شخصا على الاقل في تفجيرات وهجمات اخرى في العاصمة العراقية الاحد بعد يوم على انفجار ضخم ادى الى مقتل 130 شخصا في ثاني اسوأ هجوم في البلاد منذ اجتياح العراق في اذار/مارس 2003.

واعلن الجيش الاميركي ايضا انه تم اسقاط اربع مروحيات في الاسبوعين الماضيين ما ادى الى مقتل 20 شخصا.

وبدأ الديموقراطيون معارضة خطة بوش في العراق منذ توليهم السيطرة على الكونغرس في كانون الثاني/يناير اثر فوزهم في الانتخابات الذي نتج خصوصا عن المعارضة الشعبية للحرب التي ادت الى مقتل حوالى 3100 جندي اميركي.

وقد ينضم حوالى عشرة جمهوريين الى الديموقراطيين في التصويت ضد استراتيجية بوش من اصل 49 جمهوريا في مجلس الشيوخ الذي يعد 100 عضو. ومشروع القرار اعده الاسبوع الماضي الجمهوري جون وورنر والديموقراطي كارل ليفين.

واعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين الذي يرغب في خوض السباق الى البيت الابيض في 2008 ان الموافقة على مشروع قرار يرفض الاستراتيجية الجديدة سيكون بمثابة "نزع الثقة عن مهمة القوات".

وقال لشبكة "اي بي سي" "لا اقول ان الاستراتيجية ستنجح لكن اعتقد ان لديها فرصا جيدة في النجاح لكنني مدرك ايضا لنتائج الفشل" محذرا من ان الفشل الاميركي في العراق سيؤدي الى مزيد من العنف الطائفي.

من جهته اتهم السناتور الديموقراطي جيم ويب الذي حارب في فيتنام مثله مثل ماكين وهاغل ادارة بوش بالاعتماد على العمل العسكري بدون اعداد استراتيجية دبلوماسية فعالة. ودعا ويب الى الحوار مع ايران وسوريا معتبرا ان البلدين لديهما مصلحة في اجراء محادثات.

لكن غراهام رفض الدعوات الى اعتماد النهج الدبلوماسي مع طهران ودمشق قائلا ان "الفكرة القائلة بان مفتاح نجاحنا سيكون عبر سوريا وايران هي فكرة ساذجة".