قتل 21 شخصا في سوريا الاحد، بينهم 14 جنديا سقطوا خلال اشتباكات مع منشقين، فيما اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الجامعة ستواصل جهودها لوقف العنف، وذلك غداة اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار يدعم المبادرة العربية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه ان "اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت الاحد في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف ادلب (شمال) بين الجيش ومجموعات منشقة (اسفرت) عن مقتل ستة جنود وجرح 21 اخرين بينهم ضابط برتبة عميد، وتم اعطاب اربع اليات".
واضاف ان خمسة جنود قتلوا "اثر اعطاب الية لهم في فليون"، وقتل جندي آخر "اثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية" بينما "قتل جنديان قرب سراقب اثر اشتباك مع منشقين"، في المحافظة نفسها، بحسب المرصد.
وقتلت طفلة في قرية المسطومة التي تشهد "اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش النظامي".
وفي محافظة ادلب ايضا، اكد المرصد مقتل "مواطن في قرية معرشورين (ريف ادلب) اثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله مع اخرين"، كما اشار الى مقتل مواطن من قرية بسامس (ريف ادلب) كان قد اعتقل قبل ايام، دون ان يشير الى ظروف وفاته.
وفي ريف دمشق، افاد المرصد ان "طفلا استشهد اثر اصابته باطلاق رصاص خلال تفريق قوات الامن السورية مظاهرة في مدينة داريا".
وفي محافظة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية، ذكر المرصد ان ثلاثة مواطنين قتلوا "اثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية".
واشار المرصد الى ان القصف الذي تتعرض له الرستن تم اثر "هجوم تعرضت له كافة الحواجز العسكرية في المدينة من قبل مجموعات منشقة، ما أدى الى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي" دون ان يبين عددهم.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن ابو حسان في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "القصف على المدينة مستمر منذ ايام"، متخوفا من "ارتفاع عدد القتلى بسبب الاعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الايام الماضية (...) وبسبب النقص في المواد الطبية".
واضاف ابو حسان، وهو طبيب يعمل في مشفى ميداني في الرستن ان "الجيش النظامي انسحب ظهر اليوم بالكامل من المدينة، لكنه يواصل قصفها لتغطية انسحابه" مؤكدا ان الرستن باتت بالكامل تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
وذكر المرصد ان مواطنا قتل في حي السباع بمدينة حمص اثر اصابته برصاص قناصة، مشيرا الى انفجارات هزت احياء كرم الزيتون وبابا عمرو، وسماع دوي اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الوعر.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حي القصور في حمص ابو رامي في اتصال مع فرانس برس ان اصوات انفجارات تسمع في احياء حمص القديمة لاسيما في باب السباع وباب الدريب وباب هود".
واضاف "نتخوف من عملية جديدة على احياء حمص على غرار التي تعرض لها حي الخالدية (ليل الجمعة السبت)، ولاسيما حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه عناصر الجيش السوري الحر".
واظهرت مشاهد بثها ناشطون على الانترنت تعرض حي بابا عمرو للقصف اليوم الاحد. ومع دوي صوت الانفجارات كانت تسمع صيحات متفرقة لسكان في الحي يشتمون الرئيس الراحل حافظ الاسد وشقيقه رفعت.
وفي درعا (جنوب)، افاد المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت صباح اليوم الاحد في بلدة الحارة في ريف درعا بين الجيش ومجموعات منشقة، مضيفا ان اصوات الانفجارات هزت البلدة.
واشار المرصد الى "عدم ورود معلومات عن الخسائر البشرية" بسبب "الحصار الذي تفرضه القوات السورية على البلدة حيث تنتشر الاليات العسكرية في شوارعها".
ويأتي ذلك غداة مقتل 24 مدنيا سقطوا برصاص الامن السوري السبت في انحاء متفرقة من البلاد كما قتل ستة منشقين خلال اشتباكات في ريف حمص بالاضافة الى 18 من قوات الامن والجيش النظامي خلال اشتباكات في ريف حمص ومحافظتي ادلب ودرعا، بحسب المصدر ذاته.
الى ذلك، اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد ان الجامعة العربية ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة من اجل وقف اعمال العنف في سوريا، وذلك غداة اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار يدعم المبادرة العربية.
وقال العربي في بيان "ان اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الازمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده، لا ينفي ان هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية".
واكد العربي ان جامعة الدول العربية "ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة بالتنسيق مع كافة الاطراف المعنية بالمسألة السورية من اجل تحقيق الهدف الاسمى الذي تعمل من اجله الجامعة العربية والمتمثل في وقف كافة اعمال العنف والقتل وحماية المواطنين العزل وايجاد حل سياسي يمكن من تحقيق الاصلاحات (...) ويجنب سوريا اي مضاعفات داخلية او تدخل عسكري خارجي".
واعرب الامين العام للجامعة العربية عن "الامل بان تستجيب الحكومة السورية لمطالب شعبها وانهاء حالة العنف ووقف نزيف الدماء".
من جهة ثانية لم يستبعد العربي امكانية عرض الخطة العربية مجددا على مجلس الامن في اطار مشروع قرار جديد.
وقال ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم المقرر في الحادي عشر من الشهر الحالي "مختلف جوانب تطورات الازمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الامين العام لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك امكانية اعادة عرض الموضوع مرة اخرى على مجلس الامن".
وكان مجلس الامن فشل في اصدار قرار يندد بالعنف في سوريا اثر استخدام روسيا والصين للفيتو بمواجهة مشروع قرار عربي غربي يتبنى خطة العمل العربية بشأن الوضع في سوريا.