أفاد ناشط سوري مقيم في لبنان بأن قوات الأمن السورية اقتحمت اليوم الخميس مناطق على مشارف العاصمة دمشق، حيث قامت باعتقالات عشوائية كما بلغت محصلة قمع النظام للمظاهرات أمس في حمص وحماة وإدلب بلغت 27 قتيلًا.
وقال الناشط عمر إدلبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه منذ ساعات، تقوم قوات من الأمن السوري بتفتيش المنازل في دوما وسقبا، وأنها ألقت القبض على عشرات الرجال وسيدتين.
وأضاف أن قوات النظام لا تزال تفرض حصارًا على محافظتي حمص وحماة.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 2880 مدنيًا و 941 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سوريا منتصف مارس الماضي.
وتحت عنوان "الأحداث على حقيقتها" ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم تفكيك عبوتين ناسفتين في حمص، كما نقلت عمن قالت إنهم شهود عيان أن مجموعات إرهابية مسلحة تعتدي على المدنيين في إدلب ودرعا، وأن الحياة العامة في حمص طبيعية ولا يوجد نقص في السلع والمواد التموينية "كما تبث بعض القنوات الفضائية التحريضية" على حد قول الوكالة السورية الرسمية.
حادثة إعتداء القاهرة
وفي سياق آخر قال رئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان هيثم مناع في اتصال هاتفي مع قناة "روسيا اليوم" من القاهرة إن وفد "هيئة التنسيق الوطني" تعرض من قبل مواطنين سوريين لم يستطيعوا السيطرة على اعصابهم والتصرف بحكمة للاعتداء والشتائم والقذف بالبيض، معتبرا أنه امر مخجل الحديث والتكلم عنه.
كما اشار مناع الى أن المواطنين ارادوا ايصال رسالة تعبر عن وجهة نظرهم، واصفا الحادثة بالسابقة الخطيرة.
واوضح أن المتضررين من وفد الهيئة لم يطالبوا بالملاحقة القضائية بحق أحد، رغم ان يد بسام الملك كسرت.
واكد ان المعارضة تخوض معركة من اجل الديمقراطية ومن اجل الشعب والثورة وهذا شأن اهم بكثير مما حصل، وليس هناك وقت لاعطاء الحادثة اكثر مما تستحق.
واعتبر أن مبادرة الجامعة العربية تستحق التجربة ولو كان نصيبها من النجاح 5%، مؤكدا على ضرورة أن تكون الثورة سلمية ومناهضة للطائفية وضد التدخل الخارجي، لأن الشعب قادر على انجاز ثورته واهدافها بنفسه.
واشار الى ان اعضاء في المجلس الوطني السوري استنكروا الاعتداء الذي وقع على وفد الهيئة، مشددا على انه لا يجوز التخلي عما اسماه بـ"استراتيجية العمل" والتنسيق والحوار بسبب هذا الحادث.
وفيما يخص مستقبل المبادرة العربية اشار مناع الى ان دور قطر في قضية دارفور كان ايجابيا للغاية وساعد في تقارب وجهات النظر، قائلا "اذا حمد بن جاسم أراد ان تنجح هذه المبادرة عليه ان يتبع سياسة اخرى خاصة من الناحية الاعلامية". وأكد الى ان قطر ودول مجلس التعاون قادرة ان تعطي القوة لهذه المبادرة سواء من ناحية الاجراءات او بالمطالبة بعقد قمة عربية طارئة.
عودة السفير الأميركي
من جهة ثانية أعلن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الاوسط أن السفير الأمريكي في سورية روبرت فورد الذي سحب الشهر الماضي لأسباب أمنية، سيعود إلى منصبه قريبا.
واكد فيلتمان بعد جلسة للجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عودة فورد قريبا "خلال اسابيع، اعني ايام او اسابيع".
وكان فورد غادر دمشق بشكل مفاجئ في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، بسبب "تهديدات جدية". وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن. وكانت الخارجية الامريكية اعربت عن املها في ان يعود فورد إلى دمشق قبل نهاية نوفمبر.
من جهتها قالت فيكتوريا نولاند ان روبرت فورد "اشترى ديك رومي لطاقم سفارته للاحتفال بعيد الشكر وهو يريد فعلا ان يتناول عشاء عيد الشكر مع زملائه هناك. هذا اذن ما نحن نتوقعه، ان يعود (الى دمشق) قبل عيد الشكر".