مكاسب متوقعة للمعارضة في الانتخابات الكويتية المبكرة

تاريخ النشر: 02 فبراير 2012 - 07:58 GMT
مكاسب متوقعة للمعارضة في الانتخابات الكويتية المبكرة
مكاسب متوقعة للمعارضة في الانتخابات الكويتية المبكرة

يتجه مرشحو المعارضة في الكويت لتحقيق مكاسب في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت يوم الخميس في البلاد.
ودعا امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى اجراء الانتخابات في ديسمبر كانون الاول بعد حل مجلس الامة للتخفيف من أزمة سياسية كانت تزداد عمقا وأعاقت الاصلاحات وحجبت مشاريع تنموية حيوية.
وقال بدر يوسف الجويهل بعد ادلائه بصوته في مركز اقتراع العديلية بوسط الكويت "خلال السنوات الماضية حطم البرلمان قلوبنا وخيب امالنا... لم نستفد منه شيئا. بل اننا في الحقيقة تراجعنا وضيعنا وقتنا."
وأغلقت مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة مساء (1700 بتوقيت جرينتش) ومن المتوقع أن يبدأ ظهور النتائج الاولية بحلول منتصف الليل. وقالت السلطات انه لم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف.
وتزايدت حالة الاحباط بعد الازمة التي برزت في نوفمبر تشرين الثاني عندما اقتحم محتجون يقودهم نواب معارضون مجلس الامة مطالبين باستقالة رئيس الوزراء في ذلك الوقت الشيخ ناصر المحمد الصباح متهمين اياه بالفساد.
وستكون انتخابات يوم الخميس التي يتنافس فيها 287 مرشحا رابع انتخابات برلمانية خلال ست سنوات.
وقال فيصل المسلم وهو مرشح للمعارضة لانصاره في تجمع خلال الحملة الانتخابية ان الوضع لا يمكن أن يظل كما كان وانه اذا كانت هذه الانتخابات مجرد "لعبة كراسي موسيقية" فهي اضاعة للوقت.
ويجري انتخاب كل أعضاء مجلس الامة وله سلطات تشريعية. لكن لا تسمح الكويت بتشكيل أحزاب سياسية مما يعني أن ساسة المعارضة مجبرون على الاعتماد على تشكيل تكتلات في البرلمان.
وقوض هذا من قدرة النواب على ان يمثلوا معارضة فعالة لها برامج واضحة.
وقال شاهين شمس ابادي المحلل في مجموعة (ريسك ادفايزوري) ان النواب ما زال امامهم فرصة لتوسيع سلطات المجلس المؤلف من 50 مقعدا اذا كان الرأي العام الى جانبهم.
وقال شمس ابادي "القضية الرئيسية.. هل سيصل الناس الى درجة من الضجر تكفي هذه المرة لتغيير البرلمان.. أم أنهم سيخوصون انتخابات أخرى فحسب؟"
ووقف الرجال والنساء في صفوف طويلة خارج مدارس منفصلة للادلاء بأصواتهم.
وقالت منية النوري لدى خروجها من مركز اقتراع في أحد أحياء العاصمة "أعطيت صوتي للناس الذين سيسرعون خطى التنمية والاقتصاد."
واضافت قائلة "لدينا الكثير من الكويتيين ليس لديهم فرصة للحصول على عمل. كل شيء متوقف الان فيما يتعلق بالاقتصاد والتنمية الاجتماعية."
وتصاعدت التوترات قبل الانتخابات. فقد أحرق أفراد قبيلة مطير خيمة المرشح محمد الجويهل الذي اهان فيما يبدو قبيلتهم وحدثت مناوشات بينهم وبين الشرطة أمام مكتب قناة سكوب التي تملكها الكاتبة فجر السعيد بسبب تأييدها للمرشح الجويهل.
كما كان هناك مرشحون اخرون يحاولون استمالة الناخبين لدخول خيامهم باعداد مادب فاخرة وبوعود تراوحت من رفع الحظر على بيع الخمور الى جعل القوانين تستند الى الشريعة الاسلامية.
كما نظمت المجموعات الشبابية التي تجيد استخدام الانترنت والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي حملاتها الخاصة.
وقال المدون جاسم القامس وهو عضو في فريق ينظم حملة النائبة السابقة أسيل العوضي وهي ليبرالية انهم في حاجة الى مواصلة الطريق مضيفا انه يعتقد أن الناس يرون ذلك ويتحركون في هذا الاتجاه.
ويتهم معارضون الحكومة بأخطاء ومظاهر فساد تتراوح من الرشوة الى غض الطرف عن تهريب الديزل واذكاء الانقسامات داخل البرلمان.
ويقول ساسة ان معركتهم ستستمر. وقال النائب المعارض السابق جمعان الحربش وهو من الاخوان المسلمين في الكويت ان هذه الانتخابات كشفت عن الوجه الحقيقي للحكومة وأضاف أنها ما زالت تمارس نفس الحيل.
وعلى الرغم من أن من سلطة مجلس الامة طرح مشاريع قوانين فان أعضاء الحكومة يقترعون أيضا مما يجعل للحكومة كتلة يمكن استغلالها للتخفيف من حدة المعارضة أو التأثير على الاغلبية في البرلمان.
كما أن الاصلاحات تعتمد على الارادة السياسية لعائلة الصباح التي تحكم الكويت منذ القرن الثامن عشر.
وقال جيمي انجرام وهو محلل في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية (روسي) في قطر "من غير المرجح اجراء اصلاح دستوري له معنى تحت قيادة الامير الحالي... لكن بعد نقل السلطة الى جيل جديد.. من المرجح اجراء تغيير أعمق."