شهد قطاع غزة المحاصر تحذيرات متصاعدة من جهاز الدفاع المدني بشأن كارثة إنسانية وشيكة مع استمرار تأثير المنخفض الجوي العميق، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع طوال عامين، وما نتج عنها من انهيار شبه كامل للبنية التحتية.
وأوضح المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، الرائد محمود بصل، أن الأمطار الغزيرة تسببت في غرق آلاف الخيام ومراكز الإيواء، مهددة ممتلكات العائلات وملابس الأطفال الذين يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية. وأكد أن الإمكانات المتوفرة غير كافية إطلاقاً لمواجهة الظروف الجوية، وأن الأزمة تتجاوز قدرة الأجهزة المحلية، ما يستدعي إيجاد أماكن إيواء إنسانية مجهّزة وبنية تحتية بديلة.
وشدد بصل على ضرورة توفير خيام مقاومة للشتاء والأمطار وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى بنية مناسبة لتصريف مياه الصرف الصحي. وقال إن "الواقع مخيف للغاية، فآلاف الناس يفترشون الشوارع، والخيام تغرق، والأطفال بلا ملابس بديلة"، مشيراً إلى حاجة القطاع إلى نحو 450 ألف خيمة لإيواء النازحين بشكل عاجل.
وتسببت حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي في تدمير 90% من البنية التحتية المدنية، مقدّرة خسائرها الأولية بنحو 70 مليار دولار. وأكد بصل أن جهود الإسعاف والمساعدات المحلية محدودة جداً، وأن غزة تحتاج إلى "تدخل إستراتيجي عاجل من المنظمات الدولية لتقديم حلول دائمة، وليس مجرد مساعدات آنية".
وأشار المتحدث إلى ضرورة التخطيط الميداني السريع لإنشاء مخيمات مؤقتة في مناطق آمنة، استعداداً لمنخفضات قادمة قد تكون أشد قسوة. وأضاف أن الاستجابة الدولية لا تزال بطيئة ومحدودة مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية.
وكان الدفاع المدني قد أصدر تعليمات للسكان بتوخي الحذر مع اشتداد المنخفض الجوي، محذراً من البقاء في منازل مهددة بالانهيار نتيجة القصف والدمار.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس الخميس ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 69,187 شهيداً و170,703 مصابين، مؤكدة وجود ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات بسبب عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.