اقتنصت اسرائيل تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول وجود اصول يهودية لأدولف هتلر، من اجل اشعال أزمة مع موسكو تبرر فيما يبدو تخليها عن الحياد المزعوم حيال الصراع في اوكرانيا، وتكشف علانية انحيازها للغرب.
وكان لافروف سئل خلال مقابلته مع قناة "ريته 4" الإيطالية، كيف يمكن لروسيا أن تدعي أنها بحاجة إلى "القضاء على النزعة النازية" في أوكرانيا ورئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي يهودي.
وقال لافروف متحدثا من خلال مترجم إيطالي "عندما يقولون، أي نوع من النزعة النازية هذا إذا كنا يهودا، أعتقد أن هتلر أيضا له أصول يهودية لذا فهذا لا يعني شيئا".
وأضاف "منذ فترة طويلة ونحن نسمع حكماء من اليهود يقولون إن أكبر معاد للسامية هم اليهود أنفسهم".
واستنكرت إسرائيل الاثنين تصريحات لافروف التي أشار فيها إلى أن الزعيم النازي أدولف هتلر له جذور يهودية وطالبت موسكو باعتذار.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لابيد لموقع "واي.نت" الإخباري "إنها تصريحات مشينة ولا تغتفر وخطأ تاريخي فادح ونتوقع اعتذارا".
وبرغم ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان الثلاثاء، ان تعليقات لابيد على تصريحات لافروف كانت "مناقضة للتاريخ"، كما انها "تكشف الى حد كبير سبب دعم الحكومة الاسرائيلية للنازيين الجدد في كييف".
ابن غير شرعي
تعود قصة دماء هتلر اليهودية إلى معلومات سبقت الحرب العالمية الثانية وكشفت النقاب عن الهوية الغامضة لجد الديكتاتور النازي.
يقول المؤرخ النمساوي ساندغروبر، وهو مؤلف كتاب نشر العام الماضي وكان الأول عن سيرة والد هتلر، إن ألويس والد هتلر الذي ولد في 1837 وتوفي في 1903 عندما كان ابنه في الرابعة عشرة، كان "ابنا غير شرعي والده غير معروف".

وفي عشرينات القرن الماضي عند بروز هتلر مؤسس الحزب الاشتراكي القومي النازي، أطلقت "تكهنات بأنه قد يكون له أصول يهودية". وقد غذاها خصومه السياسيون وعززها وصوله إلى السلطة في 1933.
وبعد الحرب أحيا مجرم نازي النظرية. ففي مذكراته التي تحمل عنوان "مواجهة المشنقة" ونشرت في 1953 بعد سنوات على إعدامه.
يقول هانز فرانك الذي كان برتبة حاكم (رايخسلايتر) في الحزب النازي ولقب بـ"جلاد بولندا"، إنه حقق سرا في أصول أدولف هتلر بناء على طلب الزعيم النازي نفسه.
وكتب "كان ذلك في نهاية 1930 على الأرجح. استدعاني" هتلر الذي كان يعتبر نفسه ضحية "ابتزاز بغيض" لقريب له بسبب وجود "دم يهودي يسري في عروقه"، حسب مقتطفات من المذكرات التي نشرتها المجلة الألمانية "دير شبيغل" حينذاك.
وأجرى هانز فرانك تحقيقه. وقال إنه اكتشف أن جدة هتلر لأبيه، ماريا آنا شيكلغروبر، أنجبت صبيا هو ألويس عندما كانت تعمل طاهية لدى عائلة يهودية تحمل اسم فرانكنبرغر في مدينة غراتس النمسوية.
ويروي كاتب المذكرات أن رب العمل دفع لها لاحقا نفقة غذائية إلى أن بلغ الطفل الرابعة عشرة من العمر، مع تبادل رسائل تثبت ابوته المزعومة.
لكن حسب الرواية التي قدمها أدولف هتلر، أقنعت جدته وزوجها المقبل يوهان هيدلر، الرجل بأنه الأب للحصول على المال منه.
ويرى مؤرخون أنه "لا يمكن الإجابة عن السؤال حول هوية جد هتلر"؛ إذ أنه لا "دليل ملموسا" يدعم فرضية وجود أصول يهودية لهتلر.