انه جمعة عواد البدري او جمعة البغدادي الذي اعلنت المخابرات التركية انها اعتقلته على اراضيها، ووصفته بالصيد الثمين خاصة وان جمعة هو الشقيق الأكبر لخليفة داعش الأسبق أبو بكر البغدادي الذي لقي حتفه في انزال اميركي في العام 2019
تعتقد انقرة والعديد من العواصم الغربية والعربية ان عواد البدري هو ذاته أبو حسن الهاشمي القرشي الخليفة الثالث لداعش الذي تم تنصيبه بعد أكثر من شهر على مقتل سلفه الخليفة الثاني للتنظيم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في 3 شباط/ فبراير
وفي اسوء الاحوال فان البدري يعتبر أحد الجهاديين المخضرمين، وواحد من أبرز قادة داعش، الذين ظلوا مختفين لفترة طويلة.
ووفق تقرير لموقع اخبار الان الالكتروني فقد ظل "جمعة البغدادي" أو "جمعة عواد إبراهيم البدري السامرائي"، بعيدًا عن الأضواء لفترة طويلة، حتى رغم وصول شقيقه "أبو بكر البغدادي" (إبراهيم بن عواد البدري)، إلى إمارة تنظيم دولة العراق الإسلامية، عام 2010
وحسب المصدر الاعلامي ونقلا عن مسؤولين غربيين، تُشير المعلومات المتاحة عن مسيرة جمعة البغدادي، وشقيقه أبو بكر البغدادي، (وهم شقيقين من أصل 3 أشقاء ذكور)، إلى أنهما انضما إلى تنظيمين إسلاميين مختلفين، فاعتنق جمعة البغدادي، فكر السلفية الجهادية، بينما انضم شقيقه "إبراهيم" والمعروف، لاحقًا، بـ"أبو بكر البغدادي" إلى جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن ينشق عنها ويعتنق فكر السلفية الجهادية، في توقيت متزامن مع غزو أمريكا للعراق.
ومع أن جمعة البغدادي سبق شقيقه الأصغر في الانضمام إلى السلفية الجهادية، إلا أن الأخير اكتسب شهرة وخبرة تنظيمية أكبر منه، سريعًا، حينما ساهم في تأسيس "جيش أهل السنة والجماعة"، وهو فصيل سلفي جهادي كان منخرطًا في قتال القوات الأمريكية المحتلة، قبل أن يندمج مع تنظيم القاعدة وفصائل أخرى لتأسيس مجلس شورى المجاهدين في العراق والذي انبثق عنه، بعد ذلك، تنظيم دولة العراق الإسلامية.
وتعرضت قيادة داعش العليا لحملة استهداف مركزة من قبل قوة العمليات المشتركة/ العزم الصلب "التحالف الدولي لدحر داعش"، وأدت تلك الحملة لمقتل جل أمراء الصف الأول، واكتشف أبو بكر البغدادي وقتها أن هناك خيانة داخل الدائرة القيادية العليا للتنظيم، وفق ما يذكره عديله محمد علي ساجت.
واضطر أبو بكر البغدادي لأن يعتمد بشكل كبير على شقيقه "جمعة البغدادي"، في قيادة وتوجيه ما تبقى من التنظيم، خاصةً بعد أن اضطر للتواري عن الأنظار وقيادة داعش من الظل، بعد سقوط الخلافة المكانية في مارس/ آذار 2019.
ووفق المصادر العراقية فإن "جمعة البغدادي" تولى، في تلك الفترة، رئاسة مجلس شورى داعش، والذي يعد أعلى هيئة قيادية في التنظيم ويشرف على الهيئة التنفيذية، ونظيرتها الشورية العليا، وتكون هذا المجلس من 5 قيادات آخرين، لم يتم الكشف عن هويتهم، لكن تلك المعلومات لم يتم تأكيدها بشكل رسمي، حتى الآن.
وذكر موقع اخبار الان نقلا عن المصادر الاستخبارية العراقية، في عام 2020، أن جمعة البغدادي سافر عدة مرات بين شمال سوريا ومدينة إسطنبول التركية، قائلةً إنه بدأ هذه الرحلات في نهاية عام 2018، وزار المدينة التركية أكثر من مرة، من بينها زيارة في أبريل/ نيسان 2019، وجرى تتبعه في تلك الأثناء من قبل الاستخبارات العراقية والأمريكية، لكن لم يتم القبض عليه لأن الأجهزة الاستخبارية أرادت التوصل لمخبأ شقيقه (خليفة داعش)، وبالتالي ظلت تتبعه إلى أن وصل إلى المنطقة الحدودية في شمال سوريا.
وعمل "جمعة البغدادي" في نقل الرسائل والتعليمات بين أبو بكر البغدادي وقيادات داعش البارزين (خاصةً مسؤولي العمليات الخارجية في جهاز داعش الاستخباري والأمني)، وكان يتلقى الرسائل عبر "ساعي" آخر، مكتوبة أو شفهية، كذلك الأموال وغيرها من اللوجستيات، ويحملها بنفسه حتى شمال سوريا لإيصالها لخليفة التنظيم (الأسبق).
وسبق للقوات التركية أن ألقت القبض على شقيقة "أبو بكر البغدادي" و"جمعة البغدادي" الكبرى، والمعروفة بـ"رسمية عواد إبراهيم"، البالغة من العمر 65 عامًا، خلال عملية لها في منطقة إعزاز السورية، التي تُسيطر عليها فصائل سورية مسلحة (درع الفرات)، مرتبطة بتركيا، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وذلك بعد أيام معدودة من مقتل "أبو بكر البغدادي".
ومع أنه لا يمكن الجزم، حتى الآن، بأن جمعة البغدادي هو نفسه "أبو الحسن الهاشمي"، إلا أن المؤكد هو أن قيادة داعش العليا جرى اختراقها، منذ زمن، وأن هذا الاختراق أدى لسقوط مجموعة من أبرز قيادات التنظيم من بينهم خليفتيه "أبو بكر البغدادي"، و"أبو إبراهيم القرشي"، ولن يكون آخرهم "جمعة البغدادي"، الذي شارك في قيادة الظل لتنظيم داعش، لفترة طويلة.