مهمة صعبة امام نتنياهو لتشكيل حكومة اسرائيلية

تاريخ النشر: 06 أبريل 2021 - 03:28 GMT
استبعاد اللجوء الى حكومة وحدة وطنية
استبعاد اللجوء الى حكومة وحدة وطنية

كلّف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، بالمهمة، تشكيل الحكومة المقبلة، في أعقاب حصوله على أكبر عدد من التوصيات.
 
وجاء قرار التكليف في ظل عدم تمكّن نتانياهو من الحصول على عدد الأصوات التي تمنحه الأغلبية، ومن ثم حصول حكومته على الثقة، الأمر الذي يضع المشهد السياسي برمته أمام 28 يوما (هي المدة القانونية لتشكيل الحكومة، والتي يمكن للرئيس أن يمدها 14 يوما إضافية)، من الشد والجذب والتحالفات السياسية لاستمالة أحزاب للانضمام إلى الائتلاف الحكومي، ومن ثم الوصول إلى الـ61 مقعدا لتمرير تشكيل الحكومة الجديدة.

 وشهدت المشاورات التي أجراها الرئيس الإسرائيلي مع الأحزاب السياسية الفائزة بالانتخابات، لتحديد شخصية المكلف بتشكيل الحكومة، تأزمًا واضحًا، إذ لم تتمكن أي من الأسماء الحصول على الأغلبية اللازمة.نتنياهو لتشكيل حكومة اسرائيلية

خيارات امام رئيس اسرائيل

وإذا فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، سيكون ريفلين أمام خيارين؛ بإمكانه منح التفويض لمرشح آخر والسماح له بالمحاولة لمدة 28 يومًا غير قابلة لتمديد تنتهي في 16 حزيران/ يونيو المقبل. والخيار الآخر، الذي يبدو أن ريفلين أقرب إليه وفقًا للتصريحات التي صدرت عنه الإثنين، هو إعادة التفويض إلى الكنيست.
 
بنقل التفويض لأعضاء الكنيست، سيكون أمامهم مهلة تصل إلى ثلاثة أسابيع لتوافق الأغلبية (61 عضو كنيست على الأقل) على مرشح من بينهم، وسيحصل هذا المرشح على أسبوعين آخرين في محاولة لتشكيل الحكومة.
 
وإذا فشل هذا المسار، فإن يوم الثلاثاء الموافق 14 أيلول/ سبتمبر المقبل، سيكون الموعد المقدر لإجراء الانتخابات الخامسة، لتتواصل الأزمة السياسية التي يواجهها النظام السياسي الإسرائيلي.

سيناريوهات مطروحة 

 من السيناريوهات المطروحة لتشكيل الحكومة عقب تقديم جميع الأحزاب توصياتها للرئيس الإسرائيلي، أن يتم تشكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو مع بمشاركة حزب "يمينا" الذي يترأسه نفتالي بينيت.
 
وستشمل الحكومة في مثل هذه الحالة، كل من "الليكود" و"شاس" و"يهوديت هتوراه" و"الصهيونية الدينية" و"يمنينا" - بإجمالي 59 مقعدًا.
 
والسؤال الكبير الذي تطرحه وسائل الإعلام الإسرائيلية، هو ما إذا ما كانت القائمة الموحدة، برئاسة منصور عباس، ستدعم مثل هذه الحكومة من الخارج وفق التقرير العبري

نتنياهو لتشكيل حكومة اسرائيلية
دعم عباس 

وكان عبّاس صرّح خلال المشاورات التي عقدها مع ريفلين، إنه مستعد للتعاون مع أي مرشح منتخب، لكن المشكلة الرئيسية في عملية الولادة المتعسرة للحكومة الإسرائيلية، هو ما إذا كان تحالف الصهيونية الدينية والكاهانية سيوافق على دعم القائمة الموحدة لحكومة يشاركون فيها.
 
ويعتقد المسؤولون في الليكود أنه قد ينجحون في مثل هذا الوضع، في إقناع حزب "تيكفا خداشا" برئاسة الليكودي السابق وغريم نتنياهو، غدعون ساعر، بالانضمام إلى الحكومة. وفي جميع الأحوال، يشكل المقعدان الذين يحولان دون نتنياهو وحكومته السادسة، معضلة كبيرة.
 
أما السيناريو الثاني فيتمثل في حكومة تكافؤ تقوم على توازنات بين معسكري اليمين وما يعرف بـ"اليسار وسط". والأرجح أن تقوم حكومة كهذه على اتفاق تناوب على منصب رئيس الحكومة بين لبيد وبينيت، على أن يتولى الأخير المهمة أولًا.
 
وكان لبيد قد أعلن أنه قدم لبينيت عرضًا كهذا. وفي هذه الحالة، ستشمل الحكومة كل من "يش عتيد" و"العمل" و"كاحول لافان" و"ميرتس" و"يسرائيل بيتينو" و"تيكفا حداشا" و"يمينا" - بإجمالي 57 عضو كنيست.
 
ولتشكل حكومة من هذا القبيل، سيتعين على ثلاثة أعضاء كنيست على الأقل دعمها من الخارج، وفي ظل التصريحات المتكررة لمنصور عبّاس، يبدو أن القائمة الموحدة هي الكتل الأقرب للعب هذا الدور.
 
وفي هذه الحالة، نعود إلى السؤال ذاته المطروح في السيناريو الأول؛ هل سيكون مقبولا على الجناح اليميني للحكومة تشكيلها بدعم نواب عرب.
 
وسيكون أمام الأحزاب الممتنعة عن التوصية ("تيكفا حداشا"، القائمة المشتركة، القائمة الموحدة)، حتى موعد إعلان الرئيس شخصية المكلف بتشكيل الحكومة، مهلة للتراجع والتوصية باسم بعينه.نتنياهو لتشكيل حكومة اسرائيلية

استبعاد اللجوء الى حكومة وحدة وطنية

واستبعد المحلل السياسي خبير الشؤون الإٍسرائيلية الدكتور عماد جاد  في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" الاماراتي 

سيناريو اللجوء إلى حكومة وحدة وطنية (على غرار الحكومة السابقة التي تشكلت بموجب اتفاق لتقاسم السلطة في شهر أبريل الماضي، نصّ على تولي نتانياهو رئاسة الحكومة لمدة 18 شهرا، على أن يتولى منافسه -آنذاك- زعيم حزب "أزرق أبيض" خلالها منصب النائب، قبل أن يتولى الحكومة بعد تلك الفترة، لكن الحكومة لم تكمل مدتها بعد فشل الكنيست في إقرار موازنة 2021، ومن ثم حلّه وإجراء انتخابات جديدة)"، مبررا ذلك بعدم وجود منافس مباشر لنتانياهو، ذلك أن "أزرق أبيض" كان قد حصل على أصوات متساوية مع نتانياهو تقريبا، أما الآن فالوضع مختلف.

مسار تشكيل الحكومة يعتمد على قدرة نتانياهو على استقطاب الأحزاب الصغيرة الممثلة بالكنيست، ومن هنا يتم تشكيل الائتلاف الحكومي، وفق جاد، الذي ردّ على سؤال حول ما إذا كانت تلك الأحزاب تشكل تهديدا على استقرار الحكومة وورقة ضغط تجعل الحكومة "هشّة" لجهة إمكانية انسحابها وتعريض الحكومة في أي وقت للسقوط، قائلا: "منذ تأسيس إسرائيل لم يستطع حزب الحصول على الأغلبية بـ 61 مقعدا، ودائما ما تحتاج الأحزاب الكبيرة تلك الصغيرة التي تظل عاملا مهما في بنية الحكومة، وقد تتسبب في إسقاطها حال انسحابها، طبقا للنظام السياسي هناك".

وأمام تلك المعطيات، يقول خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، الدكتور سعيد عكاشة، إن نتانياهو لا يستطيع تشكيل ائتلاف حكومي، لأنه يحتاج إلى 61 صوتا، حتى لو انضم إليه بينيت، فسيكون إجمالي الأصوات 59 فقط ولن يستطيع تشكيل الحكومة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن