مواجهة في الكونغرس وبغداد تستعد لجمع جيرانها وجورجيا تزيد قواتها

تاريخ النشر: 09 مارس 2007 - 03:47 GMT
يشهد الكونغرس مواجهة ضارية بين بوش والاغلبية المعارضة للبقاء في العراق في الوقت الذي يجتمع جيران هذا البلد الفرقاء في بغداد وقررت جورجيا زيادة عدد قواتها الى 2000

مواجهة في الكونغرس

اقترح زعماء ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي سحب جميع القوات الامريكية من العراق بحلول اغسطس / اب 2008. وقالوا إن استراتيجية الرئيس جورج بوش باءت بالفشل وانه يجب على الولايات المتحدة ان تركز بدلا من ذلك على العاصفة التي تتجمع نذرها في افغانستان. ووضع الاقتراح بذلك الديمقراطيين، الذين سيطروا على مجلسي الكونجرس في يناير / كانون الثاني، على طريق صدام مع بوش الذي لا يريد أن يحدد موعدا للانسحاب من العراق. كما مثل اقتراح الديمقراطيين في مجلس النواب ايضا تحديا للرئيس الامريكي الذي أمر بنشر قوات اضافية في العراق لمحاولة اضفاء الاستقرار على البلاد. وفي الوقت ذاته حذر البيت الابيض على الفور من ان بوش سيستخدم حق النقض على مثل هذا التشريع إذا عرض عليه. وقال مستشار البيت الابيض دان بارتليت متحدثا للصحفيين الذين يرافقون بوش في طريقه الى البرازيل ان خطة الديمقراطيين في مجلس النواب هي "انسحاب مفتعل محفوف بالخطر من العراق." وفي المقابل اشارت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي للصحفيين انه بموجب التشريع الجديد "ستنسحب قواتنا في موعد لا يتجاوز اغسطس / اب عام 2008 ." وأعربت عن أملها ان توافق لجنة المخصصات المالية بالمجلس على الاقتراح الاسبوع القادم في اطار مشروع قانون بتخصيص مئة مليار دولار لتمويل الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق وافغانستان. وفي حالة الموافقة على الاقتراح سينعقد المجلس بكامل اعضائه لمناقشة الاقتراح الاسبوع التالي. وقالت وكالة رويترز للانباء ان السناتور هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ كشف عن اقتراح لبدء سحب الجنود من العراق خلال أربعة اشهر ويحدد موعدا لسحب كل القوات بحلول 31 مارس / آذار عام 2008. وبادر ريد لبدء مناقشة ذلك الاقتراح الاسبوع القادم لكن احبط محاولته زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الذي قال ان هناك حاجة الى متسع من الوقت لدراسة افكار الديمقراطيين.

الفرقاء يجتمعون في بغداد

الى ذلك يناقش مؤتمر بغداد الدولي السبت بعد اكتمال عقد المشاركين فيه محاور عدة تهدف في مجملها الى دعم دول الجوار للعراق امنيا وسياسيا واقتصاديا بالاضافة الى مناقشة مسألة خفض الديون ودعم مشروع المصالحة الوطنية. وسيتيح هذا المؤتمر لاول مرة جلوس ممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية وايران جنبا الى جنب على طاولة واحدة، ما قد يفضي الى حوارات ثنائية من شأنها-بحسب بعض المراقبين- ردم الهوة بينهما فيما يتعلق بموقفيهما من الوضع في العراق على اقل تقدير ومن المنطقة بشكل عام. ويرى كثيرون أن المؤتمر يكتسب اهميته من توقيت انعقاده المتزامن مع تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية في العراق وخطة الامن المسماة "فرض القانون". كما يرى أولئك المراقبون أن لقاء مندوب الولايات المتحدة في المؤتمر مع مندوبي سوريا وايران خطوة مهمة لاستقرار الوضع في البلاد في حال تم بحث المحور العراقي كاولوية وبعض القضايا الاخرى، ويرى بعضهم كذلك أن دوافع انعقاد مؤتمر بغداد وبعض "اهدافه الخفية" تفصح عن مضامين وردت في تصريح وزارة الخارجية السورية مفادها ان التباحث مع الولايات المتحدة بشأن العراق هو خطوة جزئية في الاتجاه الصحيح ويتمثل في الحوار حول مشكلات المنطقة كافة لأنها مترابطة ويؤثر بعضها على البعض الآخر سلبا وايجابا.

لقاءات امريكية إيرانية

واكدت وزاراة الخارجية الأمريكية في الوقت ذاته استعداد سفيرها زلماي خليل زاده للتباحث مع ايرانيين خلال المؤتمر حول قضايا أمنية عراقية. اما البيت الأبيض فقد شدد على لسان متحدثه توني سنو على وجوب ان تتخذ ايران خطوات ايجابية لتثبيت استقرار العراق وذلك قبيل انعقاد مؤتمر دول الجوار العراقي من اهمها عدم ارسال اشخاص الى العراق لارتكاب اعمال ارهابية ومنع نقل الأسلحة التي تقتل العراقيين والأمريكيين هناك. وترى ايران غير ذلك مبينة موقفها على لسان الناطق باسم خارجيتها محمد علي حسيني الذي اكد ان بلاده "لن تعقد لقاء ثنائيا مع الولايات المتحدة على هامش اجتماع بغداد" بيد انه المح الى انها تدرس هذا الموضوع لكونها تدعم اي جهد لإحلال الامن في العراق ودعم الحكومة العراقية.

وتأمل الحكومة العراقية ومسؤولوها أن يكون المؤتمر محطة انطلاق للاهتمام الخارجي بالشان العراقي من على ارضه لتثبيت نقاط قد لا تاخذ مداها في هذا المؤتمر ولكن ربما سيتم العمل بموجبها في المستقبل المنظور، خاصة ان هذا المؤتمر كما يؤكد وكيل وزير الخارجية لشؤون التخطيط السياسي لبيد عباوي هو "اجتماع تحضيري لمؤتمر دولي اوسع" سيعقد في ابريل/ نيسان المقبل.

ولا يبدي سياسيون عراقيون تفاؤلا مفرطا بنتائج المؤتمر لكنهم يعتقدون أن الفرقاء الذين احترموا صيغة الدعوات لهذا المؤتمر سيحملون تحفظات بلدانهم وسيحاولون اكتشاف المطالب المتبادلة. وهذه المطالب التي لا تحتمل الانتظار قد تفاجئ الجميع بأن تكون متواضعة.

زيادة قوات

في هذه الاثناء اعلنت جورجيا انها سوف ترفع عدد افراد قواتها في العراق من 850 الى 2000 جندي. يذكر ان جورجيا التي كانت احدى دول الاتحاد السوفيتي السابق، موالية للغرب وتسعى للانضمام الى حلف شمال الاطلسي (الناتو). والزيادة في عدد القوات يجعل جورجيا من اكثر الدول التي تشارك بجنود في قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق. كما تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تخطط فيه دول مثل بريطانيا والدنمارك وليتوانيا الى خفض اعداد قواتها في العراق.

عضوية الناتو ومنذ تولي الحكومة الحالية في جورجيا منذ ثورة عام 2003 وهي تضع الانضمام الى الناتو من اولوياتها. وبارسال المزيد من القوات الى العراق تريد جورجيا ارسال رسالة مفادها انها يمكن ان تساهم فيما قد يطلق عليه الامن العالمي. وفي الوقت ذاته تحاول جورجيا تحديث جيشها بمساعدة الولايات المتحدة. وقال الرئيس الجورجي في بيان ان بلاده تريد ان تفعل كل ما بوسعها لمساعدة الشعب العراقي والقوات التي تقودها الولايات المتحدة لاعادة السلام والحرية للعراق.

كما المح الرئيس مؤخرا الى ان جورجيا على استعدادة لارسال قوات الى افغانستان. والانضمام الى الناتو بحظى بتأييد عام في جورجيا حيث انه سيضمن لها الامن في مواجهة جارتها القوية روسيا بالاضافة الى انها ستدعم توجهها الموالي للغرب.