اعطت روسيا الاثنين اول المؤشرات لسحب قواتها المنتشرة قرب الحدود مع اوكرانيا ما اشاع املا بخفض حدة التوتر بين البلدين، رغم فشل المباحثات الروسية-الاميركية في باريس.
واعلنت وزارة الدفاع ان كتيبة المشاة المؤللة الخامسة عشرة للمنطقة العسكرية الوسطى انهت مناوراتها في منطقة كاداموفسكي قرب الحدود مع اوكرانيا وستنسحب الى منطقة سمارا شرقا حيث مقرها.
وتضم الكتيبة حوالى الف عنصر، ومع ان الوزارة لم تذكر عدد العسكريين الذين سينسحبون، الا ان هذا الاعلان قد يؤكد ما اورده العسكريون الاوكرانيون قبل ساعات. وكان هؤلاء اشاروا الى انسحاب "تدريجي" للقوات الروسية من المنطقة الحدودية.
وفي واشنطن، يصوت الكونغرس الاميركي الثلاثاء على اقتراح قانون يجيز للادارة منح اوكرانيا قروضا بقيمة مليار دولار وفرض عقوبات على عدد اكبر من المسؤولين الروس بسبب ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا، لينهي بذلك مسيرة تشريعية تأخرت اسابيع عدة.
واعتبر الولايات المتحدة ان المعلومات التي تتحدث عن سحب القوات الروسية المنتشرة على الحدود الاوكرانية ينبغي التحقق منها قبل التعليق عليها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي "اذا تبين ان المعلومات التي تحدثت عن سحب القوات الروسية من المنطقة الحدودية (مع اوكرانيا) صحيحة، فان ذلك سيشكل مرحلة اولى تحظى بالترحيب".
وانتشار هؤلاء الجنود الروس -- 20 الفا بحسب واشنطن -- اثار مخاوف من غزو شرق اوكرانيا الناطق بالروسية وتكرار سيناريو شبه جزيرة القرم التي زارها رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين.
ويأتي هذا التراجع في حدة التوتر على الرغم من فشل المفاوضات التي جرت الاحد في باريس بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
وتقرر لقاء لافروف-كيري على جناح السرعة بعد محادثة هاتفية مساء الجمعة بين فلاديمير بوتين وباراك اوباما.
الا ان مباحثات الوزيرين التي استمرت اربع ساعات اظهرت تباينا في وجهات النظر لكنهما مع ذلك اتفقا على مواصلة الحوار.
وواصل لافروف مشاوراته الاثنين مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الذي اكد بحسب الخارجية الفرنسية على "ضرورة التوصل لحل دبلوماسي".
ودعا وزراء خارجية دول "مثلث فيمار"، المؤلف من فرنسا والمانيا وبولندا، اثر اجتماع في برلين مساء الاثنين روسيا الى "الامتناع عن اي تصعيد جديد" للوضع في اوكرانيا.
وقال الوزراء الثلاثة، الفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك فالتر شتاينماير والبولندي رادوسلاف سيكورسكي، في بيان مشترك ان "روسيا باتت عليها مسؤولية كبيرة. نحن ندعو روسيا الى الامتناع عن اي تصعيد جديد في ما خص الوضع في اوكرانيا".
وفي الاثناء اعلن الكرملين ان بوتين اتصل بالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل للتاكيد على ضرورة اجراء اصلاح دستوري في اوكرانيا.
وقال الكرملين ان بوتين "شدد على ضرورة اجراء اصلاح دستوري يضمن المصالح المشروعة لسكان كافة مناطق اوكرانيا" مشددا على ضرورة قيام السلطات الجديدة في كييف الموالية لاوروبا بتبني مبدأ الفدرالية دفاعا عن المناطق الناطقة بالروسية في شرق البلاد.
وطرح نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كراسين بوضوح المشكلة معتبرا ان روسيا لن تعترف بشرعية الاقتراع الرئاسي في 25 ايار/مايو في اوكرانيا في حال لم يطبق هذا الاصلاح الدستوري.
بدوره اكد كيري في ختام اللقاء ان اي قرار بشأن مستقبل اوكرانيا لا يمكن ان يتخذ من دون ان تشارك فيه اوكرانيا.
وفي كييف رفض الرئيس الاوكراني الكسندر تورتشينوف فكرة اقامة فدرالية وقال "يمكن للافروف وبوتين ومدفيديف ان يقترحوا ما يريدون لاتحاد روسيا ولكن ليس لحل مشاكل اوكرانيا".
والاحد اتهم وزير الخارجية الاوكراني موسكو بالسعي الى تقسيم البلاد اكثر بعد ان ضمت شبه جزيرة القرم.
وزار مدفيديف شبه جزيرة القرم التي تحولت خلال ثلاثة اسابيع من منطقة اوكرانية تتمتع بحكم ذاتي الى منطقة تابعة لاتحاد روسيا.
وخصصت هذه الزيارة للتنمية الاجتماعية-الاقتصادية في شبه الجزيرة الواقعة جنوب اوكرانيا ليصبح اول مسؤول روسي يزور المنطقة منذ الحاقها باتحاد روسيا.
ورافق مدفيديف الذي وصل الى سيمفروبول عاصمة القرم، وفد من اعضاء الحكومة الروسية بينهم النائب الاول لرئيس الوزراء ايغور شوفالوف.
وبعد ان قام بزيارة مستشفى ومدرسة، شارك مع الوزراء الروس في اجتماع مخصص "للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للقرم ومدينة سيباستوبول" حضره ايضا رئيس وزراء جمهورية القرم سيرغي اكسيونوف ورئيس الجمعية الوطنية المحلية فولوديمير كونستانتينوف.
وقال مدفيديف خلال الاجتماع انه بعد الحاق شبه الجزيرة بروسيا "يجب الا يخسر اي فرد من القرم اي شيء كان، كل شخص يجب ان يكسب". واضاف "يجب ان يشعر سكان القرم بانهم جزء من دولة قوية".
وقال الميلياردير بيترو بوروشينكو الاوفر حظا في استطلاعات الرأي للفوز بالاقتراع الرئاسي في اوكرانيا في 25 ايار/مايو بان فرص اوكرانيا لاستعادة القرم على الاجل القصير ضئيلة.
والوزير السابق البالغ ال48 من العمر، الذي دعم حركة الاحتجاج ضد يانوكوفيتش، بين المرشحين ال46 المسجلين لدى اللجنة الانتخابية وكذلك رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي خرجت من السجن يوم اقالة يانوكوفيتش.
من جهته اثار وزير المال الالماني فولفغانغ شويبله جدلا الاثنين عندما شبه الحاق شبه جزيرة القرم بروسيا، بضم ادولف هتلر لمنطقة السوديت، كما ذكرت مجلة دير شبيغل على موقعها. لكنه نفى لاحقا ذلك.