موسكو تدافع عن الاسد والناتو لن يسقطه والشعب يطلق المقاومة الشعبية

تاريخ النشر: 17 فبراير 2012 - 05:56 GMT
الناتو يتواطئ مع روسيا والشعب يطلق الحرب الشعبية
الناتو يتواطئ مع روسيا والشعب يطلق الحرب الشعبية

انضم الناتو الى قائمة التخاذل الدولي المتخلي عن الشعب السوري والدماء التي تسيل بالمئات وقد واصلت آلة الحرب العسرية التابعة لنظام الاسد حصد الارواح شيوخا واطفال ونساء وهو ما يدفع الشعب السورية للاعتماد على نفسه واطلاق المقاومة الشعبية

واستبعد المندوب الروسي بالأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، اندلاع "حرب باردة،" مع واشنطن بسبب سوريا، واعتبر أن سحب السفراء من دمشق قد يدل على "التحضير لصراع واسع،" بينما اعتبر المندوب السوري بشار الجعفري، أن الأوضاع الحالية بعد تصويت الجمعية العامة ضد دمشق قد تؤدي إلى "انهيار" الأمم المتحدة.

وقال تشوركين، في مقابلة مع قناة "إن تي في" الروسية نقلتها وكالة "نوفوستي" الرسمية للأنباء، إن هناك "محاولات تبذلها بعض القوى لتشويه سمعة روسيا في أعين البلدان العربية،" وحذر من التحضير لتوسيع الصراع بعد "سحب السفراء العرب والأوروبيين من سوريا."

واستبعد تشوركين في الوقت ذاته أن تؤدي الخلافات الحالية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن المسألة السورية إلى نشوب "حرب باردة" بين الدولتين، واعتبر أنه إذا "استمر الغرب في دفع الأوضاع في سورية إلى التدهور أكثر فأكثر لينتقل عدم الاستقرار إلى إيران ولبنان وغيرهما من بلدان المنطقة، فستظهر من جراء ذلك مشاكل لدى الأوروبيين، وكذلك الولايات المتحدة التي تقف على أبواب الانتخابات الرئاسية."

من جهته قال أندرس فو راسموسن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ان الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا حتى في حالة صدور تفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين وحث دول الشرق الاوسط على ايجاد وسيلة لانهاء العنف المتصاعد.

وقال راسموسن لرويترز يوم الجمعة انه رفض أيضا امكانية تقديم أي امدادات أو مؤن لدعم "ممرات انسانية" مقترحة لنقل مواد الاغاثة للبلدات والمدن التي تنحمل وطأة حملة القمع التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد ضد محتجين يطالبون بالديمقراطية.

وقال في مقابلة أثناء زيارة لتركيا بمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على انضمامها للحلف "لا نعتزم في أي حال أن نتدخل في سوريا." وبينما عمل حلف الاطلسي بموجب تفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين في ليبيا وحصل كذلك على دعم نشط من قبل دول عربية لم يتحقق أي من الشرطين في سوريا. وأبدى راسموسن تشككا عند سؤاله عما اذا كان موقف الحلف سيتغير في حالة صدور تفويض من الامم المتحدة.

وقال "لا. لا اعتقد هذا لان سوريا أيضا مجتمع مختلف.. انه أكثر تعقيدا من الناحية العرقية والسياسية والدينية. ولذلك السبب اعتقد بالفعل أنه لا بد من ايجاد حل اقليمي."

وقتل الاف المدنيين على أيدي قوات الامن السورية منذ أن بدأت انتفاضة ضد حكم الاسد في مارس اذار الماضي. وتقول الحكومة ان أكثر من 2000 من الجنود والشرطة قتلوا على أيدي "ارهابيين" مدعومين من الخارج.

وستجتمع القوى الدولية مع منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة والجامعة العربية في تونس في 24 فبراير شباط في اطار مجموعة تشكلت حديثا باسم "مجموعة أصدقاء سوريا" لبحث مخرج من الازمة التي أثارت مخاوف من اندلاع قتال طائفي أوسع بين السنة والشيعة.

وواصلت القوات الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، حملتها العسكرية على مدينة "حمص"، التي تتعرض لقصف هو الأعنف على مدار الأسبوعين الماضيين، بعد ساعات على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة حملة القمع المتواصلة ضد المعارضة، التي تنادي برحيل نظام الأسد.

في المقابل، نزل آلاف السوريين إلى لشوارع المدن الرئيسية، في كل من إدلب، ودرعا، وحمص، وحماة، بالإضافة إلى ضواحي دمشق، في احتجاجات حاشدة ضد نظام دمشق، ضمن ما يُعرف بـ"جمعة المقاومة الشعبية"، في تصعيد جديد لتحركات المعارضة في الدولة العربية، التي باتت على مقربة من "حرب أهلية" واسعة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي إحدى جماعات المعارضة التي تتولى تنسيق وتوثيق الاحتجاجات ضد نظام الأسد، بأن 48 قتيلاً على الأقل سقطوا خلال المواجهات مع القوات الموالية للحكومة، بمختلف المدن السورية الجمعة، فيما تم العثور على تسع جثث لأشخاص مجهولين في حمص.

وقالت اللجان المحلية إن من بين "الشهداء" 12 جندياً من المنشقين عن الجيش النظامي، قتلوا في موقع "جاسم" بمحافظة درعا، التي شهدت أيضاً سقوط 15 قتيلاً آخرين في "جاسم" و"الحارة"، بالإضافة إلى 5 قتلى في "المزة" بدمشق، و4 في حمص، و3 في كل من دير الزور، وحلب، وحماة، وضواحي دمشق.

وذكرت لجان التنسيق، في صفحتها على موقع "فيسبوك"، أن مدينة دير الزور شهدت مقتل الشاب فاروق الهفل، الذي سقط برصاص قوات الأمن، كما أفادت باشتداد القصف على حي "بابا عمرو" المحاصر منذ أسبوعين، في حمص، إلى جانب تواجد أمني كثيف في درعا، ونشر للقناصة بكافة الأحياء ومنع السيارات من التحرك.

وقال العقيد مالك الكردي، نائب قائد "الجيش السوري الحر"، المكون من عناصر منشقة عن النظام انضمت إلى صفوف المعارضة، إن القوات الحكومية قامت بقصف مناطق في محافظتي حماة ودرعا، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين والعناصر المنشقة.

من جانبه، قال ناشط، عرف عن نفسه باسم "أحمد"، إن مائة شخص على الأقل اعتقلوا في حماة، ضمن حملة مداهمة شنتها القوات الحكومية، مشيراً إلى أن المدينة تعاني من نقص كبير بالمواد الغذائية والطبية.

وتحدثت أوساط المعارضة عن عمليات مماثلة في الزبداني، التي دخلتها القوات الموالية للحكومة مؤخراً بعد سيطرة الثوار عليها لأسابيع، وجرى الإبلاغ عن عمليات حرق منازل وسرقة للمحلات، إضافة إلى اعتقال ما لا يقل عن 250 شخصاً.

وفي العاصمة دمشق، اقتحمت قوات الأمن مكاتب "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، واعتقلت مديره مازن درويش، وكذلك زوجته المدونة الأمريكية المولد، رزان غزاوي، والصحفية هنادي زحلوط، والمدون حسين غرير.

ونددت هيئة الدفاع عن الصحفيين باعتقال درويش وزوجته ورفاقهما، وقالت إن ما جرى هو محاولة لإنهاء دور المركز الذي كانوا يديرونه، والذي وفر الكثير من المعلومات حول ما يجري في سوريا في ظل القيود المفروضة على عمل المراسلين الأجانب. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن