أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اليوم الثلاثاء، أن المسلحين أفشلوا الهدنة الإنسانية الأولى بغوطة دمشق الشرقية، حيث لم يتمكن أحد من الأهالي من مغادرتها بالممر الإنساني .
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن استهداف المسلحين للممر الإنساني يمنع المدنيين من مغادرة الغوطة الشرقية.
وقال اثنان من سكان المنطقة لرويترز إن طائرات حربية وطائرات هليكوبتر ما زالت تشن الضربات على الرغم من الهدنة الروسية. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى شن ضربات جوية على المنطقة لكن مصدرا عسكريا سوريا نفى ذلك.
وذكرت الأمم المتحدة أن القتال المستمر يجعل من المستحيل إدخال المساعدات أو إنقاذ الجرحى.
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، خلال إفادة في جنيف "وردت إلينا تقارير هذا الصباح تفيد باستمرار القتال في الغوطة الشرقية".
وأضاف "من الواضح أن الوضع على الأرض في حالة لا تسمح بدخول القوافل أو خروج حالات الإجلاء الطبي".
وقتل المئات في قصف جوي تنفذه منذ عشرة أيام القوات الحكومية في الغوطة الشرقية، وهي منطقة بلدات وقرى تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة على مشارف دمشق.
بدوره أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا ستتابع مدى التزام فصائل المعارضة المسلحة السورية بالهدنة في الغوطة الشرقية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في موسكو، اليوم الثلاثاء: "إن القرار 2401 يجب تنفيذه للتوصل للاتفاق على الأرض... ونحن سنتأكد من الناحية العملية من مدى التطابق بين تأكيدات الفصائل المسلحة غير الشرعية الثلاثة، التي تدعي فك الارتباط بـ "جبهة النصرة" في الغوطة الشرقية، بشأن استعدادها لتنفيذ القرار 2401، وبين نواياها الحقيقية".
وقال رئيس فريق الرقابة لمنطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية، فيكتور بانكوف: "تم عند الساعة التاسعة صباح اليوم 27 فبراير فتح ممر إنساني لخروج المدنيين من منطقة خفض التصعيد. وفي الوقت الحالي شن المسلحون قصفا عنيفا، ولم يتمكن أي أحد من المدنيين من الخروج".
وفي تصريح صحفي أشار المتحدث باسم المركز، اللواء فلاديمير زولوتوخين، إلى أنه لم يسجل أي خروج بحلول الساعة 14:30 اليوم الثلاثاء. وأوضح أن الوضع في المنطقة شديد التعقيد وأن الحافلات وسيارات الإسعاف المخصصة لخروج المدنيين لا تزال واقفة في مكانها، لكن المسلحين لم يسمحوا لأحد بالخروج.
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر، السبت الماضي، القرار 2401 الذي طالب "جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية دون إبطاء، وأن تشترك جميع الأطراف فورا في ضمان التنفيذ الكامل والشامل لهذا الطلب ، من أجل هدنة إنسانية دائمة لمدة لا تقل عن 30 يوما متتاليا في جميع أنحاء سوريا، من أجل تقديم المساعدة الإنسانية والخدمات والإجلاءات الطبية للمرضى والمصابين بإصابات خطيرة، وفقا للقانون الدولي الساري".
بدوره، أكد المركز الروسي للمصالحة في سوريا أنه يضمن سلامة كافة المدنيين، وخاصة المرضى والمصابين، الراغبين في مغادرة الغوطة الشرقية.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن، يوم الاثنين، فرض هدنة إنسانية يومية في منطقة الغوطة الشرقية، بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن تكون سارية اعتبارا من يوم الثلاثاء 27 فبراير، في الفترة ما بين الساعتين التاسعة صباحا والثانية ظهرا.
وفي اليوم ذاته، أبلغ المركز الروسي للمصالحة الوطنية في سوريا (الذي مقره قاعدة حميميم بريف اللاذقية)، بأن ممرا إنسانيا ذا مخرج في مخيم الوافدين بدمشق سيتم فتحه لضمان سريان الهدنة الإنسانية.
وفي وقت سابق ذكر نشطاء حقوق الإنسان أن الهدوء يسود الغوطة الشرقية مع دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، باستثناء حالة قصف قصير في بلدة دوما قبل بدء سريان الهدنة.
هذا، وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أعلن أمس الاثنين عن تطبيق هدنة إنسانية في منطقة الغوطة الشرقية بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتبارا من اليوم الثلاثاء، لإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان. ومن المقرر أن تستمر الهدنة 5 ساعات من التاسعة صباحا إلى الثانية ظهرا.