هل منع بوتين الاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الامن؟

تاريخ النشر: 18 يونيو 2020 - 06:48 GMT
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو

البوابة-

نفت موسكو بشدة صحة معلومات نشرتها مؤخرا صحيفة مقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتحدثت عن تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2016 لإحباط مشروع قرار في مجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطين.

وخلال ايجاز صحفي الاربعاء، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا هذه المعلومات، والتي قال تقرير صحيفة "اسرائيل اليوم" أن نتانياهو كشف عنها خلال اجتماع مغلق الاسبوع الماضي، بأنها "سخيفة تماما".

وقالت زاخاروفا أن "دس تسريبات إعلامية غير موثوق بها أصبح للأسف علامة من علامات عصرنا".

وكانت الصحيفة قالت الاثنين، أن نتنياهو كشف خلال لقاء مغلق عن أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، كانت تنوي، أواخر العام 2016، طرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يطالب بالاعتراف بدولة فلسطين في حدود العام 1948. 

وبحسب الصحيفة، فقد استنجد نتنياهو آنذاك ببوتين حيث تعهد الاخير باستخدام الفيتو لمنع تمرير هذا القرار، حيث وافق بوتين على ذلك، وهو الامر الذي حدا باوباما الى التراجع عن نيته طرح مشروع قراره أمام مجلس الأمن.

واعتبرت زاخاروفا أن "التضليل من هذا النوع يبعث على استياء أكبر عندما يدور الحديث عن مسؤولين رسميين تجلب تصريحاتهم الاهتمام العام، وهم الذين يبلورون سياسة دولهم الداخلية والخارجية".

وقالت ان "من الخيال المطلق التصور أن يقترح أي رئيس أمريكي العودة إلى قرار دولي يمثل أساسا لحل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو حل مدعوم من روسيا ومعظم دول العالم".

وأضافت المتحدثة أن موسكو اعترفت بدولة فلسطين في حدودها تلك بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1988، "أما الولايات المتحدة فإذا كانت تريد الاعتراف بدولة فلسطين فكان بمقدورها فعل ذلك كدولة، دون اللجوء إلى مجلس الأمن".

غير ان نص مكالمة هاتفية جرى رفع السرية عنها الشهر الماضي، ودارت بين مستشار الامن القومي الاميركي السابق مايكل فلين والسفير الروسي السابق لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك، يؤكد ما اوردته صحيفة "اسرائيل اليوم".

وكان نتانياهو سعى لتجنيد ادارة الرئيس المنتخب حينها دونالد ترامب من اجل التصدي لمشروع القرار 2334 الذي امتنعت ادارة اوباما عن التصويت ضد قد جرى تمريره بالفعل، ويدين الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية.

لكن الحكومة الاسرائيلية علمت بعد أيام من تبني القرار بوجود مشروع قرار اخر مقدم الى مجلس الامن يحدد معايير لعملية السلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين، وينص على قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967.

وبحسب نص المكالمة بين كيسلياك وفلين، فقد عاود نتانياهو اتصالاته مع بوتين وادارة ترامب التي لم تكن قد تولت مقاليد الحكم بعد من اجل إحباط هذا المشروع، والذي بلغ اسرائيل ان ادارة اوباما ربما شاركت في اعداده، وتنوي تسهيل عملية تمريره بمجلس الامن كما فعلت مع القرار السابق.

وفي المكالمة يقوم كيلسياك لفلين "بما اننا مهتمون بمسألة الشرق الاوسط، وبما انك هاتفتني بشأن هه المسألة، فإننا نود ان نبلغك ونبلغ الرئيس المنتخب (ترامب) من خلالك، بان لدينا تحفظات جوهرية على فكرة تبني المبادئ الخاصة بالشرق الاوسط، والتي يدفع زملاؤنا الاميركية من اجلها الان"، ويقصد بذلك ادارة اوباما.

وتابع كيسلياك "ولهذا فاننا لن ندعم (القرار) في اللجنة الرباعية (للسلام في الشرق الاوسط والتي تشغل روسيا عضويتها) ولا في مجلس الامن. وقد نقلنا (ذلك) لزملائنا الاميركيين".

وعاد وكرر "انه امر نحن في روسيا لن ندعمه".

ورد فلين حينها قائلا "حسنا، هذا جيد".

وقال كيسلياك ان روسيا تاخذ في الاعتبار ان السياسات الاميركية قد تتغير تحت ادارة ترامب، وان طاقم موسكو المختص بالشرق الاوسط مهتم بالتحدث مع مستشاري ترامب حول المسألة.

ولاحقا في المكالمة، قال فلين "اقدر عاليا التحفظات حول موقف الادارة الحالية من الشرق الاوسط. انها غير مفيدة لاحد في الوقت الراهن.. حيث الوضع مع حماس والوضع مع الفلسطينيين. ما اعنيه هو اننا سنطرح حلا حيدا للجميع".

ومن جانبه، اوضح كيسلياك ان التحفظات الروسية تتمحور حول العملية اكثر منها على مضمون المقترح الاميركي، وقال "لا يمكنك خلق حقائق على الارض لن يكون بالمقدور تطبيقها لاحقا".

واجاب فلين "تذكر الان ايها السفير انك لا تتحدث مع دبلوماسي، انت تتحدث مع جندي، ولهذا فانا شخص عملي جدا، والامر يدور حول الحلول".

وكان نتانياهو قد المح الى هذه التفاصيل والى الموقف الروسي خلال زيارة لمستوطنة معاليه ادوميم فيث نيسان الماضي، لكن صحيفة "اسرائيل اليوم" المقربة منه تكفلت الاثنين الماضي بتوضيح الصورة، عبر تصريحات نسبتها اليه وقالت انه  كشف عنها خلال لقاء مغلق.