موسى يحذر من عواقب هجوم اميركي على ايران

تاريخ النشر: 25 يناير 2007 - 10:02 GMT

قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الاربعاء ان هناك احتمال بنسبة 50 في المئة ان تشن الولايات المتحدة هجوما على ايران وان ذلك سيهدد بانتشار العنف الطائفي في أنحاء الشرق الاوسط.

وقال موسى لرويترز في المنتدى الاقتصادي العالمي "انه احتمال نسبته 50 في المئة.. نأمل ألا يحدث ذلك. فالهجوم على ايران سيأتي بنتائج عكسية."

وتحدث الرئيس الاميركي جورج بوش في كلمته عن حالة الاتحاد الثلاثاء عن "خطر متصاعد" من المتطرفين الشيعة وان كثيرين منهم يتلقون توجيهات من ايران. ووصفهم بوش بأنهم خطر على الولايات المتحدة تماما مثل تنظيم القاعدة.

وهناك نزاع بين ايران والولايات المتحدة بسبب البرنامج النووي الايراني الذي تقول واشنطن انه يهدف لصنع قنابل. وتنفي طهران ذلك. وتفضل الولايات المتحدة اتباع النهج الدبلوماسي من أجل حل الازمة ولكنها لم تستبعد شن ضربات اذا لم يفلح ذلك.

وسُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شين ماكورماك عن تصريحات موسى فكرر أن كل الخيارات مازالت مطروحة على مائدة البحث ولكن الولايات المتحدة تعمل "بطريقة تعاونية" مع حلفائها في الخليج بشأن ايران.

وقال للصحفيين في واشنطن "قال الرئيس دائما ..(المرء لا يستبعد أبدا أي خيار)... لكني أعتقد اننا نبدي شفافية كبيرة فيما يتعلق بالطرق التي نسعى بها الى مواجهة مختلف المخاطر التي تشكلها ايران وبحق على المنطقة."

ولم يفسر موسى كيف توصل لاحتمال شن هجوم اميركي.

وسُئل موسى عن تصريحات بوش الخاصة بالمتشددين الشيعة فقال "أنا أؤيد ان أي نوع من التطرف في الأفكار أو السياسات أو المحافظين المتشددين أو أي نوع آخر.. خطير جدا."

ولكنه لم يوجه اللوم لايران. وقال "لن يكون من الملائم" القول بما اذا كانت ايران مسؤولة عن زعزعة استقرار العراق من خلال دعم المتشددين.

وقال ان الولايات المتحدة تحتاج بشكل حيوي للانتقال من استخدام القوة العسكرية للحوار من أجل وقف العنف في العراق ولتقليل التوتر بين ايران والولايات المتحدة. وأضاف انه يفضل المقترحات الخاصة باجراء محادثات مع ايران وسوريا.

وقال موسى "اذا اندلعت الحرب سيخرج مردة اخرون من القمقم. لا يمكننا تخيل التأثير على دول الخليج وعلى دول البحر المتوسط."

وشارك رجال الاعمال والمعلقون السياسيون الامين العام للجامعة العربية قلقه من مواجهة أمريكية ايرانية تلوح في الافق وذلك خلال الجلسة الافتتاحية المخصصة للشرق الاوسط في المنتدى الاقتصادي العالمي وهو تجمع سنوي يضم الاثرياء وأصحاب النفوذ من انحاء العالم.

وقال البعض ان تلك المواجهة تهدد بامتداد الانقسامات الطائفية الى دول أخرى وتمزيق نسيجها الاجتماعي مثل لبنان والبحرين والسعودية. كما أنه يقوض أيضا النمو الاقتصادي القوي الذي حققته العديد من الدول العربية في السنوات الثلاث الماضية.

وقال أحد المشاركين ان الخطر الحقيقي سيكون احداث انهيار في أسعار النفط الخام بترتيب من المملكة العربية السعودية للضغط على مالية ايران كوسيلة لتركيعها.

وتعتمد ايران كمنتج رئيسي للنفط بشدة على عائدات النفط. وتزايدت تلك العائدات منذ أن تضاعفت أسعار الخام تقريبا في السنوات الثلاث الماضية لتصل الى نحو 80 دولارا للبرميل في الصيف الماضي قبل أن تتراجع لتتراوح حول 55 دولارا في الوقت الحالي.

وقال موسى أيضا ان خطة بوش لزيادة القوات الاميركية في العراق ومواصلة الحل العسكري لن يحل مشكلة الاشتباكات الطائفية التي تمزق البلاد.

وأضاف "العراق ينهار."

واقترح موسى حلا دبلوماسيا داعيا الى استصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة يقضي بعدم تقسيم العراق والتوصل الى اتفاق يحقق المصالحة وتعديل دستور العراق.

وأبدى موسى دعما لتجديد مبادرة السلام الفلسطينية الاسرائيلية المتوقفة منذ فترة طويلة وقال ان الوقت بدأ يضيق على احراز تقدم حقيقي. ومن المقرر ان يعقد رباعي الوساطة في الشرق الاوسط المؤلف من روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي اجتماعا في الشهر المقبل.

وقال "ان ما نحتاج اليه هو عملية سلام.. ولكن عملية سلام حقيقية وليس لمجرد التقاط الصور."

وأضاف ان هناك قضايا رئيسية مثل حدود الدولة الفلسطينية يتعين ان تكون مطروحة على الطاولة وليس مجرد خطوط عريضة من أجل ارساء أساس للسلام.

وتابع قوله "أومن بشدة.. أمن بقوة اننا اذا لم نفعل شيئا في عام 2007 فسيكون من العسير جدا فعل شيء بعد ذلك."