أشعلت تصريحات للنائبة اللبنانية، سينتيا زرازير ، تحدثت فيها عن التنمر الذي تتعرض له تحت قبة البرلمان اللبناني، والتهكم عليها، ومحاولات التحرش بها، غضبا على وسائل التواصل الإجتماعي، ومطالبة رواد وناشطي تلك المواقع النائبة بالكشف عن اسماء النواب المتحرشين.
وأعربت سينتيا زرازير ، خلال تصريحات صحفية، عن صدمتها من تصرفات بعض النواب، مشيرة إلى أنها اكتشفت أشياء مقرفة في مكتبها، من مثل الواقيات الذكرية المستعملة والمجلات الإباحية.
وكشفت أن نواب حركة أمل تنمروا على اسم عائلتها، حيث توجهوا لها بكلمات كـ"صراصير" عند دخولها إلى قاعة مجلس النواب، وفق وسائل إعلام محلية.
كذلك أكدت خلال حديث صحافي حصول "تلطيش" خارج القاعة من بعض النواب، معبرة عن صدمتها، قائلة: "عيب. هودي نواب؟".
وأردفت: "هؤلاء يتعاملون مع نائب منتخب بهذا الشكل، فكيف سيعاملون الناس الذين لا صوت لهم!".
وأوضحت سينتيا زرازير على حسابها في تويتر، الثلاثاء، أنه "منذ دخولي إلى المجلس النيابي لم ألق أي احترام يدل على أن من سأتواجد معهم لـ4 سنوات هم بشر أولاً، وأناس محترمون ثانياً، وهنا بعض الشواهد على رفعة أخلاقهم".
منذ دخولي إلى المجلس النيابي لم ألقَ أي احترام يدل على أن من سأتواجد معهم لـ4 سنوات هم بشر أولًا وأناس محترمين ثانيًا، وهنا بعض الشواهد على رفعة أخلاقهم: 1/2
— Cynthia Zarazir - سينتيا زرازير (@CynthiaZarazir) July 26, 2022
وفي حديث مع موقع "الحرة" قالت "لا يتم الاعتراف في أكثر الأحيان بأن هناك نائبة تدعى سينتيا زرازير، مما يدفعني إلى عرض أوراقي الثبوتية عند مدخل المجلس، وأحياناً ينتظر الحرس قدوم الضابط كي يسمحوا لي بالدخول، وحتى الآن يرفض تخصيص موقف سيارات لي، على الرغم من طلبي لذلك عدة مرات".
مجلات إباحية
وعن المجلات الإباحية، والواقيات الذكرية، التي عثرت عليها في مكتب المجلس، علّقت سينتيا زرازير "يتم اتهامي بأني أوجه اللوم إلى النائب الذي كان يشغل المكتب سابقاً، وهو أمر غير صحيح كوني لم أستلمه منه بل من مجلس النواب" مشددة "عندما دخلته تفاجأت بمدى القذارة والعفن، الواقيات الذكرية مستعملة ومرمية أرضاً، لا أعلم من وضعها وما هو السبب، لكن المؤكد أنه لا يعقل أن يسلم المجلس النيابي نائبة جديدة هكذا مكتب".
كما شرحت كيفية التحرش بها من قبل النواب بالقول "كلما مررت من أمامهم أسمع (تلطيشاً) من قبل زعران الحي الذين لم يتخلصوا من هذه العقلية، كما تحصل الكثير من الممارسات السيئة، والتنمر على اسم عائلتي بمنادتي صراصير وزرزور، وهو ما يثبت أنه ليس لديهم أي أمر مبدئي يتنمرون عليّ به، وأنا أفهم موقعهم الضعيف".
مشاركة اللبنانيات في الحياة النيابية
تاريخياً تعتبر مشاركة اللبنانيات في الحياة النيابية خجولة، حيث حصدن ثلاث مقاعد فقط في دورات الأعوام 1992 و1996 و2000، وبحسب أرقام الاتحاد البرلماني الدولي، يحتل لبنان المرتبة 18 بين الدول العربية لناحية عدد النساء في المجالس النيابية.
في دورة 2022 النيابية، وصلت 8 نساء فقط إلى الندوة البرلمانية، حيث سيشاركن 120 نائباً في مهمتهم التي تمتد على مدى أربع سنوات، خمس سيدات دخلن المجلس النيابي للمرة الأولى، 3 منهنّ ترشحن على لوائح التغيير من بينهن الدكتورة حليمة قعقور، وسينتيا زرازير.

عقلية ذكورية
ولم تستغرب مديرة جمعيّة Fe-Male حياة مرشاد ما كشفته زرازير، وقالت "العقلية الذكورية متجذرة في الحياة السياسية، لكن لم تتجرأ النائبات ويفصحن عما يتعرضن له، لكن بعد سنوات من العمل على التوعية على العنف الممارس ضد النساء في السياسة، بدأن يشعرن بالأمان وبالتالي يضئن على ما يواجهنه".
ولفتت مرشاد لموقع "الحرة" إلى أن ما تطرقت إليه زرازير "أمور متوقعة من قبل الطبقة السياسية، وهناك تجارب سابقة سواء تعلق الأمر بالنائبة بولا يعقوبيان وقبلها الكثيرات، وذلك كون السياسيين لم يعتادوا أن تواجههم امرأة بالسياسية من الند إلى الند، من هنا عندما تتحدث امرأة في السياسة يردون عليها من خلال الحديث عن جسدها وماضيها وعائلتها"، وعن الواقي الذكري علّقت "الشعب انتخب النائب من أجل القيام بواجبه القانوني والوطني والتشريعي وليس لممارسة الجنس في مكتب المجلس".
كما أن طريقة التعاطي مع حليمة قعقور خلال جلسة مجلس النواب، أظهرت بحسب مرشاد "حجم الجهل لدى النواب، فعندما استخدمت عبارة الطريقة البطريركية طلب نائب شطب العبارة من المحضر اعتقاداً منه أنها تتعرض للبطريرك، فالمشكلة كذلك أنه لا يتم اعطاء قيمة لخبرات النساء وكفاءتهن".
وطلبت مرشاد التضامن مع النائبات، كونها تتوقع أن تزداد الهجمة عليهن في الفترة المقبلة، "حيث سيسببن إزعاجاً للنواب الذكور"، أما زرازير فأكدت أنها ستواجه حتى النهاية، قبل أن تختم متسائلة "إذا كان النواب يتعاملون معي وأنا نائبة منتخبة بهذا الشكل، فكيف سيعاملون الناس الذين لا صوت لهم"!