فرض الأمن اللبناني حظرا للتجول على نازحين سوريين في سهل دير الأحمر بالبقاع الشمالي، حتى صباح غد الجمعة، بعد أن أقدم نازحون على رشق سيارة للدفاع المدني، وإصابة 3 عناصر أحدهم جروحه بليغة في الرأس.
وهاجم النازحون "الدفاع المدني" بحجة تأخرهم في إخماد حريق إندلع في السهل وهدد خيمهم، مما استدعى ذلك تدخل الجيش اللبناني، مع دعوات لإقفال المخيم.
واعتقلت قوات الجيش عددا من النازحين يشتبه بتورطهم في الأحداث، وصل عددهم إلى 33 نازحا.
وعمّ الغضب في صفوف شباب دير الأحمر، ما استدعى من محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر الى إصدار قرار بمنع تجوّل النازحين السوريين في بلدة دير الأحمر لاحتواء أي إشكال.
ومما جاء في القرار: “بعد الاعتداء السافر الذي تعرّض له عناصر الدفاع المدني من قبل نازحين سوريين في دير الأحمر، وبسبب الغضب العارم الذي يسيطر على شباب البلدة، ومنعاً لمزيد من الاحتقان والاستفزاز، وتجنباً لأي إشكال قد يطرأ بين الطرفين، وحفاظاً على أمن أهالي البلدة والإخوة السوريين على حدٍّ سواء، وبعد التواصل مع رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح، نعلن فرض منع تجوّل على النازحين السوريين من الآن وحتى صباح يوم الجمعة، مع متابعتنا الحثيثة مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على المعتدين. وندعو النازحين السوريين الى التعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية، وعدم إيواء اي من المعتدين تفادياً لأي اجراءات جديدة بحقهم”.
وكان المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار كلّف رئيس “مركز بعلبك الإقليمي” بلال رعد، بالتوجّه إلى “مستشفى دار الأمل الجامعي” في بعلبك، للاطمئنان على الوضع الصحي للموظّف في مركز دير الأحمر حميد جريج، الّذي تعرّض مع زميله الموظف يوسف ابو رفول والمتطوّع شربل النداف، للاعتداء من قبل النازحين السوريين أثناء توجههم لتنفيذ مهمة إخماد حريق.
وقد أفاد المسؤول الطبي في المستشفى بأنّ “ثمّة ضرورة لابقائه تحت المراقبة في غرفة العناية المركّزة حتّى يوم غد “. كما أعرب العميد خطار عن أسفه لـ”بلوغ البعض هذا الدرك من التصرّف المُستنكر واللامسؤول، ما يدفعهم للتسبّب بالضرر لعناصر الدفاع المدني الذين يضحون بأنفسهم في سبيل إنقاذ الآخرين”. وتمنى “الشفاء العاجل للجريح ولكلّ من أبورفول والنداف، حيث انّ إصابتهما طفيفة لم تستدع دخولهما المستشفى”.
إلى ذلك، تداعى رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات منطقة دير الأحمر الزمنية والحزبية والروحية إلى اجتماع.
وفي بيان لهم، استنكر المجتمعون أشد الاستنكار “الاعتداء السافر من قبل مجموعة من النازحين السوريين على عناصر الدفاع المدني أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني وإطفاء الحريق الذي شبّ في حديقة أرز الاستقلال على مدخل منطقة دير الأحمر، وأضحى يسبب خطراً على مخيمهم وسلامتهم وقاموا برشق الدفاع المدني بالحجارة من قبل مجموعة كبيرة منهم، أدّت إلى جروح خطيرة لعناصر الدفاع المدني وضرر كبير بالآليات”.
وأعلنوا أنه “نتيجة للغضب الشعبي العارم وحفاظاً على سلامة النازحين، ومنعاً لتكرار مثل هذه الحادثة التي قد تؤدّي الى ما لا تحمد عقباه تقرر عدم عودة أيّ من النازحين السوريين إلى المخيم الذي سبق وأخلي اليوم إثر الحادثة المستنكرة تحت أيّ ذريعة”.
كما تقرّر “تكليف شرطة الاتّحاد والبلديات حراسة مداخل المخيّم والحرص على عدم دخوله والعودة إليه من أي كان تحت أي مسوغ، وذلك حرصاً على السلامة وتفادياً لأيّ صدام، ليصار إلى إقفال المخيّم بصورة نهائية وإبلاغ كافة القوى الأمنية”.
كما استنكر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب انطوان حبشي التعرض للدفاع المدني، الذي نذر حياته للخدمة الإنسانية تحت أي حجج أو أسباب، من قبل عدد من النازحين في سهل دير الأحمر