تحدى الرئيس الايراني محمود أحمدي اسرائيل والولايات المتحدة ان تهاجما بلاده، مؤكدا انهما لن تجرؤا على ذلك، فيما نفى البيت الابيض مجددا التخطيط لاجتياح الجمهورية الاسلامية واعلنت فرنسا انها ستوفد مبعوثا الى طهران لبحث "المسائل الاقليمية".
ونقلت صحيفة اسبانية عن نجاد قوله في مقابلة إن أيا من اسرائيل أو الولايات المتحدة لن يجرؤ على مهاجمة ايران بسبب برنامجها النووي.
وكان الرئيس الايراني يرد على سؤال حول مقال نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية وتحدث عن أن اسرائيل أعدت خططا سرية لتدمير منشات تخصيب اليورانيوم الايرانية بأسلحة نووية تكتيكية.
وقال نجاد لصحيفة الموندو الاسبانية خلال زيارة الى نيكاراغوا في اشارة الى اسرائيل "سيعرفون قوة الشعب الايراني. لا أعتقد أنه ستكون لديهم الجرأة أبدا على مهاجمتنا لا هم ولا أسيادهم. لن يرتكبوا مثل هذا التصرف الغبي".
ويعتبر زعماء ايرانيون محافظون مثل نجاد اسرائيل أداة تعمل لمصلحة الولايات المتحدة في المنطقة.
ولا تعترف ايران باسرائيل وكان أحمدي نجاد دعا من قبل الى "محو اسرائيل من على الخريطة".
وقال أحمدي نجاد "هذا النظام يريد أن يلحق الضرر بالشعب الايراني. لديهم الكثير من الاحلام ولكن ليسوا بهذه القوة."
وفي طهران، كرر كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني تصريحات نجاد. ونسبت اليه وكالة الانباء الايرانية الرسمية قوله "بحثنا كل الخيارات ولا نأخذ تلك الاشياء التي يقولونها بجدية تامة. لديهم من العقل ما يكفي لعدم تنفيذ أعمال طائشة كهذه."
وترفض اسرائيل استبعاد القيام بعمل عسكري وقائي ضد ايران على غرار الضربة العسكرية التي وجهتها في عام 1981 لمفاعل نووي في العراق على الرغم من أن محللين كثيرين يعتقدون أن المنشآت النووية الايرانية أكثر بكثير من أن تتولى اسرائيل أمرها بمفردها.
وتفادى أحمدي نجاد تقديم رد مباشر عندما سئل عما اذا كان يريد أن تدمر اسرائيل ولكنه أشار فيما يبدو لتصريح سابق قال فيه ان اسرائيل ستمحى "كما جرى محو الاتحاد السوفيتي". وقال لصحيفة الموندو "أين الاتحاد السوفيتي.. لقد اختفى."
لا خطط للاجتياح
وفي سياق متصل، فقد نفى البيت الابيض الثلاثاء مجددا انه يخطط لاجتياح ايران مشددا على اعتماد الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية، كما اكد على 'الاحترام والاعجاب والمودة للشعب الايراني'.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو 'نحن لا نخطط لاجتياح ايران' وذلك ردا على تكهنات بان تعزيز التواجد العسكري الاميركي في الخليج يشير الى حرب مع ايران.
واضاف للصحافيين 'بدلا من ذلك، ستبقى الاستراتيجية هي استخدام الدبلوماسية كوسيلة للضغط على النظام في طهران' حول قضايا مثل برنامجها النووي.
وتابع سنو 'هذه الحكومة تكن الكثير من الاحترام والاعجاب والمودة لشعب ايران' مكررا في الوقت نفسه التاكيد على المخططات الاميركية لوقف الدعم الايراني والسوري المحتمل للمسلحين الذين يهاجمون القوات الاميركية في العراق.
واضاف 'حين يتعلق الامر باشخاص على الاراضي العراقية يحاولون قتل اميركيين، ويحاولون نقل اسلحة ستستخدم في قتل اميركيين او عراقيين ابرياء، تكون المسالة ضرورة عسكرية لمواجهتهم'.
وتابع 'حين يكون هناك ايرانيون على الاراضي العراقية يقتلون اميركيين، فذلك يشكل استفزازا'.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن الاسبوع الماضي انه امر بارسال حاملة طائرات اميركية ثانية الى الخليج واعلن عن نشر انظمة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ لحماية الحلفاء من ضربات صاروخية ايرانية محتملة.
وفي خطابه الذي كشف فيه عن استراتيجيته الجديدة حول العراق، تعهد بوش ايضا بان القوات الاميركية 'ستلاحق وتقضي' على اي شبكات تقدم اسلحة او مقاتلين من سوريا او ايران الى العراق.
وقال مسؤول عسكري اميركي ان الولايات المتحدة تسعى لابقاء حاملتي طائرات في منطقة الخليج لاشهر، في اول انتشار من نوعه منذ السنة الاولى لحرب العراق.
مبعوث فرنسي
على صعيد اخر، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء ان فرنسا تنوي ارسال مبعوث الى ايران ليبحث خصوصا في "المسائل الاقليمية" لا سيما الوضع في لبنان الذي يعاني من ازمة سياسية خطيرة والوضع الاسرائيلي.
وجاء ذلك ردا على مقال نشرته صحيفة "لوموند" الثلاثاء يقول ان الرئيس جاك شيراك "يحاول الانفتاح دبلوماسيا على ايران" وارسال مبعوث رفيع المستوى الى طهران "لمناقشة الوضع في لبنان".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي "في ما يخص ارسال مبعوث يجري البحث في ذلك انما لم يتم اتخاذ اي قرار نهائي على حد علمي". واضاف ان باريس "تريد لذلك ان تاخذ في الحسبان ما قد يتمخض عن هذه الزيارة من التزامات ونتائج ملموسة".
وافادت صحيفة "لوموند" ان مشروع ارسال وزير الخارجية فيليب دوست بلازي موفدا الى ايران قد جمد لا سيما بسبب معارضة الولايات المتحدة وعدد من دول الشرق الاوسط.
واعلن ماتيي انه "لم يتم اتخاذ اي قرار" لارسال وزير الخارجية الفرنسي مضيفا ان "قرارا من هذا القبيل على كل حال لا يتخذ دون استشارة شركائنا وخصوصا دول المنطقة".
واضاف ان "الهدف من حوار محتمل مع ايران يتمثل في التاكيد مجددا على مواقفنا من القضايا الاقليمية" مشيرا الى لبنان والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني والوضع الاسرائيلي.
وقال "نتوقع من ايران ان تساهم في استقرار المنطقة ونعتبر انه قد يكون مفيدا اجراء حوار مع هذا البلد حول هذه القضايا مع بعض الشروط".
وقال ماتيي بشان ملف البرنامج النووي الايراني ان باريس لا ترغب في ان تحل محل "القناة المتعددة الاطراف" (الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية) للتعامل مع الايرانيين.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)