صراع نخنوخ والبلتاجي يتصدر المشهد الاعلامي المصري مجددا

تاريخ النشر: 09 سبتمبر 2013 - 02:19 GMT
رجل الأعمال صبري نخنوخ والمتهم بالبلطجة.
رجل الأعمال صبري نخنوخ والمتهم بالبلطجة.

أعاد اعتقال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي أخيراً، احتمالات الصدام بينه وبين رجل الأعمال المحكوم عليه بالسجن 28 عاماً في قضايا بلطجة، صبري نخنوخ، اللذين بدأ الصراع بينهما منذ انتخابات مجلس الشعب في 2010، وفيما قالت مصادر أمنية إن «الداخلية ستحول دون تجمعهما في أي من السجون المصرية»، اعتبر سياسيون أن «الصراع العجيب» بين الرجلين مستمر ومرتبط بتطور الأوضاع السياسية في مصر .

 وعادت تفاصيل العلاقة بين أمين محافظة القاهرة بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي ونخنوخ إلى صدر الصحف المصرية وبرامج الفضائيات (التوك شو) والشارع العادي، بعد اعتقال الاخير في 29 أغسطس الماضي وتصريح وزير الداخلية محمد ابراهيم في حوار مع الـ«سي بي سي» أخيراً، بأنه رفض تنفيذ طلب من نخنوخ بالجمع بينه وبين البلتاجي في سجن برج العرب بالإسكندرية .

ودخل نخنوخ دائرة الاضواء في انتخابات مجلس الشعب 2005 حيث وقف بجانب المرشح حينها اللواء بدر القاضي ضد رجل أعمال كبير مدعوم بقوة من الحزب الوطني المنحل حالياً، وقالت تقارير صحافية وقتها ان نخنوخ والمتهم وقتها في 14 تهمة جنائية يملك جيشاً من البلطجية قوامه 4000 بلطجي، وشبكة علاقات واسعة مع صحافيين وإعلاميين وفنانين وساسة ورجال أعمال ويحوز جواز سفر «كسفير نوايا حسنة» إلى جورجيا، وجريدة تحمل اسم «الدولة اليوم» ويحصن نفسه بالإقامة داخل فيلا في كنج مريوط يحرسها 40 بلطجيا وتضم حديقة حيوان تضم اسودا وحيوانات مفترسة، بحسب تأكيدات مصادر أمنية . وكشفت الإعلامية ريهام السهلي في برنامجها «صبايا» قبيل القبض على نخنوخ، عن وجود صلات بعضها تصل إلى درجة الصداقة مع الفنان أحمد السقا والفنانة بوسي واللاعب محمد زيدان وأشرف عبدالباقي وسعد الصغير، وانكر فنانون وصول العلاقة إلى حد الصداقة، لكن سعد الصغير وصف نخنوخ بـ«الجدعنة»، فيما وصفته السهلي التي نفت زواجها منه بأنه «انسان طيب» .

اما بدايات الصراع بين البلتاجي ونخنوخ فتعود إلى إلى ما قبل 25 يناير 2011، حيث اتهم الاول الاخير بمحاولة التدخل ضده في الانتخابات وبمحاولة اختطافه ليلة الثورة المصرية . فيما اتهم نخنوخ البلتاجي امام النيابة بالاستعانة به لجمع بلطجية للاعتداء على المتظاهرين والصاق التهمة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك. وفي اعتصام رابعة العدوية أخيراً، وعلى الرغم من مشاغل الوضع السياسي، أعاد البلتاجي التذكير بخصمه القديم على الرغم من وجوده بالسجن، حيث قال «ننتظر ارسال الداخلية نخنوخ لفض الاعتصام»، فيما رد نخنوخ من داخل محبسه بالتصريح عن «تخصيصه مكافأة ضخمة لمن يقبض على البلتاجي»، كما تقدم محامي نخنوخ، محمد عباس ببلاغ يتهمه بـ«تدخل البلتاجي الشخصي بدعم من الرئيس المعزول محمد مرسي للقبض عليه» .

 نموذج مافيا

وقال الناشط في «حزب الدستور» جمال عبدالوهاب لـ «الإمارات اليوم» إن «نخنوخ يجسد نموذجاً للواقع المافيوزي في مصر قبل 25 يناير، حيث يستطيع اي شخص خارج على القانون الحصول على مكانة رفيعة شريطة توظيف نفسه في خدمة السلطة، ومصر كان بها في ذلك الوقت ما لا يقل عن 600 ألف بلطجي لعبوا دوراً سلبياً بشكل أو بآخر في تخريب الحياة العامة المصرية» .

 وقال المحامي والقيادي في «حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي» حشمت يوسف لـ«الإمارات اليوم»، إن «اعتقال واطلاق، ثم اعتقال نخنوخ يعكس تسييس الامور وما هو قانوني بشكل واسع في مصر، فقد كان نخنوخ في فترة نجما وصديقاً للحكام» .

وأضاف أنه «عند صعود الإخوان استمر وضعه لفترة، وفي لحظة ولأسباب لا نعرفها بدأ كشف الحساب بينهما، وفي الوقت الجاري يتم الكلام عنه بحيادية ولا نعرف ماذا يمكن أن يحمل المستقبل له» . وقالت الصحافية الفنية ناهد السيد لـ«الإمارات اليوم» إن «نخنوخ هو حالة أكثر منه واقعة منفردة في مصر، وليس مصادفة ظهور عملين فنيين يكادان يتطابقان عليه، الأول ظهر فيه باسمه نخنوخ بلا ادنى التباس، وهو فيلم (لخمة راس) بطولة اشرف عبدالباقي، والثاني مسلسل (فرعون)، الذي قام فيه بدور يقترب من شخصيته الفنان خالد صالح، اتمنى أن نرى في المستقبل اعمالاً لا تكتفي بتصوير البلطجة بل ترسم افقا لمواجهتها» . يذكر أن موقع الاتصال الاجتماعي «فيس بوك» شهد جدلا وموجة من التعليقات الساخرة حول لقاء متخيل بين نخنوخ والبلتاجي في السجن بعد القبض على الأخير .
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن