نذر مواجهة جديدة في الامم المتحدة مع روسيا بشأن سوريا

تاريخ النشر: 26 يناير 2012 - 06:33 GMT
متظاهرون ضد الاسد بالقرب من حمص
متظاهرون ضد الاسد بالقرب من حمص

انضمت فرنسا وبريطانيا الى حلفاء عرب يوم الاربعاء في السعي لحث مجلس الامن التابع للامم المتحدة على مساندة دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الاسد للتنحي وهو ما يمهد السبيل الى مواجهة مع روسيا حليفة دمشق.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "يجب أن يدعم مجلس الامن الدولي القرارات الجريئة للجامعة العربية التي تسعى لانهاء القمع والعنف في سوريا وايجاد حل للازمة السياسية."
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي ان المجلس قد يجري تصويتا الاسبوع القادم على مشروع قرار جديد يعكف على صوغه مندوبون من بريطانيا وفرنسا بالتشاور مع مبعوثي قطر والمغرب والولايات المتحدة والمانيا والبرتغال. ويحل مشروع القرار الجديد محل مشروع روسي قال دبلوماسيون غربيون انه ضعيف للغاية.
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في كلمته بشأن حالة الاتحاد ان الاسد "سيكتشف قريبا أن قوى التغيير لا يمكن اعادتها للوراء".
وقال دبلوماسيون ان مسودة القرار الجديد تدعم خطة الجامعة العربية التي تتضمن تنحي الاسد عن السلطة وافساح المجال لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل وقف اراقة الدماء.
ولم يتضح بعد هل روسيا مستعدة مرة اخرى لعرقلة اصدار قرار بشأن سوريا في مجلس الامن. وكانت روسيا اعترضت مع الصين بحق النقض (الفيتو) على مشروع قرار اعدته اوروبا في اكتوبر تشرين الاول ويدين سوريا ويهدد بفرض عقوبات عليها بسبب حملتها على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
وقال مبعوث للامم المتحدة "نأمل ألا تستخدم روسيا حقها في النقض لاحباط مسعى الجامعة العربية."
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان موسكو ما زالت تعارض فرض عقوبات على سوريا وأكد معارضة موسكو لاي تدخل عسكري أجنبي في سوريا. غير ان المشروع العربي الغربي الذي حصلت رويترز على نسخة منه لا يدعو الى اجراء عسكري او عقوبات انما الى مساندة المجلس لخطة الجامعة العربية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان مدير الهلال الاحمر العربي السوري في ادلب بشمال سوريا قتل رميا بالرصاص في هجوم ألقت دمشق باللوم فيه على "ارهابيين".
وذكرت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية (سانا) أن "ارهابيين" قتلوا كاهنا بينما كان يساعد جريحا في مدينة حماة.
وتقول الحكومة انها تحارب "ارهابيين" متشددين مدعومين من الخارج قتلوا 2000 من الجنود وأفراد الشرطة. وذكرت سانا أن 30 اخرين من الجنود وأفراد الشرطة دفنوا في اليومين الماضيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان سبعة أشخاص قتلوا يوم الاربعاء أحدهم على يد جنود يطوقون حي باب قبلي بمدينة حماة في وسط البلاد وبينهم أيضا امرأة لاقت حتفها بعد سقوط قذيفة على منزلها قرب بلدة القصير على بعد عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية.
واضاف ان منشقين عن الجيش السوري اشتبكوا مع جنود في محافظة ادلب وأعطبوا ثلاث مركبات مدرعة وأسقطوا ستة جنود بين قتيل وجريح.
وانتقدت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة موسكو لاستمرارها في تسليح سوريا.
ودعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون الى فرض حظر أسلحة وعقوبات أخرى من الامم المتحدة على سوريا لكن موسكو تعارض ذلك بشدة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "تزويد النظام السوري بالطائرات والاسلحة ليس من شأنه سوى زيادة اراقة الدماء.. ولهذا فرض الاتحاد الاوروبي حظر أسلحة على سوريا وندعو الامم المتحدة لفعل نفس الشيء."
واضاف "ينبغي لجميع أعضاء مجلس الامن بمن فيهم روسيا دعم جهود الجامعة العربية لوقف العنف وتحقيق انتقال سلمي. نحث روسيا على دعم تلك الجهود بدلا من توفير غطاء لقمع وحشي من جانب النظام."
وغادر أكثر من 50 مراقبا من دول الخليج العربية سوريا يوم الاربعاء بعد أن قالت حكوماتهم انها متأكدة من "استمرار نزيف الدم وقتل الابرياء".
لكن زملاءهم في دمشق الذين يبلغ عددهم زهاء 120 مراقبا تعهدوا بمواصلة مهمة المراقبة التي تقرر تمديد عملها حتى 23 من فبراير شباط لتقييم التزام سوريا بخطة سلام عربية طرحت في وقت سابق.
وقال مراقب عربي كبير طلب عدم نشر اسمه ان رحيل مراقبي دول مجلس التعاون الخليجي لن يؤثر على عمل البعثة العربية مضيفا أن بقية أعضاء الوفد بامكانهم أداء المهمة.
وأضاف "بالطبع نحتاج مزيدا من المراقبين وسيأتي المزيد قريبا ليحلوا محل من غادروا."
واتهمت جماعات معارضة سورية بعثة المراقبين التي بدأت عملها يوم 26 من ديسمبر كانون الاول بمنح الاسد غطاء دبلوماسيا للمضي في قمع المحتجين في سوريا حيث تقول الامم المتحدة ان خمسة الاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات.
وكتب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني رئيس لجنة الجامعة بشأن سوريا رسالة مشتركة الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بشأن خطة الجامعة من أجل حل سياسي في سوريا ولطلب اتاحة الفرصة لهم قريبا لاحاطة مجلس الامن علما بالخطة.
وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت للصحفيين في نيويورك ان قيام الجامعة العربية باحاطة مجلس الامن بشأن الخطة قد يحدث يوم الاثنين. وقال دبلوماسيون ان التصويت بشأن مشروع القرار الجديد قد يعقب ذلك مباشرة.
وينص مشروع القرار الجديد على ان مجلس الامن "يساند مبادرة الجامعة العربية لتسهيل الانتقال السياسي الذي يؤدي الى قيام نظام سياسي ديمقراطي قائم على التعددية بما في ذلك نقل السلطة من الرئيس واجراء انتخابات شفافة وحرة."
ولم يصل مشروع القرار الى حد جعل الالتزام بالخطة العربية ملزما. لكنه يسأل الامين العام بان جي مون ان يحيط المجلس علما كل 15 يوما بمدى التزام سوريا بالقرار الامر الذي سيضعه رسميا على جدول أعمال مجلس الامن.
وكانت روسيا قالت مرارا انها لا تريد ان تصبح سوريا ليبيا اخرى حيث تجادل موسكو بان حلف شمال الاطلسي اساء استخدام تفويضه من مجلس الامن لحماية المدنيين واتخذه أداة "لتغيير النظام."
غير ان دبلوماسيا بريطانيا قال ان روسيا قد تجد صعوبة في استخدام حقها في النقض الفيتو لاحباط قرار يهدف الى تقديم المساندة لمبادرة الجامعة العربية.