تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية اليمنية المبكرة التي نظمت الثلاثاء 60% بالرغم من دعوات المقاطعة والاضطرابات في بعض المناطق بحسب ارقام كشف عنها مسؤولون في اللجان الاشرافية الاربعاء، فيما اكد مسؤول يمني ان الرئيس المنتهية ولايته "في الطريق" الى صنعاء. ودعي اكثر من 12 مليون ناخب للمشاركة في الانتخابات التي خاضها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي مرشحا توافقيا ووحيدا بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي يطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح بعد 33 سنة في الحكم.
وقال مسؤول في اللجان الاشرافية التي تراقب العملية الانتخابية في المناطق ان "نسبة المشاركة كانت 60% كمعدل وسطي في مختلف المناطق اليمنية".
الا ان المشاركة في الجنوب كانت اقل بسبب دعوة الحراك الجنوبي الى المقاطعة، فبلغت المشاركة في عدن 50% وما بين 30 و40% في باقي مناطق الجنوب.
وقتل عشرة اشخاص في الجنوب في اعمال عنف ومواجهات بين قوات الامن والانفصاليين المتشددين الذين كانوا ينفذون عصيانا مدينا ويسعون الى عرقلة الانتخابات.
وبلغت نسبة المشاركة في مدينة صعدة (شمال) معقل المتمردين الحوثيين الذين قاطعوا الانتخابات حوالى 50% بينما كانت النسبة اقل في باقي قرى محافظة صعدة التي يسيطر عليها المتمردون.
وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي محمد الحكيمي اكد مساء الثلاثاء ان كثافة المشاركة في صنعاء وبعض المدن الاخرى مثل تعز (جنوب صنعاء) كانت لافتة جدا "اذ ان اوراق الاقتراع نفدت من بعض المراكز".
ويتم عد الاصوات يدويا وليس من المتوقع ان تعلن النتائج الرسمية قبل يومين.
الا ان عددا من مسؤولي مراكز الاقتراع رفضوا ارسال الصناديق الى صنعاء قبل قبض مستحقاتهم، بحسبما افاد المسؤول.
من جانبه، اكد نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي ان الرئيس علي عبدالله صالح "في الطريق" الى اليمن للمشاركة في مراسم تسليم السلطة الى الرئيس الجديد مشيرا الى ان صالح سيستمر في لعب دور سياسي مهم من خلال حزبه.
وقال الجندي، وهو المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، ان هذا الاخير "في الطريق" الى اليمن لكنه قال "لا استطيع ان احدد زمان عودة" الرئيس بشكل دقيق.
وغادر صالح الى الولايات المتحدة في 29 كانون الثاني/يناير للعلاج فيما اعلنت الخارجية الاميركية الثلاثاء انه موجود في كاليفورنيا وسيتمتع بالحصانة الدبلوماسية حتى تنصيب هادي.
وذكر الجندي في مؤتمر صحافي انه "سيكون هناك احتفال مهيب لتنصيب عبد ربه منصور هادي وسيتم تسليم دار الرئاسة" من صالح الى الرئيس الجديد.
وقال الجندي ان اليمن شهد "تداولا على السلطة" و"صالح خرج من السلطة الى ساحة المواطنة".
واشارت مصادر سياسية لوكالة فرانس برس الى ان تنصيب هادي سيتم في 27 او 28 شباط/فبراير.
وشدد الجندي على ان صالح سيظل يلعب دورا سياسيا مهما و"سيكون رئيس اكبر حزب في البلاد" في اشارة الى حزب المؤتمر الشعبي العام.
حتى انه قال ان "لا شيء في المبادرة الخليجية" التي انتخب بموجبها هادي "يمنع الرئيس صالح من الترشح مجددا بعد سنتين" اي بعض انقضاء الفترة الانتقالية، الا انه قال بان الرئيس صالح "قال بنفسه انه ودع السلطة".
ويغذي هذا الاعلان المخاوف في اليمن من الطموحات السياسية لصالح الذي خرج من الرئاسة وانما يبقى اقرباؤه على رأس عدد كبير من الاجهزة الامنية والعسكرية.
وصالح متهم من قبل خصومه بانه يحاول زعزعة استقرار البلاد فيما اشارت عدة مصادر الى شبهات حول "تواطؤ" من قبل القوات الحكومية مع التيار المتشدد في الحراك الجنوبي الذي قام مناصروه بعرقلة الانتخابات جزئيا في الجنوب.
وقال ضابط في الشرطة لوكالة فرانس برس "لقد تفاجأنا لرؤيتنا الجيش ينسحب" من محيط مراكز الاقتراع في الجنوب.
من جانبها نددت المبعوثة البريطانية البارونة ايما نيكولسون في تصريح لوكالة فرانس برس بالاغلاق المبكر لمراكز الاقتراع في عدن، كبرى مدن الجنوب، تحت وطأة هجمات الانفصاليين.
وقال "لقد ابهرتني شجاعة" الجنوبيين الذين ادلوا باصواتهم "بالرغم من دعوات المقاطعة والتهديدات" مشيرة الى ان "قرار اغلاق مراكز الاقتراع بشكل مبكر كان قرارا خاطئا".
يذكر ان نيكولسون كانت متواجدة برفقة وزيرين في مركز اقتراع في حي كريتر في عدن عندما هاجم المركز مسلحون انفصاليون.