البوابة - أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن إغلاق بلاده سفارتها في النرويج بعد منح زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام، رداً على خطوة أوسلو للاعتراف بنضالها من أجل الديمقراطية في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية.
قالت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان نشرته على إنستغرام، إن فنزويلا أمرت بإغلاق سفارتها في عاصمة النرويج نتيجة "إعادة تنظيم" داخلية لمهماتها الدبلوماسية.
كما ستغلق فنزويلا سفارتها في أستراليا، وفقاً لـ"المبادئ الجيوسياسية" للدولة التي تركز على "السلام والتكامل". وقد لعبت النرويج دور الوسيط الرئيسي في المحادثات بين مادورو والمعارضة الفنزويلية.
فنزويلا ترد بغضب على نوبل السلام
أثار منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 للمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو غضب الرئيس نيكولاس مادورو، الذي سارع إلى اتخاذ قرار بإغلاق سفارة بلاده في النرويج. ويأتي هذا التطور في سياق تصعيد سياسي يتزامن مع ضغوط متزايدة تقودها أطراف دولية، أبرزها الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب، التي تتهم مادورو بقيادة شبكة إجرامية مرتبطة بتهريب المخدرات.
ورغم أن الجائزة تُمنح من قِبل لجنة مستقلة يشكلها البرلمان النرويجي، وليست لها علاقة مباشرة بسياسات الحكومة التنفيذية، فإن كراكاس اعتبرت منح الجائزة دعماً مباشراً للمعارضة. وكانت النرويج قد لعبت دور الوسيط في محادثات متقطعة بين الحكومة والمعارضة خلال الفترة من 2019 إلى 2024، انتهت بفشل اتفاق باربادوس، ما عمّق من عزلة النظام الفنزويلي خاصة بعد انتخابات 2024 المثيرة للجدل والتي رفضها مراقبون دوليون.
وفي ظل تراجع علاقاتها مع عدد من الدول الغربية، تسعى فنزويلا إلى توسيع تحالفاتها مع دول الجنوب. فبينما تمضي في تنفيذ قرار إغلاق سفاراتها في النرويج وأستراليا، أعلنت الحكومة الفنزويلية عن افتتاح بعثات دبلوماسية جديدة في كل من زيمبابوي وبوركينا فاسو، في خطوة تهدف إلى تعزيز شراكاتها الجيوسياسية خارج الدوائر التقليدية.
وعلى الرغم من مطالبتها مجلس الأمن بالتدخل لحماية سيادتها، لم تحصل فنزويلا على دعم إقليمي موحد، إذ عبّرت دول مثل البرازيل وكولومبيا عن تحفظها على الإجراءات الأميركية، بينما أيدت دول أخرى كغيانا وترينيداد وتوباغو الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
التحركات الأخيرة تعكس محاولة من نظام مادورو لإعادة تموضعه على الساحة الدولية في مواجهة الضغوط السياسية والعزلة المتزايدة.
المصدر: وكالات