هدوء ببيروت بعد حظر التجوال

تاريخ النشر: 26 يناير 2007 - 07:59 GMT

سيطر هدوء حذر على شوارع بيروت صباح الجمعة غداة مواجهات دامية بين انصار للحكومة ومعارضين لها ادت الى سقوط ثلاثة قتلى واكثر من 150 جريحا.

وبعد ساعة على رفع حظر التجول الذي فرضه الجيش اللبناني سجلت حركة سير خفيفة في العاصمة وبدأت بعض المحلات التجارية تفتح ابوابها.

وفي حي زقاق البلاط الذي شهد اعمال عنف الخميس لا تزال مستوعبات القمامة المحروقة تشهد على مواجهات البارحة في حين انتشرت ملالات الجيش على مفارق الطرق.

وبدأت بعض الافران تفتح ابوابها في حين لن تفتح المدارس والجامعات بقرار من وزارة التربية خوفا من مواجهات بين الطلاب.

كما يسود الهدوء على وسط المدينة حيث يتواصل اعتصام للمعارضة منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر الماضي وذلك غداة ظهور مجموعات من الاشخاص المسلحين بالهراوات في هذا الحي التجاري الرئيسي في قلب العاصمة.

ومساء الخميس دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مناصريه مساء الخميس الى ترك الساحة للجيش والقوى الامنية. وقال في كلمة مباشرة عبر قناة المنار الناطقة باسم حزب الله "واجب وطني وديني وشرعي ان نستخدم الفتوى لمصلحة الوطن وسلمه الاهلي (...) على الجميع ان يخلوا الشوارع ويلتزموا الهدوء ويتركوا الساحة للجيش اللبناني والقوى الامنية".

ودعا المواطنين الى "الانسجام مع كل الاجراءات التي سيتخذها الجيش اللبناني في الساعات المقبلة لانهاء حال التوتر".

كذلك دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة دعا من باريس اللبنانيين "الذين خرجوا للتعبير عن رأيهم" الى "العودة الى صوت العقل والمحبة والابتعاد عن التوتر والتأزيم".

وقال رئيس البرلمان نبيه بري مخاطبا جميع الاحزاب والقوى ان "لبنان تحول شوارع وهذا البلد حرام ان نضيعه هكذا وآن لنا ان نتعلم من دروس الماضي". واضاف "اناشدكم بكل ما تملكون من قوة ان تخرجوا من الشوارع وتعودوا الى اعمالكم علينا جميعا ان نكون يدا واحدة والا سيصبح وطننا في مقبرة التاريخ".

ودعا النائب سعد الحريري "اهل بيروت" الى "الهدوء وضبط النفس وتفويت الفرصة على من يريدون تخريب النتائج الايجابية لمؤتمر +باريس 3+".

من جهته طالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد اقطاب الغالبية المؤيدة للحكومة نصرالله ب"الخروج من املاءات النظام السوري والخروج من ازقة بيروت والعودة الى صفة المقاوم". واعرب عن ثقته بالجيش اللبناني مؤكدا "اننا سلمنا الامر له".

وكانت المواجهات بين مناصري المعارضة والحكومة اندلعت في احياء عدة من بيروت اثر صدامات بين طلاب من الجانبين في جامعة بيروت العربية.

وذكر شهود ان المواجهات توسعت الى منطقتي الكولا والمدينة الرياضية المجاورتين وتم احراق عدد من السيارات وتحطيمها وبات الدخان الاسود يغطي منطقة الصدامات فيما سمعت اصوات عيارات نارية غزيرة.

وسارع السكان الى اقفال متاجرهم فيما اقفلت المدارس ابوابها. واضاف الشهود ان الجيش اللبناني استقدم تعزيزات الى موقع الصدامات فيما شهدت شوارع بيروت زحمة سير خانقة جراء قطع الطرق المؤدية الى منطقة الصدامات.

ومساء اضرم متظاهرون النار في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي المعارض في منطقة طريق الجديدة ذات الغالبية السنية في بيروت بحسب ما افاد سكان في المنطقة لوكالة فرانس برس.

وينتمي تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري الى الغالبية النيابية المؤيدة للحكومة في حين يقود حزب الله المعارضة التي تطالب باسقاط حكومة فؤاد السنيورة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وجاءت هذه المواجهات فيما حصل لبنان الذي يواجه ازمة سياسية واقتصادية خطيرة على مساعدات سخية جدا الخميس مع وعود تجاوزت سبعة مليارات دولار خلال مؤتمر "باريس 3" الذي قدم دعما سياسيا كبيرا للحكومة اللبنانية.

وكانت المعارضة نظمت الثلاثاء اضرابا عاما تخلله قطع طرق ومواجهات دامية اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 133 اخرين.