هدوء نسبي في العالم الإسلامي بعد موجة غضب أثارها الفيلم المسيء

تاريخ النشر: 15 سبتمبر 2012 - 09:48 GMT
محتجون يحاولون كسر نوافذ بالسفارة الامريكية في صنعاء
محتجون يحاولون كسر نوافذ بالسفارة الامريكية في صنعاء

شهد يوم السبت بعض التهدئة في موجة الاحتجاجات العنيفة المناوئة للغرب التي أثارها فيلم اعتبر مسيئا للنبي محمد غير أن الفيلم الذي تبلغ مدته 13 دقيقة ونشر على الإنترنت لا يزال يلقي بظلاله على السياسة الأمريكية في العالم الإسلامي.

وانتشرت قوات مكافحة الشغب المصرية في ميدان التحرير بالقاهرة واعتقلت مئات الأشخاص في ساعة مبكرة صباح يوم السبت بعد أربعة أيام من الاشتباكات ومطالبات المتظاهرين بطرد السفير الأمريكي.

واستنكر المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ يوم السبت الهجمات التي استهدفت عددا من الدبلوماسيين والسفارات في دول مختلفة عقب احتجاجات دامية معادية للفيلم الذي أنتج في الولايات المتحدة واصفا تلك الهجمات بأنها "تسيء إلى الدين الإسلامي" و"ليست من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في شيء".

ودعا مفتي السعودية دول العالم والمنظمات الدولية إلى "تجريم الإساءة للأنبياء والرسل" منددا بما سماه "المحاولة الإجرامية البائسة بنشر الفيلم المسيء للنبي."

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن بيان للشيخ عبد العزيز رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء القول إنه يحرم على المسلمين "أن يأخذوا البريء بجريرة المجرم الآثم ويعتدوا على معصوم الدم والمال أو يتعرضوا للمنشآت العامة بالحرق والهدم فإن هذه الأفعال هي أيضا تشوه وتسيء إلى الدين الإسلامي ولا يرضاها الله عز وجل وليست من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في شيء."

وعلى العكس تماما حث تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن المسلمين يوم السبت على تصعيد احتجاجاتهم وقتل مزيد من الدبلوماسيين الأمريكيين في الدول الإسلامية وقالت القاعدة إنه فصل جديد في "الحروب الصليبية" على الإسلام.

وأشاد بيان لتنظيم القاعدة بالهجمات التي قام بها متظاهرون غاضبون في ليبيا ومصر واليمن والسودان على البعثات الامريكية والغربية ووصفها بأنها رد طبيعي على إهانة بالغة وقال إنه يجب إحراق السفارات الامريكية.

واستدعت الشرطة الأمريكية رجلا من كاليفورنيا - أدين بتهمة الاحتيال المصرفي ونفى تقارير تفيد بتورطه في إنتاج الفيلم - يوم السبت للتحقيق معه بشأن انتهاكات محتملة لشروط مراقبته القضائية تتعلق بإنتاج الفيلم.

وأعلنت حركة طالبان الأفغانية يوم السبت المسؤولية عن هجوم استهدف قاعدة بأفغانستان قال مسؤولون أمريكيون إن اثنين من مشاة البحرية الأمريكية قتلا فيه مشيرة إلى أن الهجوم يأتي ردا على الفيلم يسيء للنبي محمد.

وخرج مئات المسلمين إلى الشوارع في أكبر مدن استراليا يوم السبت ورشق البعض الشرطة بالحجارة والزجاجات مع اتساع نطاق الغضب من الفيلم. وحمل بعد المحتجين الذين رددوا الهتافات لافتة كتب عليها "اقطعوا رأس من يسيء للنبي."

ومع ذلك شهد يوم السبت هدوءا نسبيا بعد مقتل تسعة أشخاص على الأقل في دول العالم الإسلامي يوم الجمعة في احتجاجات وهجمات على السفارات الأمريكية وسفارات غربية أخرى.

وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة "بالصمود" أمام الاحتجاجات العنيفة المناوئة للولايات المتحدة التي تجتاح العالم الاسلامي وذلك خلال استقباله لجثث السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين قتلوا في هجوم على القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي الأسبوع الماضي.

وتعهد أوباما وهو يتقدم مستقبلي الضحايا الذين تراصت نعوشهم الملفوفة بالأعلام الأمريكية ببذل كل ما يمكن لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج وقال إنه يحمل الحكومات الأجنبية مسؤولية حمايتهم.

وقال أوباما أمام الحشد الذي تضمن أسر القتلى وشخصيات دبلوماسية وجنودا داخل حظيرة واسعة للطائرات في قاعدة اندروز الجوية خارج واشنطن "الولايات المتحدة لن تنسحب أبدا من العالم."

وسارعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى تعزيز الأمن في سفاراتها.

وقال مسؤول أمني يوم السبت إن السلطات الليبية حددت هوية 50 شخصا تورطوا في الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي الذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين.

وقال أحد المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة يوم الجمعة "قبل الشرطة.. تعرضنا للاعتداء من أوباما" ملقيا باللائمة على الرئيس الأمريكي وحكومته في الإساءة للنبي.

وفي ضاحية سيريتوس في لوس أنجليس غادر نيقولا باسيلي نيقولا (55 عاما) منزله بصحبة عدد من ضباط الشرطة وحاول إخفاء وجهه بوشاح وقبعة ونظارة شمسية وركب سيارة كانت تنتظره. وكان نيقولا قد نفي صلته بالفيلم في محادثة هاتفية مع قس في الكنيسة القبطية التي ينتمي إليها.

وقال ستيف وايتمور المتحدث باسم قائد شرطة لوس أنجليس إن نيقولا غادر منزله طوعا لحضور التحقيق في مركز للشرطة بحي سيريتوس في لوس أنجليس.

وأضاف "سيقابله ضباط اتحاديون معنيون بالمراقبة... لم توضع الأصفاد في يديه... الأمر كله طوعي" مشيرا إلى أن نيقولا ليس رهن الاعتقال ولكن لن يعود لمنزله على الفور.

وقال مسؤولون أمريكيون إن السلطات لا تحقق في مشروع الفيلم نفسه وحتى وإن كان مؤججا للمشاعر أو أدى إلى العنف فإن مجرد إنتاجه لا يمكن أن يعتبر جريمة في الولايات المتحدة التي تتبنى قوانين تكفل حرية التعبير.

وذكر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان نشر يوم السبت على موقع إلكتروني تابع للتنظيم "‭‭‭‭‬‬‬‬‬ومن ظفر من إخواننا المسلمين بسفراء أمريكا أو مبعوثيها فله خير قدوة في فعل أحفاد عمر المختار في ليبيا ـ الذين قتلوا سفير أمريكا ـ جزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء" في إشارة إلى هجوم يوم الثلاثاء على القنصلية الأمريكية في بنغازي.

وأضاف البيان "ولتكن خطوة طرد السفارات والقنصليات هي خطوة لتحرير بلاد المسلمين من الهيمنة والغطرسة الأمريكية."

وشارك مئات اليمنيين في العاصمة صنعاء يوم السبت في تشييع جثمان متظاهر قتل بالرصاص في اشتباكات بين الشرطة وحشد من المتظاهرين هاجم السفارة الأمريكية يوم الخميس.

وسرعان ما أرسلت تعزيزات من قوات مشاة البحرية إلى السفارات الأمريكية في اليمن وبعض الدول الأخرى بعد اندلاع الاضطرابات التي أثارها الفيلم. غير أن وكالة السودان الرسمية للأنباء قالت يوم السبت إن السودان رفض طلب الولايات المتحدة إرسال مفرزة من مشاة البحرية لتعزيز الأمن في السفارة الأمريكية بالخرطوم.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن