هدوء نسبي بالعراق مع تواصل حجيج الشيعة الى كربلاء

تاريخ النشر: 09 مارس 2007 - 01:40 GMT

شهد العراق جمعة هادئة نسبيا باستثناء ما اعلنه الجيش الاميركي عن قتل قيادي بالقاعدة واعتقال اخرين فيما وصال الشيعة حجيجهم الى كربلاء.

مقتل قيادي بالقاعدة

قال الجيش الاميركي في العراق انه قتل عضوا في تنظيم القاعدة واعتقل 16 اخرين من بينهم "أمير" للاعلام في التنظيم في عمليات في أنحاء العراق يوم الجمعة.

وجاء في بيان عسكري ان قوات التحالف تمكنت من "القبض على شخص يشتبه بعلاقتة بتنظيم القاعدة يطلق عليه اسم الجزار...اعترف بمسؤوليته عن عدد من عمليات الاختطاف وقطع الرؤس وعمليات انتحارية في منطقتي الموصل والرمادي".

وأضاف البيان ان القوات تمكنت من "القبض على خمسة اخرين مشتبه بهم وقتل ارهابي في العملية."

وذكر البيان ان القوات "تمكنت في عمليات أخرى في مدينة الفلوجة من القبض على شخصين يعتقد انهما من الارهابيين ولهما صلات بتقديم تسهيلات لمقاتلين أجانب."

وأضاف البيان ان القوات الاميركية تمكنت في منطقة تقع "شمال شرقي الكرمة من اعتقال شخص يعتقد انه أمير للاعلام في تنظيم القاعدة.. ويعتقد أنه جزء في شبكة تمرير المعلومات التابعة للقاعدة...وان سبعة اخرين اعتقلوا معه."

وتقوم القوات الاميركية بمساعدة القوات العراقية حاليا في تنفيذ حملة امنية في بغداد وعدد من المحافظات العراقية اطلقت عليها الحكومة العراقية حملة اعادة فرض القانون تهدف الى اعادة الامن الى البلاد.

حشود شيعية الى كربلاء

وفي الاثناء، واصلت حشود الزائرين الشيعة الذين تقدر السلطات اعدادهم بما لا يقل عن ثلاثة ملايين التوافد الى كربلاء الجمعة لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين وسط اجراءات امنية مشددة تخوفا من تفجيرات دامية.

وتشهد مداخل المدينة الشمالية والشرقية والجنوبية ازدحام مئات الآلاف من الزائرين الذين يرتدون الاسود ويرفعون رايات مختلفة الالوان اضافة الى العلم العراقي.

وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان عدد الزوار "بلغ حوالى ثلاثة ملايين تقريبا بحيث انهم يغطون الشوارع (...) ويبدو ان الذين انطلقوا سيرا على الاقدام من الجنوب والوسط بداوا بالوصول اليوم الذي يصادف اربعينية الامام الحسين". لكن لم يكن ممكنا التأكد من هذه الارقام من مصادر مستقلة.

وانضمت وحدات من قوات حفظ النظام في بغداد واللواء الرابع من الجيش الى قوات الشرطة البالغ عددها ثمانية الاف عنصر ينتشرون في محيط كربلاء في المناطق الصحراوية والمزارع والشوارع الداخلية والخارجية.

وتقدم هيئات ومواكب حسينية من المدينة الطعام والشراب من خلال سرادقات. ويقول الشيخ عبد علي الحميري رئيس المواكب في كربلاء ان عدد المواكب التي تقدم الخدمات يتجاوز 600 بينما تبلغ اعداد المواكب الاتية من المحافظات 2500.

ويضع مشاركون في المواكب الطين على وجوههم ورؤوسهم بغية مواساة مصاب عائلة الامام الحسين التي مرت بالطريق الصحراوي في كربلاء في مثل هذه الايام قبل اكثر من 1400 عام اثر خروجها من بلاد الشام الى المدينة المنورة بعد فك اسرها.

وما يميز مواكب العام الحالي وصول موكب من دولة البحرين يبلغ عدد افراده 150 شخصا يتقدمهم رئيسه الذي يرتدي الزي الخليجي في حين يرفع المشاركون فيه اللافتات الحسينية ويرددون الشعارات.

اما سليم كاظم الناطق الاعلامي في دائرة صحة كربلاء فيقول ان "المفارز الطبية انتشرت في الطرق الخارجية لمعالجة الذين ياتون سيرا على الاقدام عن طريق عمليات التدليك كما ان هناك وحدات طبية لمعالجة الحالات الطارئة".

وتجوب المواكب الحسينية شوارع كربلاء حيث تمارس اللطم والضرب بواسطة الزنجيل (الجنازير) وترديد هتافات دينية وشعرا سياسيا. ونظرا الى الاعداد الهائلة من الزائرين بات من المتعذر الحصول على وسيلة نقل عادية ما ادى الى ظهور وسائل فولكلورية مثل العربات التي تجرها الخيول والحمير واخرى يدفعها الصبية لان وسائط النقل الحكومية لم تعد قادرة على الاستيعاب.

وقال حيدر طالب الطحان من محافظة ذي قار وكبرى مدنها الناصرية "مشيت على الاقدام حاملا العلم العراقي لكي اثبت للارهابيين والتكفيريين الذين استهدفوا زوار الامام الحسين في الحلة بان اعمالهم لن ترهبنا ولن تخيفنا حتى لو كلفتنا حياتنا".

من جهته يقول جعفر صادق من البصرة "جئت ضمن موكب المدينة (...) كان النظام السابق ينشر الاجهزة الامنية بين الزائرين لارهابهم واليوم يواصل التكفيريون والصداميون هذا العمل بشكل ابشع عن طريق المفخخات".

وبالاضافة الى الشعائر الحسينية قدمت فرقة من مدينة الصدر عرضا مسرحيا في المدينة القديمة قرب الروضة الحسينية بعنوان "الرحلة المقدسة" ويجسد العمل رحلة سبايا آل البيت بعد من كربلاء الى دمشق ثم الى المدينة المنورة.

يذكر ان مواكب الزوار الشيعة تعرضت منذ انطلاقها قبل ايام لهجمات متكررة اسفرت عن مقتل نحو 150 شخصا في تفجيرات انتحارية غالبيتهم قرب مدينة الحلة كبرى مدن محافظة بابل فضلا عن اطلاق نار على الحشود.