اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان الاربعاء حصول تقدم ملحوظ في ظروف عمل وحياة العمال الوافدين الذين يشاركون في اعمال الانشاءات على جزيرة السعديات، وهي جزيرة قبالة شواطئ ابوظبي ستحتضن متاحف عالمية، الا انها طالبت بمزيد من الجهود لحماية العمال.
واشارت المنظمة التي سبق ان نشرت في 2009 تقريرا مفصلا انتقدت فيه ظروف حياة العمال الوافدين في هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 22 مليار دولار، الى استمرار وجود "ثغرات" ابرزها استمرار العمال بدفع رسوم استقدام في بلادهم لوسطاء التوظيف ومصادرة جوازات سفر العمال من قبل بعض المقاولين.
وردت "شركة التطوير والاستثمار السياحي" التي تقوم بتطوير جزيرة السعديات على التقرير بالتاكيد على التزامها الكامل بحماية حقوق العمال مشيرة الى ان ما اوردته هيومن رايتس ووتش حول الثغرات "لا يقدم صورة دقيقة عن الوضع الحالي على جزيرة السعديات".
وذكرت المنظمة الحقوقية الدولية في تقريرها الجديد تحت عنوان "عودة إلى جزيرة السعادة"، ان شركات التطوير الإماراتية والمؤسسات التعليمية والثقافية المشاركة في تطوير جزيرة السعديات "قد التزمت بتعهدات هامة للتصدي لمشكلة استغلال العمال الوافدين من جنوب آسيا للعمل في الجزيرة، الا ان هناك ثغرات مستمرة في تدابير الحماية".
وذكرت المنظمة ان من ابرز الثغرات المستمرة "عدم تعويض العمال على ما يدفعونه من رسوم استقدام للعمل"، وهي رسوم يدفعها العامل في بلاده لوسطاء التوظيف من اجل الحصول على الوظيفة.
وقالت هيومن رايتس ووتش ان "تسديد هذه الرسوم يستغرق منهم شهورا وسنوات في العادة، وهو ما يعتبر اكبر عامل يهيئ اوضاع العمل الجبري" لهؤلاء العمال.
كما اشارت المنظمة الى وجود "مشكلات في عملية العقاب الفعال للمقاولين المخالفين والمتجاوزين للحقوق ومشكلات في متابعة تنفيذ الوعود الخاصة بعلنية تقارير المراقبة".
وستحتضن الجزيرة التي تطورها حكومة ابوظبي من خلال "شركة التطوير والاستثمار السياحي" (تي دي اي سي)، فروعا لجامعة نيويورك ولمتحف اللوفر ولمتحف غوغنهايم، اضافة الى مشاريع ثقافية رائدة اخرى.