في خطوة نادرة، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالا بقلم القيادي في الجناح السياسي للحوثيين، محمد علي الحوثي ينشد السلام ويدعو لوقف الغارات الجوية، معتبرا التصعيد المستمر للهجمات ضد مدينة الحديدة من جانب “التحالف الأمريكي السعودي، يؤكد أن الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار كلام فارغ”.
ويأتي المقال غداة إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجهها لتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية.
وشن الحوثي والذي يقدّم نفسه على أنّه “رئيس اللجنة الثورية العليا”، سيلاً من الاتهامات ضد التحالف العربي والحكومة المعترف بها دولياً. وردت الحكومة اليمنية المعترف فيها دوليا بانتقاد نشر “واشنطن بوست” المقال واعتبرته أمرا “معيبا”، واصفة الكاتب بأنه “مجرم حرب”.
وكتب وزير الخارجية خالد اليماني على حسابه على تويتر بالانكليزية “من كان ليتصور ان يرى مجرم حرب من أمثال محمد علي الحوثي يفبرك لغة سلام في واشنطن بوست!ّ عملاء إيران بدأوا يجدون طريقهم إلى الصحافة الأمريكية”.
وتابع “يا له من أمر معيب!!”.
كما كتب في تغريدة بالعربية “لا يمكن لمن يسفك دماء اليمنيين، ومن انقلب على مخرجات الحوار الوطني، واختطف الدولة بقوة السلاح (…) أن يتشدق باسم السلام”.
وفي المقال المنشور في “واشنطن بوست”، كتب الحوثي “التصعيد المستمر للهجمات ضد مدينة الحديدة في اليمن من قبل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي يؤكد أن الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار ليست سوى كلام فارغ”.
وتابع “نحن نحب السلام (…) ونحن مستعدون للسلام، سلام الشجعان”، مضيفا “نحن مستعدون لوقف الصواريخ إذا أوقف التحالف بقيادة السعودية غاراته الجوية”، في إشارة الى الصواريخ البالستية التي يطلقها المتمردون باتجاه المملكة.
وجاء نشر المقال في وقت تشن القوات الموالية للحكومة المعترف بها والمدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية في هذا البلد، بالشراكة مع الامارات، هجوما كبيرا في مدينة الحديدة الساحلية بهدف طرد الحوثيين منها.
واعتبر الحوثي، أن التصعيد المستمر للهجمات ضد مدينة الحديدة «من قبل التحالف الأمريكي السعودي، يؤكد أن الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار ليست سوى كلام فارغ»، معتبراً أن «البيانات الأخيرة تحاول تضليل العالم. القادة السعوديون متهورون ولا يهتمون بالدبلوماسية، لدى الولايات المتحدة النفوذ لوضع حد للنزاع، لكنها قررت حماية حليف فاسد”.
ورأى أن “أي مراقب للجرائم التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية في اليمن، وهي حملة كانت مصحوبة بمعلومات مضللة وحصار على الصحافيين الذين يحاولون تغطية الحرب، يمكنهم تقديم تقرير عن القتل العشوائي لآلاف المدنيين، ومعظمهم من خلال الضربات الجوية”، مشيراً إلى أن هذه الهجمات أدت إلى “أكبر أزمة إنسانية على الأرض”.
وأضاف “لقد انعكست وحشية النظام السعودي في مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ويمكن ملاحظة ذلك في التصعيد العسكري والغارات الجوية في الحديدة والمدن الأخرى، في تحدٍ لجميع التحذيرات الدولية”، لافتاً إلى أن “المقصود من الحصار المفروض على المدينة الساحلية هو إجبار الشعب اليمني على الركوع. يستخدم التحالف المجاعة والكوليرا كأسلحة حرب. كما أنه يبتز الأمم المتحدة بالتهديد بقطع أموالها، وكأنها مؤسسة خيرية وليست مسؤولية مطلوبة بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.
واعتبر ان الولايات المتحدة تريد “أن يُنظر إليها كوسيط نزيه، ولكنها في الواقع تشارك وأحياناً تقود العدوان على اليمن”، وقال “نحن ندافع عن أنفسنا – لكن ليس لدينا طائرات حربية كتلك التي تقصف اليمنيين بالذخيرة المحظورة. لا يمكننا رفع الحصار المفروض على الواردات والصادرات اليمنية. لا يمكننا إلغاء الحظر الجوي والسماح للرحلات الجوية اليومية، أو إنهاء حظر استيراد السلع الأساسية والأدوية والمعدات الطبية من أي مكان آخر غير الإمارات العربية المتحدة، كما يُفرض على رجال الأعمال اليمنيين… القائمة تطول. وهذه الممارسات القمعية تقتل وتدمر اليمن”.
وذكّر الحوثي “لم يكن اليمن هو من أعلن الحرب في المقام الأول. حتى المبعوث السابق للأمم المتحدة جمال بنعمر، قال إننا اقتربنا من صفقة تقاسم السلطة في عام 2015 التي تعطلت بسبب الغارات الجوية للتحالف. نحن مستعدون لإيقاف الصواريخ إذا أوقف التحالف الذي تقوده السعودية غاراته الجوية”.
واعتبر دعوة الولايات المتحدة لوقف الحرب على اليمن “ليست سوى وسيلة لإنقاذ ماء الوجه بعد الإذلال الذي تسببت به المملكة العربية السعودية وزعيمها المدلل، ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تجاهل نداءات واشنطن لتوضيح مقتل خاشقجي”، مضيفاً “علاوة على ذلك، يفضل ترامب وإدارته بشكل واضح مواصلة هذه الحرب المدمرة بسبب العوائد الاقتصادية التي تنتجها – وهي تتدافع على أرباح مبيعات الأسلحة تلك”.
وختم مقاله بالدعوة للسلام قائلا “نحن نحب السلام، النوع المحترم من السلام الذي دافع عنه زعيم الثورة، عبد الملك الحوثي. نحن مستعدون للسلام، سلام الشجعان. إن شاء الله سيظل اليمنيون داعمي السلام ومحبي السلام”.