رايس تشيد بالخطة الامنية
وسعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مجددا الى تطمين حلفائه الاميركيين خلال فرصة لحكومته، وصرحت رايس للصحفيين عقب اللقاء مع رئيس الحكومة " لقد التقيت بالمالكي للتو ودرسنا جوانب خطة امن بغداد ومساهمة الولايات المتحدة لدعم هذه الخطة". واضافت رايس "اود ان اعرب عن تقديري الكبير لقيادة المالكي وفريقه في قيادة العراق وهذا يدل على انهم قادرون على اعطاء العراقيين فرصة جديدة".واكد بيان صادر عن رئاسة الوزراء ان المالكي ابلغ رايس ب "ارتياح المواطنين للنتائج الايجابية التي حققتها الخطة وبان الجميع يشعر انها تستهدف الخارجين عن القانون دون النظر الى خلفياتهم وانتماءاتهم".
كما شدد المالكي وفق البيان "على تفعيل مبادرة المصالحة الوطنية والحوار".
وكان المالكي تعهد لبوش الجمعة في محادثة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بالتصدي لكل المجموعات المسحلة "ايا كان انتماؤها" في اشارة الى انه لن يتم التسامح مع ميليشيا جيش المهدي التي تعتبر الولايات المتحدة انها تشكل اكبر "محفز" للعنف الطائفي
تحقيق الخطة الامنية
ووصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس السبت الى بغداد حيث اكدت انها ستدعو كبار المسؤولين العراقيين الى دفع المصالحة الوطنية مؤكدة انه من دون ذلك لن يتسنى تحقيق الهدف من الخطة الامنية الجديدة وهو انهاء العنف الطائفي في العراق. والتقت رايس بالرئيس جلال طالباني. واكدت في تصريحات للصحفيين الذين يرافقونها انه لا بد من بذل مزيد من الجهود لجذب السنة الى العملية السياسية التي يقودها الشيعة معتبرة ان انخفاض عمليات العنف التي كانت تقوم بها الميليشيات يمكن ان يفتح الطريق لذلك. وتابعت ان "الامر المهم حقيقة هو كيف سيستخدم العراقيون فسحة التنفس (التي يتيحها انخفاض العنف) وهل سيكون هناك فعلا تقدم في المصالحة السياسية". واوضحت رايس انها ستدفع في هذا الاتجاه خلال غداء عمل مع عدة مسؤولين عراقيين من بينهم المالكي وطالباني والنائبان الاول والثاني للرئيس العراقي طارق الهاشمي (سني) وعادل عبد المهدي (شيعي). وقالت "هؤلاء مجموعة من القادة يتعين عليهم تحقيق نتائج ويتعين عليهم ان يدعموا ما يحدث (على الارض) وان يتحدثوا مع ناخبيهم .. ينبغي التحرك بشكل اسرع نحو المصالحة الوطنية".
وجاءت تصريحات رايس بعد تاكيد الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة ان السفير الاميركي الجديد في العراق ريان كروكر "سيحمل رسالة الى الحكومة العراقية مفادها ان صبرنا له حدود واننا نتوقع منها ان تؤدي عملها".
وكان تقرير للاستخبارات الاميركية اكد في الثاني من شباط/فبراير الجاري ان "الخلافات بين القيادات السياسية العراقية يمكن ان تكون حجر العثرة الرئيسي امام خطة بوش الجديدة في العراق". وقال التقرير انه "حتى لو انخفض العنف فان السلوك السياسي القائم على ان الرابح ياخذ كل شئ والعداء الطائفي يجعلان من الصعب دفع القادة العراقيين الى انجاز مصالحة سياسية في المستقبل القريب".
واكدت رايس ان الخطة الامنية الجديدة "فرض القانون" بدات بداية طيبة وابدت "اعجابا بالغا" بالتزام الحكومة العراقية بها ولكنها استبعدت ان تحقق نتائج فورية.
ولليوم الرابع على التوالي تواصل القوات الاميركية والعراقية عملياتها في مناطق واحياء بغداد المختلفة حيث اقامت حواحز وقامت بمداهمات واعتقالات ومصادرة اسحلة من دون مقاومة كبيرة حتى الان.
انخفاض في مستوى العمليات
واعلن الجيش الاميركي اليوم اعتقال 23 مشتبها بهم في مناطق متفرقة. وقال الناطق باسم قائد الخطة الامنية العميد قاسم عطا ان الهجمات انخفضت بنسبة 80% في بغداد منذ بدا تطبيق الخطة.ومع ذلك فالطريق ما زال طويلا امام تحقيق الامن في العراق. واستطاعت رايس ان تلحظ ذلك بنفسها اذ اضطرت الطائرة العسكرية سي17 التي كانت تقلها الى التحليق نصف ساعة فوق العاصمة بسبب نشاطات عسكرية على الارض. والتقت رايس كذلك القائد الجديد للقوات الاميركية في العراق الذي سيطبق استراتيجية بوش الجديدة.
وتقضي هذه الاستراتيجية التي تبنى مجلس النواب الاميركي الجمعة قرارا غير ملزم برفضها بنشر 21500 جندي اميركي اضافي في بغداد والانبار بحلول ايار/مايو المقبل.
وكانت رايس قد صرحت في وقت سابق بان نجاح خطة امن بغداد يتوقف على مدى نجاح الحكومة العراقية في الاستفادة من تراجع العنف الطائفي وتعزيز سيطرتها على الارض.
اتهامات لايران
واكدت رايس مجددا ان الحكومة الايرانية تتحمل مسؤولية تهريب اسلحة ايرانية الصنع الى ميليشيات شيعية عراقية استخدمتها في هجمات ضد القوات الاميركية.
ولكنها دعت طهران الى "لعب دور يساهم في تحقيق الاستقرار (في العراق) بدلا من دور يؤدي الى زعزعة الاستقرار" في هذا البلد. واكدت ان اتصالات جرت بين واشنطن وطهران عبر مسؤولين عراقيين و"قنوات اخرى" من اجل تحقيق الاستقرار في العراق وقالت "لدينا قنوات نستخدمها من وقت لاخر وفي هذا الموضوع تحديدا ابلغنا الحكومة الايرانية بقلقنا بشان هذه الانشطة" من دون ايضاحات اخرى
اللاجئين
كما اشارت رايس الى بلادها تدرس سبل مساعدة الدول المجاورة للعراق للتعامل مع الاعداد الكبيرة من اللاجئين العراقيين فيها وقالت " ان الولايات المتحدة تنسق مع وكالة اللاجئين التابع للامم المتحدة بهذا الشأن وقد اكدت لرئيس الوزراء اهمية ضمان حصول اللاجئين العراقيين في هذه الدول على الحماية والمساعدة والمأوى واعتقد ان عراقا امنا مستقرا سيكون مقصدهم في النهاية.
وكانت رايس قد وصلت في زيارة لم يعلن عنها من قبل الى العراق صباح السبت. وذكر مسؤول بالسفارة الامريكية أن رايس ستجتمع مع عدد من المسؤولين العراقيين خلال زيارتها. كما ستطلع من المسؤولين العسكريين الامريكيين على مجريات الخطة الامنية الخاصة ببغداد.