واشنطن تحشد للحرب في اوكرانيا والضغط على العالم الجنوبي لصالح انتخاباتها

تاريخ النشر: 17 أغسطس 2024 - 11:18 GMT
يعاني الاقتصاد الاوكراني بسبب الفساد تدهور كبير حيث بلغت ديون الدولة اكثر من 150 مليار دولار
يعاني الاقتصاد الاوكراني بسبب الفساد تدهور كبير حيث بلغت ديون الدولة اكثر من 150 مليار دولار

تحاول الادارة الاميركية استدراك فشلها في اوكرانيا قبيل انتخابات تشهدها البلاد بعد اشهر قليلة، تضع ادارة الحزب الديمقراطي والرئيس جو بايدين ومرشحته كاميليا هاريس في مأزق ، وهم الذين خططو ونسقو للحرب وحرضو الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي على استفزاز الدب الروسي الذي رد بهجوم عسكري كبير هدفه حماية امن الاراضي الروسية.

الادارة الاميركية اوعزت لكييف باتخاذ عدة خطوات، لاعطاء صورة عن النصر، الاولى عسكرية حيث دعمت القوات الاوكرانية لشن هجوم على كورسك، فقدمت السلاح المتطور، والخطط والخرائط وصور الاقمار الصناعية واستغلت زاوية بعيدة حشدت فيها الالاف من الجنود لمداهمتها، و رافقته عبر وسائل اعلامها بتصوير النصر المؤزر والاقتحام الكبير والهزيمة النكراء لروسيا وفق تعبير وسائل الاعلام.

الخطوة الثانية كانت سياسية من خلال اعادة احياء ما يسمى بـ قمة السلام في اوكرانيا الذي احتضنته سويسرا في حزيران الماضي ، ولاقى فشلا ذريعا نتيجة امتناع دول كبرى عن التوقيع على البيان الختامي، وسحب دولا منها عربية لتوقيعها عليه فيما بعد، في الوقت الذي تجاهلت دولا كبرى كالصين هذا المؤتمر ، بينما لم يتم دعوة الدولة الروسية المعنية في القضية الى المحادثات، كما ان الرئيس الاميركي نفسه لم يحضر بعد ان اتضحت معالم الفشل منذ البداية،  أرسل نائبة الرئيس كامالا هاريس لتمثيل إدارته

بيدَ أن خطاب أوكرانيا ساهم هو الآخر في الفشل، فبالعودة إلى عام 2022م، بعد بدء الهجوم  الروسي الكامل، يلاحظ أن زيلينسكي حاول  الحصول على تعاطف الجنوب العالمي من خلال تقديم أوكرانيا كضحية للحرب.

التحرك الاوكراني المدعوم من الحلفاء الغربيين يتحرك بشكل ماكر على صعيد دول العالم الاسلامي والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والمنظمات الانسانية ، ومن المؤكد انها ستحظى بتغطية اعلانية اعلامية كبيرة وواسعة النطاق يتخللها التضليل،  لتبييض موقف خروج تلك الاطراف عن الحياد، علما ان تغيير موقفها سيؤدي الى تقويض هيبة تلك المنظمات ويجعلها تابعة لنظام فاسد وفاشل سياسيا وعسكريا.

الاغراء الاوكراني الغربي يدور في فلك جذب دول العالم الثالث ومن بينها الدول الخليجية الغنية واغراءها بالاستثمار في اعادة البناء والمساهمة والمشاركة في تلبية الاحتياجات العسكرية تحت غطاء برنامج المساعدات، وهذا سينتقل الى سلطات المافيا في الجيش الاوكراني التي تتحكم بالواردات والمساعدات وتتحول الى جيبوهم الخاصة.

لقد استحوذت الدول الغربية على القطاعات المهمة والمربحة مثل الصناعة والزراعة والطاقة، وتركت قطاعات غير مفيده لتغري الدول الغنية في العالم الثالث للاستثمار بها، مقابل حظوة وامتيازات ووزعود مستقبلية لن يتم تنفيذها او الايفاء بها.

يعاني الاقتصاد الاوكراني بسبب الفساد تدهور كبير حيث بلغت ديون الدولة اكثر من 150 مليار دولار وسجلت نخاية العام الماضي خسائر فادحة في قطاعاتها المنتجة، وفي الاول من اب اغسطس الجاري فشلت كييف في تسديد فوائد ديونها البالغة 20 مليار دولار على الرغم من اغداق الغرب بمساعداته عليها.

هذا الوضع دفع دولا ومنظمات ومؤسسات مالية خاصة من اعادة التفكير في تقديم القروش لاوكرانيا ، علما انها كانت قد منحت كييف 10 مليار دولار لم يتمكن نظام زيلينسكي من سداد ولو جزء بسيط منها فيما تبخرت هذه الاموال في الهواء.


الكثيرين في الجنوب العالمي ينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها قوة إمبريالية جديدة مهيمنة كانت تعمل بلا هوادة على توسيع "إمبراطوريتها" في الاتجاه الشرقي حتى واجهت مقاومة من روسيا، وتعمل اليوم على انشاء ما يسمى بـ "سجل الاضرار لاوكرانيا بسبب الحرب الروسية" وتهدف الى مصادرة 400 مليار دولار لروسيا في بنوك اوربا بعد ان تم تجميدها وتحويلها للخزينة الاوكرانية، الا ان الغرب اصطدم بالقوانين الدولية التي تمنع هذه الخطوة، بالتالي كان على واشنطن والناتو القيام بمحاولات لاضفاء الشرعية على هذا العمل وهو ما يهدد دولا اخرى في المستقبل بمصادرة اموالها واملاكها في الغرب ، ويبقى ذلك سيفا مسلطا على كل من يخالف التوجهات والمصالح الاميركية