أعلنت حركة انصار الله الحوثية الجمعة، رفضها مقترح المبعوث الأميركي إلى اليمن، ووصفت المقترح بأنه "مؤامرة" لوضع البلاد في مرحلة أخطر مما هي عليه الآن.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص باليمن تيم ليندركينج في وقت سابق الجمعة إن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في اليمن مطروحة الآن على قيادة حركة الحوثيين "لعدد من الأيام" لكن الحركة تعطي الأولوية فيما يبدو للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب.
وقال المتحدث باسم الحركة محمد عبد السلام أن "ما أسماه المبعوث الأمريكي بالمقترح لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام.. في المقترح لا وقف للحصار ولا وقف لإطلاق النار بل التفافات شكلية تؤدي لعودة الحصار بشكل دبلوماسي".
وأضاف: "من الشروط المطروحة في المبادرة تحديد وجهات مطار صنعاء وإصدار التراخيص عبر تحالف العدوان، وأن تكون الجوازات غير صادرة من صنعاء.. لو كانوا جادين لوقف العدوان والحصار لأعلنوا وقف الحرب والحصار بشكل جاد، عندها سنرحب بهذه الخطوة".
موقع أنصار الله ..
— موقع أنصار الله (@ansarollah2) March 12, 2021
رئيس الوفد الوطني " ما قدمه المبعوث الأمريكي مؤامرة لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو عليه "https://t.co/vFzk3B6kGB pic.twitter.com/lQhJAQmshA
وتابع: "أن يأتي مبعوث أمريكي يقدم خطة أقل مما قدمها المبعوث الأممي فهذا غير مقبول.. ما لم يحصلوا عليه بالحرب والدمار لن يحصلوا عليه بالحوار.. فالعدوان والحصار لم يتوقفا ليوم واحد منذ 6 أعوام، فما هو المفهوم الأمريكي لإطلاق النار والحصار؟".
وأوضح المتحدث باسم الحوثيين، أن "الأمريكيين بتقديمهم الشروط السعودية كمقترح لوقف الحرب أثبتوا مجددا أنهم يقفون خلف العدوان والحصار بشكل صريح.. لا يوجد أي تغيير حقيقي نحو إنهاء الحرب ورفع الحصار، وهذه الأمور بيد الطرف الآخر".
وشدد عبد السلام على أنه "يريدون أن نستجيب بالحوار لما لم يحققوه بالحرب والحصار، وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع.. ما قاله المبعوث الأمريكي حول وصول المساعدات الإنسانية لليمن وعدم وصولها إلى مستحقيها سقطة كبيرة جدا، فالسفن النفطية يشتريها تجار يمنيون بأموالهم وتحصل على تصريح أممي ويأتي تحالف العدوان ليمنعها من الوصول تعسفيا".
وأشار إلى قبول الجماعة بكل الشروط التي اقترحتها الأطراف الأخرى لضمان وصول المساعدات الإنسانية، منوها إلى أنه "عندما لم يجدوا أي حجة للاستمرار في الحصار قالوا إنها لا تصل إلى مستحقيها".
وختم المتحدث باسم الحوثيين بالقول: "نحن من يطلب توحيد الإيرادات في اليمن وصرف المرتبات، وهم يرفضون هذا الأمر، بل يريدون وضع الإيرادات تحت تصرف حساب خاص ومقفل يتحكمون به هم".
- خطة متماسكة لهدنة شاملة باليمن -
وكان المبعوث الأمريكي ابلغ مجلس الأطلسي بعد زيارة للمنطقة لإحياء الجهود لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران "سأعود على الفور عندما يكون الحوثيون على استعداد للحوار" بشأن مقترح الهدنة.
وقال "الولايات المتحدة والأمم المتحدة، نحث الحوثيين على الرد... إذا لم نتمكن من إحراز تقدم الآن، فسوف تدخل البلاد في صراع وعدم استقرار أكبر".

وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في اليمن عام 2015 بعدما أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بحكومة البلاد من العاصمة صنعاء. ويقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
وقال ليندركينج "لدينا الآن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بعناصر من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المزري في اليمن مباشرة... هذه الخطة معروضة على قيادة الحوثيين لعدد من الأيام".
الحوثيون يهاجمون في الآونة الأخيرة منطقة مأرب الغنية بالغاز بهدف انتزاع السيطرة على آخر معقل للحكومة في شمال اليمن. وحذرت الأمم المتحدة من أن ملايين المدنيين في خطر.
وقال ليندركينج "بشكل مأساوي ومربك إلى حد ما بالنسبة لي، يبدو أن الحوثيين يعطون الأولوية لحملة عسكرية للسيطرة على مأرب... بدلا من وقف الحرب ونقل المساعدات إلى الشعب اليمني".
وأعلن أن الولايات المتحدة ستستأنف تمويل المساعدات الإنسانية لشمال اليمن وقال إن واشنطن ستعمل مع حكومتي اليمن والسعودية لإيجاد طريقة لإيصال الوقود إلى اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويحتاج نحو 80 بالمئة من اليمنيين إلى المساعدة إذ يعاني 400 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات الأمم المتحدة. وتعتمد البلاد في معظم غذائها على الواردات التي عطلتها بشدة الأطراف المتحاربة على مر السنين.
وتفاقمت معاناة الناس بسبب الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة وجائحة كوفيد-19.