منذ سقوط نظام الرئيس الليبي معمر القذافي، ومن ثم اعطاء الاوامر لاعدامه ميدانيا، في اكتوبر 2011، يصل الفرقاء الليبيين الى بوابة المصالحة قبل ان يعودو ادراجهم الى الانقسام والاقتتال والصراع ضاربين عرض الحائط بالالتزامات التي كانو يقطعوها على انفسهم امام المجتمع الدولي.
دعم اميركي للفوضى
منذ عقد كامل من الازمة الليبية، تسببت بسقوط الاف الضحايا وتشريد وتهجير عشرات الالاف من الليبيين، كانت الولايات المتحدة تدعم طرفا ضد آخر، ثم تعود لاستبدال موقفها لدعم الطرف الضعيف ضد القوي الا ان يشتد عوده وساعده، ليصمد امام من كانت تدعمهم في البداية، لتعيد السيناريو السوري حيث كانت هذه السياسة سببا في اطالة امد الحرب، وتدمير البلاد وتمترس كل طرف على موقفه رفضا للسلام او التنازل بصفته الطرف القوي الذي يقترب من النصر والذي يعتبر نفسه مدعوم اميركيا.
هذه السياسة زادت من حدة الفوضى والاقتتال، ودفعت الاطراف المتناحرة لرفع سقف مطالبها والبحث عن امتيازات على حساب الاطراف الاخرى التي ترى في نفسها انها محل رضا وقبول اميركي.
الهدف الاميركي في باطن الارض
في الوقت الذي تعلن في واشنطن تأييدها للجهود الدولية لحل الأزمة الليبية، أفادت تقارير أعقبت هجوم قوات الجنرال خليفة حفتر على طرابلس بأنه قد تلقى ضوءا أخضر لبدء الهجوم في اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأمريكي حينذاك جون بولتون.
بهذا الدعم الاميركي، رفض حفتر مقررات المؤتمرات الدولية التي احتضنتها عواصم ومدن اوربية ويبدو انه اخذ وعدا اميركيا بتلبية اطماعه وطموحه، بتنصيبه رئيسا للبلاد مقابل فتح ابواب الخزائن الليبية للبيت الابيض.
تعمل واشنطن على زرع الفوضى التي تفرخ التبعية الليبية لها، ومن خلال ذلك تسيطر على الثروات الهائلة في هذا البلد وتعوض خسائرها من دول الخليج التي اصبحت تعاند ادارة جو بايدن في زيادة تصديرالنفط وهو ما يصب في الصالح الاميركي فقط.
تستغني اميركا بشكل كبير وليس كامل عن الثروات العربية في آسيا ، وربما تحاربها بالنفط العربي ، كما تحاول عرقلة تمدد الصين في القارة الافريقية.
ثروات ليبية هائلة محط اطماع اميركية
تتمتع ليبيا بموقع جغرافي خطير، يمتد على مساحة 1,760,000 كم² ، يسكنه نحو 7 مليون انسان، تتصدر البحر الابيض المتوسط بطول ساحلي 1800 كم لتمتد في صحرءها الى قلب افريقيا، فهي رابع أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة بعد الجزائر والكونغو الديمقراطية والسودان.
تحتوي ليبيا على الثروات التالية
- الثروات المعدنية منها اليورانيوم والذهب والحديد والمغناطيس والألمنيوم والغرانيت والسيليكون، كما تغطي رواسب طينية معظم مناطق البلاد تستثمر في صناعة الأسمنت والخزف والقيشاني والفخاريات والحراريات.
- احتياطي ضخم، من الخامات الفلزية وأهمها الحديد الذي يعد من أكبر الاحتياطات في المنطقة، ويقدر بنحو 3.5 مليارات طن على الاقل
- 420 مليون طن من الخامات المغناطيسية
- 55 في المئة من الحديد إضافة إلى الذهب
- تأكد وجود اليورانيوم في منطقة العوينات وحوض مرزق.
- ليبيا تحتل المرتبة الخامسة عربياً في مجال النفط باحتياطي يبلغ نحو 77.36 مليار برميل، بينما يبلغ احتياطيها من الغاز نحو 177 تريليون قدم مكعبة سترتفع الى ثلاثة اضعاف بإضافة 122 تريليون قدم مكعبة من الاحتياطي القابل للاستخراج من الصخور.
- بعض أجزاء البلاد تتمتع بأعلى كميات من الإشعاع الشمسي في العالم، إلى جانب ما يمكن استثماره في مجال توليد الكهرباء بالطاقات الريحية، أو بالطاقة المائية.
- التقديرات تشير إلى أن عملية إعادة إعمارها لن تقل عن 200 مليار دولار، بينما تقدر الثروة المالية الليبية الموجودة في مصارف ودول أجنبية بنحو 100 إلى 160 مليار دولار، موزعة على الولايات المتحدة (نحو 37 مليار دولار) وألمانيا (نحو 7 مليارات يورو)، وبريطانيا (نحو 20 مليار دولار)، وهولندا (3 مليارات يورو)
بدأ الصراع الإقليمي على ليبيا في عام 2011 مع اندلاع الحراك الشعبي ضد نظام العقيد معمر القذافي بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة بنغازي شرقي ليبيا في فبراير/شباط وامتدت إلى مدن أخرى، وقمعها النظام بشدة، ما قاد إلى تدخل تحالف دولي بقيادة واشنطن ولندن وباريس وحلف الناتو بعد الحصول على تفويض من الأمم المتحدة، عبر حملة قصف جوي مكثفة استهدفت مواقع قوات نظام القذافي.