اكد البيت الابيض الثلاثاء، انه لم ير أي دليل حتى الان على انسحاب الجيش السوري من المدن في حين استنكرت باريس تاكيدات دمشق انها ملتزمة بالهدنة واعتبرتها كذبا صارخا.
وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة ستعمل مع شركاء دوليين بشأن "الخطوات المقبلة" ضد دمشق اذا لم تنفذ التزاماتها بموجب خطة وقف اطلاق النار التي توسطت بها الامم المتحدة.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الامريكية في طريقها الى فلوريدا "شاهدنا أدلة كثيرة على مزيد من الوحشية والقمع ضد المدنيين الابرياء."
وأضاف أن الحكومة الامريكية تنتظر تقييم المبعوث الدولي كوفي عنان لافعال القوات الحكومية السورية.
ومن جهتها، استنكرت فرنسا تأكيدات سوريا بأن قواتها تلتزم باتفاق وقف اطلاق النار ووصفت ذلك بانه "كذب صارخ" وحثت الحكومات الاخرى يوم الثلاثاء على الوقوف في وجه حكومة الرئيس بشار الاسد.
وفي لغة تكاد تخلو من الدبلوماسية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "تصريحات وزير الخارجية السوري هذا الصباح التي أكد فيها ان النظام في دمشق بدأ تطبيق خطة (المبعوث الدولي كوفي) عنان تعبير جديد عن هذا الكذب الصارخ وغير المقبول."
وأضاف المتحدث برنار فاليرو للصحفيين في باريس "انها تدل على شعور بالافلات من العقاب يتعين على المجتمع الدولي التحرك ضده."
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو قال ان القوات السورية بدأت بالفعل الانسحاب من المدن وفقا لخطة السلام التي توسط فيها عنان.
لكن فاليرو قال انه لم يتم تنفيذ "أي من عناصر" الخطة مستشهدا بمصادر سورية وصور التقطتها الاقمار الصناعية.
وقال "هذا ما يقوله ممثلو النظام .. وهذا هو الواقع."
وأضاف "مئة شخص يموتون يوميا في المتوسط وهذا الامر متواصل. اليوم ما زالت قوات الامن السورية تطلق النار على مناطق سكنية وتستخدم الاسلحة الثقيلة والعربات المدرعة وطائرات الهليكوبتر. هذا هو الواقع."
واشار فاليرو ايضا الى الاعيرة النارية التي اطلقت على لاجئين سوريين في تركيا وقال ان دمشق ليست فقط "تذبح شعبها بل تنتهك أيضا سيادة جيرانها".
وقال ان فرنسا ستستضيف اجتماعا الاسبوع القادم لحكومات تسعى لتشديد العقوبات على دمشق.
وتصدرت فرنسا التي يسعى رئيسها نيكولا ساركوزي للفوز بفترة رئاسة ثانية هذا الشهر النداءات التي طالبت الاسد بالتنحي وايدت قضية المعارضين على مدى العام الماضي.
الى ذلك، قالت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض ان القوات السورية لا تلتزم باتفاق وقف العنف وانه ينبغي للقوى العالمية اتخاذ موقف قوي يشمل فرض حظر للاسلحة اذا فشلت خطة الامم المتحدة لوقف اطلاق النار.
وقالت انه لا يوجد دليل حتى الان على أن القوات الحكومية تنفذ الاتفاق الذي ينص على الانسحاب من المناطق السكنية يوم الثلاثاء اذ أن عمليات الاعتقالات وهدم المنازل والقصف مستمرة.
وقالت للصحفيين في جنيف "مزيد من الوقت يعني مزيد من الدماء. من الضروري انهاء قمع النظام والنظام نفسه."
وقالت بسمة قضماني انه اذا انقضت مهلة الخميس ينبغي أن يبلغ عنان مجلس الامن بأنه ينبغي "اعادة النظر" في خطته للسلام.
وأضافت انه ينبغي للقوى العالمية دراسة قرار "له أنياب" بموجب الفصل السابع بميثاق الامم المتحدة يشمل حظرا للاسلحة و"يحدد اطارا زمنيا لمزيد من الخطوات".
لكنها أقرت بأن هذا سوف يتطلب "تغيرا كبيرا" في موقفي الصين وروسيا اللتين عرقلتا محاولات سابقة بمجلس الامن لفرض عقوبات على سوريا.
وردا على سؤال بشأن التدخل العسكري قالت المتحدثة باسم المجلس الوطني المعارض "المسار المفضل هو الذهاب الى مجلس الامن الدولي لاقناع أعضائه بالتصويت معا على قرار."
واضافت "ينبغي عدم تجاهل أي خيار" في المستقبل.