حذرت واشنطن ولندن الرئيس السوري بشار الاسد من التلكؤ وانتحال الاعذار او التأخير في تنفيذ خطة السلام التي اقترحتها الجامعة العربية والامم المتحدة، فيما قالت انقرة ان المجتمع الدولي لن يسمح له بأن "يسيء استغلال فرصة أخرى".
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بعد اجتماع في اسطنبول حضره مسؤولون من دول عربية وغربية وأعضاء من المعارضة السورية ان الولايات المتحدة سترحب بقرار من جانب ايران باعتبار الاسلحة النووية غير اسلامية ما دامت طهران تحترم هذا المبدأ.
وردا على سؤال بشأن قرار جماعة الاخوان المسلمين في مصر تقديم مرشح للرئاسة قالت كلينتون ان الولايات المتحدة ستتابع الانتخابات المصرية عن كثب لكنها حثت الاطراف السياسية هناك على عدم التمييز ضد المرأة والاقليات أو الخصوم السياسيين.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الاحد ان المجتمع الدولي لن يسمح للرئيس بأن "يسيء استغلال فرصة أخرى" قائلا ان المساعي الحالية لانهاء الصراع هناك تمثل الفرصة الاخيرة بالنسبة له.
وقال متحدثا بعد اجتماع "أصدقاء سوريا" خلال مؤتمر صحفي ان المجتمع الدولي كان متباطئا بشدة في مواجهة صراع البوسنة في التسعينات ويجب أن يتصرف الان بشكل حاسم ودون تأخير.
وقالت بريطانيا ان تلكؤ الاسد في تنفيذ خطة السلام سيؤدي الى مزيد من الضغط عليه في مجلس الامن وربما زيادة تمويل الحكومات الاجنبية للمعارضة السورية.
ووجه وزير الخارجية البريطاني وليام هيج تحذيرا للاسد في تعليقات للصحفيين قبيل الانضمام الى مؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي تشارك فيه 75 دولة اغلبها غربية وعربية في اسطنبول.
وقبل الاسد خطة السلام التي اقترحها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لكن قواته واصلت قصفها بنيران المدفعية وقذائف المورتر لحي مؤيد للمعارضة في مدينة حمص يوم السبت.
وأضاف هيج "قال نظام الاسد انه قبل خطة عنان لكنه لم يفعل شيئا حيالها. القتال مستمر.
"زيادة الدعم المالي للمعارضة سيكون احد عواقب لعب نظام الاسد بالوقت في تنفيذ مقترحات عنان."
واضاف "احدى رسائل هذا المؤتمر انه سيكون من المهم تنفيذ خطة عنان وان الفترة الزمنية لتحقيق ذلك ليست مفتوحة.. ينبعي (لمؤتمر) 'اصدقاء سوريا' العودة الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة او زيادة التمويل للمعارضة السورية.
"ينبغي لنظام الاسد ان يعمل ولا يكتفي بمجرد القول. هذا لا يعني اننا اليوم سنضع موعدا نهائيا لكن ذلك يعتمد على ما يفعلونه على الارض."
واعلنت بريطانيا مضاعفة مساعداتها غير العسكرية للمعارضة السورية في الأيام الاخيرة وهو اسلوب تتبناه بالفعل الولايات المتحدة وتقول تركيا انها ستتبعه.
وتقول بعض دول الخليج العربية انه يجب زيادة الدعم للجيش السوري الحر المعارض لكي يحمي المدنيين المحاصرين في حملة الاسد على الانتفاضة التي مضى عليها عام.
وقال هيج ان المشاركين في اجتماع اسطنبول يناقشون شكل التمويل الذي يجب ان تحصل عليه المعارضة مضيفا انه لم يتقرر بعد ما اذا كان "تمويلا ائتمانيا" مثلما اقترحت بعض الحكومات.
واشار الوزير البريطاني الى جهود المجلس الوطني السوري ليصبح حركة اكثر انفتاحا وأشمل قائلا ان "اداءه تحسن في الايام الاخيرة."