وثائق إبستين تكشف مفاجأة بشأن ترامب وتفتح باب التأويل

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2025 - 06:35 GMT
_

سلّط تقرير لصحيفة واشنطن بوست الضوء على الوثائق التي أفرجت عنها وزارة العدل الأميركية بشأن المجرم الجنسي جيفري إبستين، كاشفاً مضمونها وما تضمنته من أسماء وشخصيات عامة وردت ضمن الملفات التي تجاوز عدد صفحاتها 100 ألف صفحة.

وأفادت الصحيفة بأن الدفعة الأولى من الوثائق التي نُشرت أظهرت وجود إشارات محدودة جداً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلافاً لتوقعات سادت قبل الإفراج عنها، خاصة أن الكونغرس كان قد ألزم الحكومة بنشر هذه الملفات بحلول يوم الجمعة الماضي.

وأوضحت وزارة العدل الأميركية أنها ستواصل نشر الوثائق خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من قبل باحثين ونواب طالبوا بالإسراع في عملية النشر، والحد من عمليات طمس الصور ومقاطع الفيديو وسجلات المحاكم وغيرها من المواد.

وذكرت واشنطن بوست أن الحكومة واصلت خلال الليل نشر دفعات جديدة من الملفات، شملت شهادات أمام هيئة محلفين كبرى، إضافة إلى مقابلة مع أليكس أكوستا، المدعي العام الأميركي السابق في ميامي، الذي أشرف على اتفاق الالتماس المثير للجدل الذي حصل عليه إبستين عام 2008.

وقال نائب المدعي العام الأميركي تود بلانش إن الوزارة تعمل بكل جهد لإتاحة الوثائق مع ضمان حماية هويات الضحايا. وأكد في تصريح لقناة فوكس نيوز أن كل وثيقة تخضع لمراجعة دقيقة لضمان عدم الكشف عن أسماء أو تفاصيل شخصية تخص الضحايا.

وخلصت الصحيفة إلى أربع ملاحظات رئيسية مما كُشف عنه حتى الآن، أبرزها أن اسم ترامب لا يظهر بكثرة في السجلات المنشورة. فقد ورد ذكره في سياق مقابلات مع ضحايا، عندما تطرق المحققون إلى طبيعة علاقته السابقة بإبستين، من دون أن تتهمه أي ضحية بارتكاب مخالفات. كما أن كثيراً من المواد المنشورة سبق الكشف عنها في السنوات الماضية، من بينها إفادة عام 2010 رفض فيها إبستين الإجابة على أسئلة تتعلق بعلاقته بترامب.

وتضمنت الوثائق صوراً ومواد أخرى تشير إلى ترامب، من بينها صورة لشيك موقّع باسمه، ونسخة من كتابه فن العودة ظهرت على رف مكتبة إبستين، إضافة إلى سجل طيران يُظهر سفر ترامب مع إبستين وابنه إريك.

كما ظهر اسم الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في عدة صور، من بينها صورة له أثناء السباحة مع غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين، وامرأة أخرى. وردّ المتحدث باسم كلينتون بأن نشر هذه الصور يهدف إلى حماية ترامب، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بكلينتون.

وأشار التقرير إلى أن الوثائق تعكس أيضاً شبكة العلاقات الواسعة التي كان يتمتع بها إبستين مع مشاهير من عالم السياسة والأعمال وهوليوود، من دون أن تتضمن اتهامات مباشرة لهم. ومن بين الأسماء التي ظهرت في الصور مايكل جاكسون، إضافة إلى شخصيات أخرى سبق تداول علاقتها بإبستين إعلامياً.

وفي المقابل، أوضحت الصحيفة أن عدداً كبيراً من الوثائق جاء مطموساً أو لا يحمل معلومات جديدة، إذ جرى حجب أجزاء واسعة منها لحماية خصوصية الضحايا، ومنع نشر مواد تتعلق بإساءة معاملة القاصرين، أو وثائق قد تؤثر على تحقيقات فيدرالية قائمة.

وتعرضت عمليات الطمس لانتقادات حادة من مشرعين، بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر، الذي اعتبر أن ما نُشر لا يمثل سوى جزء ضئيل من الصورة الكاملة. كما طالب نائبان من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكشف الكامل عن السجلات، متهمين وزارة العدل بعدم الالتزام بما يفرضه القانون.

وأكد بلانش أن الوزارة تعتزم نشر مئات الآلاف من الوثائق الإضافية خلال الأسبوعين المقبلين، من دون تحديد جدول زمني دقيق. وفي المقابل، عبّر عدد من النواب عن خيبة أملهم مما كُشف عنه حتى الآن، متوقعين نشر وثائق أكثر حساسية، بينها مسودات لوائح اتهام ومقابلات إضافية مع شهود.

يُذكر أن إبستين أقر بالذنب عام 2008 في فلوريدا في قضايا تتعلق باستغلال قاصرين، قبل أن يُعتقل مجدداً عام 2019 بتهم الاتجار بالجنس. وتوفي لاحقاً داخل أحد السجون الفيدرالية الأميركية، في قضية أثارت جدلاً واسعاً ونظريات متضاربة، نظراً لعلاقاته الواسعة مع شخصيات نافذة.