من المتوقع ان تتوجه وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت الى الشرق الاوسط الاثنين لتقييم احتمالات تحقيق تقدم في محادثات السلام المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكن الاقتتال الداخلي بين الفصائل الفلسطينية سيجعل مهمته.
وتاتي زيارة وزير الخارجية البريطانية في ظل اجواء مشحونة بالتوتر الحذر يشهدها قطاع غرة
غزةوقال سكان ان المسلحين بدأوا الانسحاب من شوارع غزة وأطلق سراح بعض الرهائن وأعادت الكثير من المتاجر فتح أبوابها يوم الاحد في الوقت الذي صمد فيه على ما يبدو وقف هش لاطلاق النار في الاقتتال الفصائلي بين حركتي فتح والمقاومة الاسلامية (حماس).
واتخذت قوات من الشرطة المحلية مواقع عند مفارق الطرق الرئيسية بعد صباح مشوب بالتوتر شهد انفجار قذائف مورتر بالقرب من مكاتب الرئيس محمود عباس.
وليس من الواضح الى ان مدى يمكن ان يصمد احدث وقف لاطلاق النار والذي تم التوصل الى اليه امس السبت. وانهارت اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار بعد ايام او ساعات.
وأطلق مسلحون من حركة حماس الحاكمة سراح بعض رهائنهم من حركة فتح. لكن ما زال هناك كثيرون رهن الاحتجاز.
وفي دمشق دعا خالد مشعل الفصيلين الى وقف القتال من أجل مصلحة كل الفلسطينيين.
وقال مشعل "ادعو بكل تركيز وبكل قوة كل اخواننا في الساحة الفلسطينية وفي الطليعة كوادر واعضاء وقيادات ومجاهدي حركتي حماس وفتح ومن حولنا كل القوى وكل الجماهير ادعو الجميع ان يتحمل مسؤولياته في حقن الدماء وادعو الجميع الى ضبط النفس."
وأضاف "نريد تهدئة بيننا دائمة وليست مؤقتة نريد ان نحقن الدم الحوار هو وحده سبيلنا لمعالجة خلافاتنا السياسية الحوار وحده هو سبيلنا لتعزيز الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية."
والتقى مسؤولون من فتح وحماس في غزة في محاولة لدعم جهود وقف اطلاق النار وقالوا ان المؤشرات مشجعة.
وقال احمد حلس وهو عضو بارز في فتح في قطاع غزة ان اطلاق سراح الرهائن سيستكمل يوم الاحد وانه يتم وضع الية لازالة نقاط التفتيش من الشوارع.
وتحتجز حماس تسعة من فتح بينما تحتجز فتح 28 رجلا.
وقال ايمن طه من حماس ان الطرفين حددا منتصف الليل بالتوقيت المحلي باعتباره اخر مهلة لابعاد الرجال من على اسطح المنازل من اجل تخفيف محنة المواطنين وعودة الامور الى طبيعتها.
وأعلن سكان القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني عن ترحيبهم الحذر بالهدوء النسبي بعد اربعة ايام من الاقتتال العنيف الذي راح ضحيته 27 فلسطينيا.
وقال فادي عدوان وهو يعيد فتح متجر العطور الذي يملكه في مدينة غزة "نأمل ان تعود الامور الى طبيعتها."
وقال مسؤول بأحد المستشفيات ان اثنين من أفراد الحرس الرئاسي لعباس وهي قوة تحصل على معدات غير فتاكة وتدريب بتمويل أمريكي لفظا أنفاسهما الاخيرة يوم الاحد متأثرين بجروح أصيبا بها في اقتتال جرى في مطلع الاسبوع.
وقتل أكثر من 80 فلسطينيا في الاقتتال منذ ديسمبر كانون الاول بعد انهيار محادثات تشكيل حكومة وحدة بين حركة حماس الحاكمة وحركة فتح التي يتزعمها عباس ودعوة الرئيس الفلسطيني الى اجراء انتخابات جديدة.
ويأمل الفلسطينيون ان تسهم حكومة الوحدة في تخفيف المقاطعة الاقتصادية التي يفرضها الغرب على الحكومة الفلسطينية.
وبناء على دعوة من المملكة العربية السعودية يعقد عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس اجتماعات في مدينة مكة يوم الثلاثاء لمحاولة حل خلافاتهما. وانتهت محادثات سابقة بدون التوصل لاتفاق.
وقال محمد المدهون مدير مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ان هنية من المتوقع ان يحضر ايضا المحادثات.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان عقد اجتماع قمة هذا الشهر بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وعباس مرتبط بنتيجة محادثات مكة.
ولا تريد اسرائيل والولايات المتحدة ان يوافق عباس على تشكيل حكومة وحدة لا تعترف باسرائيل او تنبذ العنف او تلتزم باتفاقات السلام السابقة وهي الشروط التي تطالب بها مجموعة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط.
وفي تعليقه على العنف بين الفصيلين المتنافسين قال اولمرت "هذا شأن داخلي لا نسعد به."
ويقول مسؤولون اسرائيليون ان مصر والاردن يزودان قوات عباس بالاسلحة والذخيرة بموافقة اسرائيل.