تسارع السلطة الفلسطينية إلى اعلان كافة أشكال التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كنوع من الرد على الاستهداف المتكرر للفلسطينيين، وما هو ما أعلنته أخيراً بعد استهداف مخيم جنين في عملية عسكرية بالضفة الغربية المحلتة واستشهاد 9 فلسطينيين.
فمن أين جاء هذا المصطلح وكيف كرس حياة الفلسطينيين، في مجال التنسيق بالمعلومات الأمنية وتحكم في دخول وخروج الفلسطينيين؟
بدأ الحديث عن التنسيق الأمني بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وهو مصطلح يعني التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمخابرات الإسرائيلية عبر منع ما يسمى "الإرهاب" و"أعمال العنف"، ولكن ما يراه الفلسطينيون مقاومة للاحتلال.
التنسيق الأمني لم يتوقف على اتفاق أوسلو فحسب بل جرى التركيز على وضع مهام أساسية مكتوبة للجنة المشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في اتفاق طابا عام 1995، وألزم السلطة الفلسطينية بمحاربة نشطاء الفصائل في الضفة الغربية، وألقى بالمسؤولية على السلطة الفلسطينية باتخاذ الاجراءات المناسبة ضد من أسماهم بـ''الإرهابيين'' عبر التعان الأمني والاستخباراتي مع الاحتلال الإسرائيلي.
تكرر اعلان وقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي، عدة مرات، كان أبرزها ردًّا على رفض إسرائيل الوفاء بالتزاماتها في اتفاقات أوسلو، وردًّا على قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها؛ إلى جانب تواتر استطلاعات الرأي العام التي تعكس رفض الجمهور الفلسطيني لمواصلة هذا التعاون.
التنسيق الأمني لم يتوقف على تعزيز بيئة التعاون، بل عملت الولايات المتحدة المشاركة في تشكيل مجلس لتنسيق التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية بقيادة الجنرال كيث دايتون، الذي تولى مهمة الإشراف على إعداد وتدريب أجهزة السلطة الأمنية بهدف تحسين قدراتها.
وفي أحداث اقتحام مخيم جنين، انتقدت واشنطن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ووصفت قرار السلطة الفلسطينية بـ "الخطوة غير الصحيحة في الوقت الراهن".
لا يتوقف التنسيق الأمني على ملف المتابعة والتنسيق بين الطرفين في ملف الأمن، فالحاجة لدى الفلسطينيين إلى موافقة أمنية يتطلب تنسيقاً أمنياً، للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وهو مرتبط بالعلاقة والتواصل بين السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية، حتى يتمكن الفلسطينون من الحصول على تصاريح تخولهم من الدخول والخروج حتى خارج الأراضي الفلسطينية.
ويعمل آلاف العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمنحهم إسرائيل تصاريح رسمية للعمل في مستوطناتها وداخل الخط الأخضر، فيما يعمل فلسطينيون دون تصاريح رسمية من الجانب الاسرائيلي، ويعبرون بشكل يومي عبر منافذ في الجدار العازل.
احمد شاهين