ولي العهد السعودي: لن نسمح لأحد بالوقوف في وجه الاصلاح

تاريخ النشر: 15 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أكد ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز أمس تصميم السعودية على المضي قدما في الاصلاح المتدرج وانها لن تسمح لاحد بالوقف امام هذا النهج داعيا الى الابتعاد عن الغلو وانتهاج الوسطية. 

وقال في رسالة متلفزة موجهة الى المواطنين بعد انتهاء اللقاء الوطني الثاني لـ"الحوار الفكري" الذي انعقد أخيراً في مكة، ان "الدولة ماضية بعون الله في نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج".  

واكد ولي العهد السعودي "أن الدولة ماضية بعون الله في نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج ولن تسمح لأحد بأن يقف في وجه الإصلاح سواء بالدعوة إلى الجمود والركود أو الدعوة إلى القفز في الظلام والمغامرة الطائشة. وإن الدولة تدعو كل المواطنين الصالحين إلى أن يعملوا معها يدا بيد وفي كل ميدان لتحقيق الإصلاح المنشود إلا أن الدولة لن تفتح المجال أمام من يريد بحجة الإصلاح أن يهدد وحدة الوطن أو يعكر السلام بين أبنائه".  

وجدد الدعوة الى اتباع "منهج الوسطية والاعتدال منهج القرآن الكريم ومنهج نبينا.. ولا يراودني أدنى شك أنكم ستكونون كما عهدناكم دائما المواطنين الصالحين الصادقين الساعين إلى خدمة الدين والوطن بالصبر والعمل". 

وأضاف :"ان الدولة تدعو كل المواطنين الصالحين الى أن يعملوا معها يدا بيد وفي كل ميدان لتحقيق الاصلاح المنشود، الا أن الدولة لن تفتح المجال أمام من يريد بحجة الاصلاح أن يهدد وحدة الوطن أو يعكر السلام بين أبنائه... انني أطلب من كل مواطن يود بحث الشؤون العامة أن يتحلى بالحكمة والاتزان وأن يتجنب ركوب الموجة وشهوة الظهور... اننا لا نود التعرض لحرية الرأي المسؤولة الواعية ولكننا في الوقت نفسه لن نترك سلامة الوطن ومستقبل أبنائه تحت رحمة المزايدين الذين يبدأون بالاستفزاز وينتهون بالمطالب التعسفية. ان الغلو مذموم سواء جاء من هذا الفريق أو ذاك والتطرف مكروه سواء كان مع هذا الموقف أو ذاك. ان السبيل القويم هو سبيل الوسطية التي لا تفرط والاعتدال الذي لا يميل ... انني أدعوكم جميعا وأدعو نفسي الى هذا المنهج الاسلامي الحكيم، منهج الوسطية والاعتدال، منهج القرآن الكريم ومنهج نبينا عليه الصلاة والسلام... يجب ألا يغيب عن ذهن أحد أن هذا الوطن لن يرضى أبدا أن يمس أحد كائناً من كان عقيدته الاسلامية باسم حرية الرأي أو بأي اسم اخر. ان مجتمعنا يستمد كل مقومات وجوده من الدستور الالهي الخالد القرآن الكريم والسّنة المطهرة وأي تعرض لهذا الدستور الالهي يعني طعن الوطن في الصميم. ان هذا الوطن اما أن يكون مسلما أو لا يكون على الاطلاق وسوف يظل ان شاء الله وطنا مسلما عربيا حراً".  

وأشار الى ان اللقاء في مكة انتهى "بتوصيات بناءة تدعم الوحدة الوطنية وتعزز قيم الحوار والاعتدال والتسامح وسوف تلقى هذه التوصيات ما تستحقه من عناية الدولة". وأعلن ان اللقاء المقبل في المدينة المنورة سيبحث في "موضوعين هامين هما التعليم والمرأة".  

ووصف الامير عبد الله منتدى الحوار الذي عقد في مكة بأنه "جسّد روح الأخوة الإسلامية والوطنية وكان الحوار يدور في جو من المودة والاحترام المتبادل"، مشيرا الى انه "انتهى بتوصيات بناءة تدعم الوحدة الوطنية وتعزز قيم الحوار والاعتدال والتسامح وسوف تلقى هذه التوصيات ما تستحقه من عناية الدولة، وإنني أتطلع إلى انعقاد اللقاء القادم في رحاب المدينة المنورة ليبحث موضوعين هامين هما: التعليم والمرأة".  

وقال ولي العهد السعودي انه "بالإضافة إلى الحوار المنظم الذي يتم في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، يشهد المجتمع السعودي هذه الأيام حوارا واسعا يشمل فئات من المجتمع ويتم عبر وسائل الإعلام المختلفة". واضاف "إن الحوار من حيث المبدأ ظاهرة إيجابية صحية، إلا أننا يجب أن نحرص كل الحرص حتى لا تتحول النعمة إلى نقمة. وإن أي حوار لا يلتزم بمنهج الحوار وقواعده وآدابه، يتحول إلى فوضى لا تغني ولا تسمن من جوع وتضر ولا تنفع".  

وتابع الامير عبد الله "إن أبناء هذا الوطن لا يحتاجون إلى من يعلمهم أمور الدين أو يزايد عليهم في أمور الدنيا"، محذرا من انه "لا مجال في مجتمع المؤمنين لمن يكفّر أو يثير الفتنة"—(البوابة)—(مصادر متعددة)