يوم غضب وحداد في سوريا ضد "المجازر" قبل اجتماع مجلس الامن

تاريخ النشر: 31 يناير 2012 - 04:43 GMT
صورة ماخوذة عن موقع يوتيوب لدبابة سورية في رنكوس
صورة ماخوذة عن موقع يوتيوب لدبابة سورية في رنكوس

 

دعت المعارضة السورية الى يوم حداد وغضب الثلاثاء في سوريا بعد مقتل مئات الاشخاص في تصعيد للقمع، وذلك قبل ساعات من اجتماع مجلس الامن الدولي المنقسم في مسعى لوقف حمام الدم.
وفي عمان عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط، عن أمله بان يؤتي اجتماع مجلس الامن الثلاثاء حول مشروع قرار يدعو الى وقف العنف في سوريا "ثماره سريعا" واصفا الاوضاع في سوريا بأنها "تشكل تهديدا للسلام الإقليمي والدولي".
ومنذ اسبوع قتل ما لا يقل عن 400 شخص في اعمال العنف في سوريا حيث قتل مدنيون برصاص قوات الامن وقتل عسكريون ومنشقون في مواجهات مسلحة باتت تثير مخاوف من سقوط البلاد في اتون حرب اهلية.
وكثف نظام الرئيس السوري بشار الاسد القمع في محاولة للقضاء سريعا على الاحتجاجات مستفيدا من الدعم الروسي واستمرار الانقسامات في مجلس الامن الدولي بشان الملف السوري. ويقول الاسد ان شعبه يدعمه في سعيه للقضاء على الانتفاضة الشعبية التي يرى فيها عمليات تنفذها "مجموعات ارهابية".
وقالت وزارة الخارجية السورية انه "تم توجيه ضربات موجعة منذ ثلاثة ايام للمجموعات الارهابية المسلحة" واكد النظام تصميمه على "الدفاع عن النفس في مواجهة الارهاب وعلى افشال سياسة الولايات المتحدة والغربيين الساعية الى اشاعة الفوضى" في سوريا.
وقتل مئة شخص الاثنين في اعمال عنف بينهم 55 مدنيا و41 من العسكريين المنشقين، اغلبهم في حمص (وسط) مركز الاحتجاجات، واكد المنشقون عن الجيش النظامي انهم لجأوا الى السلاح للدفاع عن المدنيين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المجلس الوطني السوري ابرز قوى المعارضة انه قرر بالتنسيق مع قوى "الحراك الثوري" اعلان الثلاثاء "يوم حداد وغضب عام على ضحايا المجازر الوحشية لنظام الطغمة الأسدية".
ودعا المجلس في بيان "المساجد إلى رفع اصوات التكبير والتهليل، والكنائس إلى قرع الاجراس" متهما النظام باستخدام "الدبابات والاسلحة الثقيلة في قصف الاحياء المدنية".
واكد المجلس ان الشعب السوري "لن يتراجع عن طريق الثورة مهما عظمت التضحيات".
وتكثفت اعمال العنف في المناطق القريبة من العاصمة. وقال ناشطون ان الضاحية الشمالية الشرقية لدمشق محاصرة ويتمركز جنود خلف سواتر من اكياس الرمل في حين يراقب آخرون السيارات.
وبمحافظة ريف دمشق وتحديدا في بلدة رنكوس التي تبعد 40 كلم عن دمشق، قامت قوات النظام ب"تفجير منازل بعيد خروج سكانها منها" و"تنفذ القوات السورية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة رنكوس" المحاصرة، بحسب ناشطين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة اشخاص قتلوا الثلاثاء برصاص الجيش في محافظة ادلب (شمال غرب).
وفي محافظة درعا جرت العديد من التظاهرات المناهضة للنظام وشارك آلاف الاشخاص في تشييع جنازة احد القتلى مطالبين باسقاط النظام.
وقال المجلس الوطني السوري "صعد النظام السوري من جرائمه بحق المدنيين مستغلا الغطاء الذي توفره له بعض الأطراف الإقليمية والدولية، وتلكؤ المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين الحماية اللازمة للسوريين بكل الوسائل المتاحة".
ورغم الآلة الحربية التي يستخدمها النظام بلا هوادة منذ بداية الاحتجاجات في 15 آذار/مارس 2011، فان المجتمع الدولي لم يتوصل الى اتفاق حول سبل الخروج من الازمة، وفي حين يدعو الغربيون الى فرض عقوبات وضغوط على النظام فان روسيا والصين تدعوان الى عدم التدخل في الشؤون السورية.
ويبدأ الاجتماع عند الساعة 20,00 تغ بعرض يقدمه نبيل العربي امين عام جامعة الدول العربية ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للخطة العربية التي تدعو الى وقف العنف ونقل سلطات الرئيس الاسد الى نائبه قبل بدء مفاوضات مع المعارضة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ومن المقرر ان يتحدث اثر ذلك وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للمطالبة بالتنديد بالقمع الذي اوقع اكثر من خمسة آلاف قتيل في حوالي 11 شهرا وبتبني عملية انتقال ديمقراطي في سوريا.
ويعتمد القرار الخطوط العريضة للخطة العربية لكن من غير المقرر ان يقع اي تصويت الثلاثاء، بحسب دبلوماسيين.
واعتبرت روسيا الحليف التقليدي لسوريا، مشروع القرار "غير مقبول" ودعت الى اجراء مفاوضات غير رسمية بين النظام والمعارضة.
بيد ان رئيس المجلس الوطني برهان غليون الموجود في نيويورك للدفع باتجاه تبني مشروع القرار، اشترط ان يرحل الرئيس الاسد قبل اي تفاوض، معتبرا انه "لا يمكن ان يشرف الاسد قاتل الشعب على الانتقال نحو الديمقراطية".
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه وهو في طريقه الى نيويورك "سنحاول" تفادي الفيتو الروسي في مجلس الامن.