قالت إسرائيل انها لن تفرض اغلاقا على الاراضي الفلسطينية في اعقاب العملية الفدائية التي نفذتها كتائب شهداء الاقصى واسفرت عن مصرع 10 اسرائيليين، وعلى الرغم من ادانة السلطة للعملية الا ان إسرائيل حملتها المسؤولية كما دانها البيت الابيض بينما ربطتها القاهرة بمجزرة غزة.
اجتماع اسرائيلي لبحث الرد
وسيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز لمناقشة أساليب الرد على عملية القدس وسيلتقي الاثنان بعد مشاركتهما في المراسم التي ستجري في قاعدة سلاح الجو في اللد، مع وصول الأسير إلحَنان تننباوم وجثث الجنود الثلاثة إلى إسرائيل
وكان موفاز التقى بمستشاريه حيث خرجوا بقرار عدم اغلاق الاراضي الفلسطينية على الرغم من المعلومات التي وردت البوابة والتي افادت ان قوات الاحتلال اغلقت المعبر بين قطاع غزة ومصر ومنعت المسافرين من اكمال طريقهم
ادانة
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، العملية الفدائية التي وقعت صباح يوم الخميس في مدينة القدس. وقال أنان: "إن العنف والإرهاب يعصفان بالشرق الأوسط مرة أخرى. إنني أدين أولئك الذين يستخدمون هذه الوسائل".
ودعا الأمين العام للمنظمة الدولية الإسرائيليين والفلسطينيين إلى كبح شعور الانتقام والغضب لديهم، وتركيز جهودهم في المفاوضات من أجل تحقيق السلام
كما ودان البيت الابيض "باشد العبارات" العملية الانتحارية التي وقعت صباحا في حافلة في وسط القدس على مقربة من المقر الرسمي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وادت الى مقتل 11 شخصا بمن فيهم منفذها".
وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان "كان ذلك اعتداء ارهابيا رهيبا"، مضيفا "لا يمكن لهذه الاعتداءات الارهابية الا ان تحد من آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني"
ماهر: هجوم القدس مرتبط بمجزرة غزة
لجهته أكد وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان الهجوم الفدائ "مرتبط بما حدث بالامس (الاربعاء) في غزة" حيث قتل 13 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي.
وقال ماهر للصحافيين ان "ما حدث فى القدس الغربية مرتبط بما حدث في غزة"، معتبرا انه "لا توجد مفاوضات نشيطة بين الطرفين تحيي الامل وتجعل الخروج من سلسلة العنف أمرا ممكنا".
السلطة تدين
وقد سارعت السلطة الفلسطينية الى ادانة العملية، ودعوة اسرائيل الى استئناف العملية السلمية.
وقال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات "ندين كل العمليات التي تستهدف المدنيين وتؤدي إلى قتل مدنيين فلسطينيين او إسرائيليين".
واكد أن "ما حدث من مجزرة إسرائيلية في غزة الاربعاء وفي القدس اليوم (الخميس) يؤكد وجوب تكثيف الجهود الدولية والأميركية لكسر دائرة العنف وانهاء الاحتلال ودفع عملية السلام".
واضاف أن "العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من العنف والرصاص يؤدي إلى مزيد من الرصاص"، مؤكدا أن "كسر دائرة العنف لن يتم عبر اقامة الجدران والاستيطان والمجازر والاغتيالات او العنف".
ودعا عريقات إلى "عملية سلام ذات مغزى وانهاء الاحتلال لان ذلك اقصر الطرق للسلام والاستقرار في المنطقة". واوضح أن السلطة الفلسطينية "تجري حاليا اتصالات مع الجهات المعنية والدولية واللجنة الرباعية لحثهم تكثيف جهودهم لانهاء التصعيد ودفع عملية السلام إلى الامام".
اسرائيل تحمل السلطة المسؤولية
ومن جهتها، حملت اسرائيل السلطة المسؤولية عن العملية.
واعتبر ديفيد باكير، وهو احد المسؤولين في مكتب شارون، انه طالما بقي "الارهابيون الفلسطينيون ملتزمين بمهاجمة الاسرائيليين في قلب مدنهم..فان اسرائيل مجبرة على اتخاذ الاجراءات الضرورية للحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات. ليس امامنا خيار.
واضاف "هذه حرب ارهابية مفروضة علينا، والسلطة الفلسطينية تواصل رفضها اتخاذ خطوات ضرورية للجم المنظمات الارهابية من الاراضي" المحتلة.
وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان المؤسسة الامنية في اسرائيل قررت اعادة دراسة التسهيلات الممنوحة للفلسطينيين في الاراضي المحتلة عقب العملية.
وفي سياق متصل، اعلن رعنان غيسين المتحث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون ان "الاعتداء الارهابي خير دليل يمكن الاستناد اليه للدفاع عن حق إسرائيل المقدس في الدفاع عن النفس وهو السبب الاول وراء بناء السياج".
واضاف "لا يمكن لاي مؤسسة او اي دولة في العالم ان تعطينا دروسا في الاخلاق بشان هذا السياج بعد مشاهد الترويع في القدس .. وفي النهاية يكفي ان نرسل الى المحكمة صورا عن الاعتداء من دون اي اضافة لتبرير موقفنا".
وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت قبل قليل من وقوع العملية الانتحارية في القدس عدم الاعتراف بصلاحية محكمة العدل الدولية للنظر في مسالة الجدار.
من جهته قال المتحدث باسم الحكومة افي بازنر ان "الاعتداء يمثل الذروة لان الارهابيين الفلسطينين اختاروا لتنفيذه اليوم نفسه الذي تستعد فيه إسرائيل لاطلاق سراح 400 معتقل فلسطيني". واضاف "ان إسرائيل ستتخذ كل الاجراءات لحماية شعبها".
وراى ان السلطة الفلسطينية "لم تبذل اي جهد خلال الاشهر الماضية لمكافحة المنظمات الارهابية التي تتسلح وتتدرب تحت انظارها الحانية".
حماس: عملية القدس رد طبيعي على مجزرة غزة
الى ذلك، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) العملية ردا طبيعيا على قتل القوات الاسرائيلية 13 فلسطينيا في غزة امس.
وقال المسؤول في حماس محمد غزال في اتصال هاتفي مع "البوابة" ان العملية "هي رد فعل طبيعي على ما حدث في غزة، وعلى استمرار الاحتلال الاسرائيلي في اضطهاد الفلسطينيين والتنكيل بهم بكل همجية ووحشية كما ظهر بالامس من حيث تعمد القتل المباشر لاناس كان بعضهم يرفع ايديه ولم يكن يقاوم".
واضاف ان "ما جرى بالامس يدل على ان الجانب الاسرائيلي غير معني باي نوع من انواع التفاهم مع الفلسطينيين او باعادة الحقوق لهم. وفي نفس الوقت يشكل ذلك ردا على مبادرات الدول العربية التي كلما تحركت لتقدم شيئا يرد عليه شارون والحكومة الاسرائيلية بمزيد من القتل للفلسطينيين".
وكانت القوات الاسرائيلية نفذت عملية توغل في حي الزيتون في غزة الاربعاء، قتلت خلالها 13 فلسطينيا وجرحت عشرات اخرين.
وجاء هذا التصعيد الاسرائيلي بعد يوم من زيارة الى الاراضي الفلسطينية قام بها وفد مصري رفيع يراسه وزير الخارجية احمد ماهر ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان.
وجاءت الزيارة في اطار المحاولات التي تبذلها مصر من اجل اقناع الفصائل الفلسطينية وقف عملياتها العسكرية واعلان هدنة مع اسرائيل
تفاصيل العملية الفدائية
واعلنت كتائب الاقصى مسؤوليتها عن العملية الفدائية التي نفذها فلسطيني الخميس داخل حافلة في القدس، واسفرت عن 10 قتلى و50 جريحا.
وفي بيان عسكري صادر عن كتائب شهداء الأقصى وصل البوابة نسخة منه حيث اعلنت مسؤوليتها عن العملية وقالت "تزف منفذها الاستشهادي المجاهد: علي منير جعارة من مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم الصمود وتؤكد بأن مسلسل الرد الكتائبي مستمر بإذن الله"
وقال البيان ان "المجازر وهدم بيوتنا لن يضعفنا عزيمة وان بناء الجدار الفاصل لن يجلب الأمن لأن كتائب شهداء الأقصى أقسمت أن تستمر في ضرب المحتل حتى طرده عن أرضنا المحتلة".
واضاف بيان الكتائب ان العملية جاءت رداً "على مجزرة العدو في حي الزيتون ن بمدينة غزة ورداً علي اختطاف الصهاينة لقائد الكتائب في طولكرم: مروان الجلاد"
وتوعد البيان قوات الاحتلال بالمزيد من العمليات في قلب إسرائيل
وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان العملية التي وقعت داخل حافلة تابعة لشركة ايغد بينما كانت تسير في شارع قريب من منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في القدس، أسفرت عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل، وجرح اكثر من 60 اخرين. واكدت مصادر امنية أن شارون لم يكن في منزله ساعة الانفجار وانما في مزرعته "حفات هشكميم"، جنوب البلاد.
وقالت مصادر نجمة داوود (مؤسسة اسرائيلية موازية للصليب الاحمر) ان عشرة من الجرحى في حالة خطيرة، و15 يعانون اصابات متوسطة في حين تعرض البقية الى جروح طفيفة.
واعلن قائد شرطة القدس ميكي ليفي ان منفذ العملية كان يجلس في الجزء الخلفي عندما فجر نفسه.
وقال "كان هجوما خطيرا جدا على حافلة مكتظة بالركاب..وفقا لما نعرفه حتى هذه اللحظة..فنحن نتحدث عن انتحاري". ومزق الانفجار الحافلة وحولها الى حطام.
.—(البوابة)—(مصادر متعددة)