قتل 12 من افراد قوة امن الفلوجة وجرح عشرة اخرون، في هجوم استهدفهم الاربعاء، فيما قتل عراقيان في بعقوبة، وفجر مجهولون انبوب غاز في منطقة بيجي بينما هدد الوزراء الاكراد بالانسحاب من الحكومة احتجاجا على القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي بشان مستقبل العراق.
قالت قوة أمن عراقية ببلدة الفلوجة ان 12 من أفرادها قتلوا وأصيب عشرة في هجوم يوم الاربعاء.
وهذا أول هجوم يشنه مقاتلون ضد قوة اللواء العراقي محمد لطيف منذ تشكيلها الشهر الماضي لاشاعة الهدوء في البلدة الواقعة غربي بغداد اثر قتال ضار بين القوات الاميركية والمقاتلين العراقيين.
وقال ضباط بالقوة ان عشرة اصيبوا في الهجوم.
وقال شهود عيان ان الهجوم بقذائف المورتر استهدف معسكر قوات الامن وتابعوا أن اللواء محمد لطيف لم يكن في المنطقة في ذلك الوقت كما لم تشاهد اي قوات اميركية.
واتسمت بلدة الفلوجة التي تموج بعداء شديد للامريكيين بالهدوء النسبي منذ أن عرض لطيف وعدد اخر من كبار الضباط محاولة احلال السلام في المنطقة حيث تعرضت القوات الاميركية لكمائن وتفجير قنابل على جوانب الطرق.
وتريد الولايات المتحدة أن يحكم لطيف قبضته على المقاتلين ويجمع اسلحتهم ويساعد في قتل المقاتلين الاجانب أو اعتقالهم. ويصف لطيف الفلوجة بأنها بلدة يحب سكانها السلام وأعرب عن اعتقاده بأن القوات الاميركية ينبغي ان تعود لبلادها.
ولا تزال القوات الاميركية متمركزة في مواقع خارج البلدة غير أن الجيش الاميركي يحاول التخفيف من تواجده ليضفي بصمة عراقية على محاولات تهدئة الاوضاع في الفلوجة.
وقال أعضاء بالقوة انه كان من المقرر أن تمر دورية مشتركة مع القوات الاميركية عبر الفلوجة في وقت الهجوم.
وكانت القوات الاميركية قد شنت هجوما على البلدة بعد مقتل اربعة حراس أمن اميركيين والتمثيل بجثتي اثنين منهم في 31 اذار/مارس.
وبعد أسابيع من القتال العنيف بين الاميركيين والمقاتلين راح ضحيته مئات العراقيين وعشرات الجنود الاميركيين ابرم الجيش الاميركي اتفاقا مع لطيف وهو لواء سابق بجيش صدام.
وتشكلت قوة الفلوجة في اطار اتفاق سلام لانهاء المصادمات وهي مؤلفة من ألفي فرد معظمهم من البعثيين الذين خدموا في جيش صدام الذي حلته القوات الاميركية.
وتضم الفلوجة خليطا من انصار صدام والمقاتلين الاسلاميين ورجال القبائل ويعد احلال الهدوء بها من أكبر التحديات التي تواجه القوات الاميركية.
وقالت مصادر بأحد المستشفيات ان 11 عراقيا قتلوا من بينهم نساء وأطفال أمس الثلاثاء في مصادمات بين القوات الاميركية ومقاتلين قرب الفلوجة.
مقتل عراقيين في بعقوبة
وقتل عراقيان كانا يقومان بزرع عبوة ناسفة في بعقوبة أمس الثلاثاء بعد ساعات من تفجير في القاعدة العسكرية في المدينة أودى بحياة عراقي وجندي أميركي.
وقال الملازم اول محمد فارس أن شخصين قتلا في انفجار عبوة ناسفة كانا يقومان بزرعها في حي المطرق" جنوب غرب بعقوبة، مشيرا الى ان الحادث وقع عند الساعة 45: 23 بالتوقيت المحلي (45: 20 توقيت غرينتش).
وكان عملية انتحارية بسيارة مفخخة عند مدخل القاعدة الاميركية في المدينة ادت أمس الثلاثاء الى مقتل عراقي وجندي اميركي وجرح 31 شخصا، حسب مصادر طبية وفي الشرطة.
استهداف انبوب للطاقة
والى تطور اخر، قال مسؤول عراقي في مجال الطاقة ان مخربين هاجموا خط أنابيب للغاز في شمال العراق يوم الاربعاء مما أدى إلى نشوب حريق فيه.
وقال مجيد منون المسؤول عن خطوط الأنابيب في المنطقة المحيطة ببيجي على مسافة 180 كيلومترا شمالي بغداد ان المخربين هاجموا الخط في حوالي الساعة الواحدة صباحا (2100 بتوقيت جرينتش) يوم الاربعاء.
وزراء اكراد يهددون بالاستقالة
سياسيا، قالت نسرين برواري وزيرة الاشغال العامة في الحكومة العراقية المؤقتة وهي كردية الاربعاء ان الاعضاء الاكراد في الحكومة سيستقيلون من مناصبهم اذا طلب قادتهم منهم ذلك بعد أن لم يتضمن القرار الاخير الصادر عن الامم المتحدة الاعتراف بالحكم الذاتي للاكراد.
وأضافت ردا على سؤال عن قرار مجلس الامن الدولي الذي تمت الموافقة عليه بالاجماع في وقت متأخر يوم الثلاثاء انه "اذا طالبتنا القيادة بالانسحاب من الحكومة فسننسحب.
"كل الصراعات التي خضناها العام الماضي ضاعت هباء ... رأينا كيف يمكن أن تغتصب الديمقراطية".
وينص القرار على نقل السيادة للحكومة التي شكلت مؤخرا في العراق بنهاية حزيران/ يونيو فيما يسمح للقوات الاميركية وقوات التحالف الاخرى بالبقاء هناك.
غير أنه لا يصادق على الدستور المؤقت للعراق الذي أقر في مارس اذار والذي يعترف بحكم ذاتي كردي خاص في ثلاثة اقاليم بشمال العراق وهو البند الذي قاتل كل من جلال الطالباني ومسعود البرزاني الزعيمين الكرديين من أجل اقراره.
وقبيل اقتراع مجلس الامن الدولي على القرار هدد الطالباني وبرزاني ويرأسان الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني على التوالي بسحب المسؤولين الاكراد من الحكومة المؤقتة وأعلنا أن الاكراد لن يشاركوا في الانتخابات الوطنية العام القادم كما "سيمنع ممثلو الحكومة المركزية من دخول كردستان".
وقالت برواري انها تؤيد بشدة الطالباني وبرزاني في موقفهما وان عدم تضمين القرار الدستور المؤقت بمثابة رفض لجميع حقوق الاقلية.
وأضافت قائلة "أشعر بخيبة الامل ليس ككردية فحسب بل كامرأة ... ليس هذا هو ما حاربنا من أجله وما التزمنا به وما ضحينا فداء له ... خاب أملنا للغاية في الولايات المتحدة."
وقالت انها إلى جانب الوزراء الاكراد الاخرين وكبار المسؤولين الاكراد في انتظار التعليمات من القيادة الكردية بما يجب أن يفعلوه وأضافت أنها تتوقع صدور قرار خلال وقت وجيز—(البوابة)—(مصادر متعددة)