وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سورية فيها، بانه "قرار غير صائب".
واعتبر لافروف في تصريحات صحفية أدلى بها على متن الطائرة التي نقلته الى موسكو من هونولولو حيث شارك في أعمال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي (أبيك)، ان قرار الجامعة يحول دون "تحويل الوضع السوري الى مسار شفاف"، وأعاد الى الأذهان ان السوريين قد دعوا مراقبي الجامعة الى القدوم وبدء العمل في البلاد.
وتابع قائلا: "هؤلاء الذين اتخذوا هذا القرار أضاعوا فرصة هامة لتحويل الوضع الى مسار أكثر شفافية". وأضاف الوزير الروسي ان وجود مراقبي الجامعة العربية في سورية كان من شأنه ان يساهم في استعادة الاستقرار والتهدئة بسورية. وقال: "للأسف الشديد، عندما أحلل كل هذه الوقائع، أضطر للإقرار بان هناك من لا يريد ان يتوصل السوريون الى اتفاق بينهم". أكد لافروف الى ان روسيا لا تزال تحاول دعوة المعارضة السورية الى الاحتكام بالعقل، مشيرا الى ان موسكو ستستقبل برهان غليون ممثل المجلس الوطني السوري (المعارضة السورية في الخارج) يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال لافروف: "نحن لا نوقف جهودنا. وسيصل برهان غليون الذي يمثل المجلس الوطني السوري الى موسكو يوم 15 نوفمبر. انه (المجلس) يعتبر إحدى فصائل المعارضة السورية الأكثر تشددا تجاه النظام. ونحن سنحاول دعوتهم الى الاحتكام بالعقل، كما سنحاول ان نوضح لهم قلقنا، لان الصراع من أجل السلطة يصبح مرارا هدفا بحد ذاته، في حين يجب ان يفكر المرء في بلاده وفي شعبنا".
وأفاد محمود الحمزة ممثل لجنة دعم الثورة السورية في روسيا بان وفد المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة السورية في الخارج سيزور موسكو يومي 15 و 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ونقلت وكالة "إيتار-تاس" عن الحمزة ان رئيس المجلس برهان غليون سيترأس الوفد الذي سيضم أيضا رضوان زيادة وبسمة قضماني.
وكشف الحمزة ان من المقرر ان يلتقي الوفد يوم الثلاثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأضاف ان الوفد سيجري أيضا محادثات مع كل من قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) والياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ).
وتابع الحمزة قائلا ان وفد الوطني السوري ينوي خلال محادثاته في روسيا بحث الوضع في سورية ومشروع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سورية ومدى تنفيذ نظام بشار الأسد للمبادرة العربية. وقال: "ان الحديث سيدور عن العلاقات الروسية السورية. نحن نريد ان نحافظ على العلاقات مع روسيا. الاهم ان روسيا تدعم الشعب السوري".
العقوبات
صرح مسؤول بالاتحاد الاوروبي ان الدول الاعضاء بالاتحاد توصلت الى اتفاق أولي الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني بتوسيع العقوبات المفروضة على سورية لتشمل 18 مسؤولا سوريا إضافيا ينتمي معظمهم إلى المؤسسة العسكرية.
وأضاف المسؤول أن من المتوقع أن يجري تأكيد الاتفاق الذي توصل اليه مبعوثو الدول الاعضاء، وهم 27 دولة، خلال اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل في وقت لاحق والذين سيعززون قرارا بالحيلولة دون حصول سورية على تمويل من بنك الاستثمار الاوروبي.
وكان الاتحاد الاوربي قد فرض عقوبات على 56 فردا و19 مؤسسة وكيانا في سورية، من بينها البنك التجاري وذلك في إطار تشديد الضغط على دمشق.