عشرات القتلى والجرحى في معارك بحمص

تاريخ النشر: 26 ديسمبر 2011 - 09:48 GMT
جنود سوريون يرفعون صورة للرئيس الأسد من على ظهر دبابتهم
جنود سوريون يرفعون صورة للرئيس الأسد من على ظهر دبابتهم

 شنت القوات السورية هجوما عسكريا كبيرا الاثنين لاستعادة السيطرة على حي بابا عمرو في حمص، احد معاقل المعارضة للنظام السوري، ما اسفر عن سقوط 20 قتيلا على الاقل قبل وصول المراقبين العرب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 20 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى سقطوا الإثنين في "قصف عنيف" في مدينة حمص (وسط سوريا)، داعيا المراقبين العرب الى التوجه فورا الى المنطقة.

وقال المرصد ان "حي بابا عمرو يتعرض لقصف عنيف من رشاشات ثقيلة (...) وقذائف الهاون منذ صباح الاثنين وسقط ما لا يقل عن 16 شهيدا وعشرات الجرحى"، مؤكدا انه "وثق اسماء ستة منهم". كما اكد المرصد ان "مدنيا قتل في حي باب السباع" في حمص ايضا.

ونقل المرصد عن ناشط من الحي قوله ان "الوضع مخيف جدا" في بابا عمرو الحي الواقع في حمص (حوالى 160 كلم شمال دمشق) ثالث مدن سوريا والتي تشكل حاليا معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد التي بدأت منتصف آذار (مارس).

من جهة اخرى، دعا المرصد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى "التدخل الفوري لمنع اقتحام مشفى الحكمة (القريب من حي بابا عمرو) واعتقال الجرحى من داخله".

وقال انه يخشى ان يلقى هؤلاء الجرحى "مصير العشرات من الذين قتلوا في 20 كانون الاول (ديسمبر) في كفر عويد عندما وجهنا مناشدة بالتدخل ولم يتدخل وحصلت المجزرة".

بعثة المراقبة

وفي سياق متصل، بحث العربي مع الوفد العربي المشارك في مهمة بعثة المراقبة في المدن السورية تفاصيل المهمة والأهداف التي يجب أن يحققها من خلال الرصد والمتابعة في "المدن الأكثر التهابا"، والتي يبدأ عمل المراقبين بها من الإثنين، وهى حمص وأدلب ودير الزور ودرعا.

والتقى العربي مع أكثر من 50 شخصية من مصر والإمارات وموريتانيا والمغرب والجزائر، من منظمات المجتمع المدني وخاصة الحقوقية كما تشمل عسكريين متقاعدين .

وقال محمد سالم الكعبي نائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان إن الأمين العام للجامعة العربية طالبهم "بالمصداقية والشفافية في عمليات الرصد والمراقبة لما يجرى على الأرض السورية والبعد عن أي تأثيرات خارجية، خاصة وسائل الإعلام التي تنقل ما يجرى في المدن وأنهم لن يرصدوا إلا ما يروا بأعينهم ويسمعوا بأذانهم".

وبحسب الكعبي، اعرب العربي عن أمله في نجاح المهمة "لتجنيب الشعب السوري أي مخاطر"، وأضاف أنه من المفروض أن "يتوقف القتال والعنف في المناطق التي سيقومون بزيارتها، ولكنه قال أن هذا ليس مضمونا ولكن هذه الأحداث لن تخيفنا أو تجعلنا نتقاعس عن مهمتها".

واوضح ان "البعثة ملتزمة بما نص عليه البروتوكول من حماية النظام السوري لأمن البعثة والحفاظ عليها وفقا لاتفاقية المزايا والحصانات الموقع عليها والمنصوصة طبقا لجامعة الدول العربية، وأشار إلى أن البروتوكول ينص على زيارة جميع المعتقلات والمستشفيات والسجون".

من ناحية أخرى، قال مصدر مسئول بالجامعة العربية ان بعثة المراقبة سيصل عددها إلى حوالي 80 مراقبا في الأيام القادمة وذلك بعد التحاق الوفد العراقى والسوداني بمهمه البعثة.

وكان عدد البعثة قد وصل حتى الإثنين الى حوالي 66 شخصا برئاسة أحمد مصطفى الدابى (سودانى الجنسية) والذي سيكون ناطقا باسم البعثة. كما أنشأت الجامعة العربية غرفة عمليات للتواصل مع البعثة ومتابعة عملها وسيقوم الأعضاء في غرفة العمليات بتلقي التقارير والشهادات من بعثة المراقبين بعد أن قام وفد المقدمة برئاسة السفير سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد بالترتيبات اللوجستية للوفود العربية في المدن السورية وإعداد الخرائط اللازمة للتنقل بين الأحياء والمدن السورية.

وأشار المصدر، الذي عاد إلى القاهرة بعد مشاركته في وفد المقدمة او الطليعة، انه كان هناك تعاون من المسؤولين السوريين للتحضير لمهمه البعثة لان نجاحها مهم للسوريين كما هو هام للجامعة"، حسب قول المصدر

أكد ناشطون سوريون أن ما لا يقل عن 18 شخصا لقوا حتفهم الاثنين وجرح 40 آخرون جراء القصف الذي تشنه قوات الأمن التابعة للنظام السوري على مدينة حمص.

وأوضح الناشط عمر الحمصي المتواجد في المدينة عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن قوات الأمن قصفت المدينة بأكثر من مئة قذيفة هاون وأن محصلة الضحايا حتى الآن بلغت 18 وأنها مرجحة للارتفاع بصورة كبيرة نظرا لسوء حالة معظم المصابين.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل لاجتماعي صورا للجثث ملقاة في الشوارع، وروى بعضهم أنه يصعب نقلها لدفنها نظرا للقصف المتواصل.

وركز القصف على حي بابا عمرو والخالدية حيث تركزت المظاهرات المناهضة لنظام بشار الأسد.

إعتقالات في حلب

ميدانيا أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن السورية اعتقلت 34 مواطنا في حي صلاح الدين بمدينة حلب شمال سورية خلال تفريق مظاهرة مساء الأحد مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص.

وتابع المرصد في بيان الاثنين أن قوات الأمن تشن حملة مداهمات واعتقالات بحثا عن الجرحى.

وأضاف أن "مجموعة من الموالين للنظام انهالت بالضرب على شاب فر من عناصر الأمن إلى مداخل أحد الابنية بحي صالح الدين مما أدى إلى استشهاده"

إغتيال قائد بعثي

من جانبها نعت قيادة حزب البعث (الحاكم) في سوريا الأحد، عضو لجنتها المركزية غازي زغيب، الذي قالت إن "العصابات الإرهابية المسلحة" إغتالته وعائلته مساء الأحد في حمص.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن القيادة القطرية لحزب (البعث العربي الإشتراكي) نعت "غازي زغيب عضو اللجنة المركزية للحزب، أمين فرع حمص السابق للحزب وعائلته الذين اغتالتهم يد الغدر والإجرام من العصابات الإرهابية المسلحة أمس السبت، في مزرعته الكائنة في حي بابا عمرو بحمص".

وأضافت أن قيادة الحزب "أكدت أن جماهير الشعب والحزب ستتصدى لهذه العصابات المجرمة ومن يقف وراءها، الذين يستهدفون تدمير الوطن وقتل أبنائه"، مشيرة الى أن "جرائمهم المتسلسلة كشفت وجههم الإجرامي المرتبط بمخططات أجنبية".

وكان مسلحون مجهولون إغتالوا مساء الأحد، العقيد في الجيش السوري الطبيب هيثم يوسف اليونس، في عيادته الخاصة في ضاحية حرستا في ريف دمشق.

ويشار إلى أن المجموعات المسلحة إستهدفت خلال الشهريين الماضيين عدداً من الكفاءات العلمية السورية، واغتالت في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 6 طيارين وضابطاً فنياً يعملون في إحدى القواعد الجوية العسكرية أثناء مرورهم على طريق تدمر - حمص.