وصل فريق المراقبين العرب إلى مدينة "درعا"، الخميس، في ثالث يوم من بدء مهامها الرامية للتأكد من مدى وفاء النظام السوري بالتزاماته لإنهاء العنف، وسط انتقاد لعمل البعثة وتصاعد الجدل حول رئيسها ، الفريق محمد أحمد الدابي. وقالت "اللجنة المحلية للأطباء في دمشق" المعارضة في بيان إن اختيار الفريق السوداني لرئاسة البعثة يشوب جهود الجامعة العربية في سوريا "ويصورها بأنها لا تعدو كونها مهزلة سياسية، تساعد قليلاً وتسبب الكثير من الأذى للوضع في سوريا."
وأثار اختيار العسكري السوداني لرئاسة بعثة المراقبين العرب جدلاً على ضوء دور الحكومة السودانية في إقليم دارفور حيث أسفرت حملتها العسكرية في الإقليم الغربي، للتصدي لفصائل تمرد، عن مقتل وتشريد مئات الآلاف.
وأضافت الجماعة السورية المعارضة: : "كان من الأنسب، وفي ظل ظروف الصراع الراهن، تكليف الأمم المتحدة تنفيذ بعثة المراقبة."
ومن جانبها فندت الجامعة العربية الجدل القائم بشأن رئيس بعثة المراقبين، وقال أحد المسؤولين، رفض كشف هويته، إن المزاعم بشأن الدابي "تفتقر الأدلة."
واستبق وصول المراقبين إلى درعا موجة عنف احتجاحت المحافظة حيث قتل أربعة جنود سوريين وأصيب 12 آخرون بكمين نصبه المنشقون عن الجيش، الأربعاء، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت الجماعة السورية المعارضة أن قوات الأمن السورية اعتقلت أكثر من 20 شخصاً في المدينة.
قالت سوريا يوم الخميس انها تقدم للمراقبين العرب جميع التسهيلات التي يحتاجونها في مهمتهم لتقييم ما اذا كانت دمشق أوقفت حملة على المحتجين بدأت قبل تسعة اشهر. وانتقد نشطاء مناهضون للحكومة السورية البعثة قائلين ان المراقبين ينسقون تحركاتهم فقط مع مسؤولين من الحكومة ولا ينسقون معهم ويعتمدون على وسائل النقل التي توفرها الحكومة في تنقلاتهم مما يقوض استقلاليتهم.
وقال مسؤولون بجامعة الدول العربية يوم الخميس انهم يواجهون صعوبات في الحديث مع المراقبين لان خطوط الاتصال سيئة.
وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية في رسالة بالبريد الالكتروني ان المراقبين يحصلون على جميع التسهيلات التي يحتاجونها دون استثناء وان هذا واضحا في البيانات الايجابية التي يدلي بها رئيس بعثة المراقبين السوداني الجنسية.
وكان رئيس البعثة اللواء مصطفى الدابي قال ان الحكومة السورية التي تصاحب المراقبين تتعاون بشكل جيد معهم. وأضاف أنه لم ير خلال جولته الاولية لمدينة حمص المضطربة "شيئا مخيفا" رغم قوله ان البعثة تحتاج الى مزيد من الوقت للحصول على صورة أكثر وضوحا.
وقال مقدسي ان نجاح بعثة الجامعة العربية في مهمتها لاظهار حقيقة الازمة السورية هو قطعا مصلحة حيوية لسوريا.
وتقول سوريا انها تحارب ارهابيين مدعومين من الخارج قتلوا اكثر من ألفين من قوات الامن.
ومن جهة أخرى قتلت قوات الامن السورية بالرصاص 19 شخصا على الاقل يوم الخميس كثير منهم في مدن سيزورها وفد المراقبين العرب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان معظم القتلى سقطوا عندما فتحت قوات الامن الموالية للرئيس بشار الاسد النار على احتجاجات مناهضة للحكومة في مناطق عدة في أنحاء البلاد. وقتل ستة أشخاص في مدينة حماة التي وصل اليها وفد الجامعة العربية مؤخرا