استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفلان شقيقان بنيران القوات الاسرائيلية في رفح، ما يرفع الى 18 عدد الشهداء الذين سقطوا في المدينة منذ فجر اليوم، وقد وجهت القيادة الفلسطينية نداء عاجلا الى المجتمع للتدخل ووقف هذه "المجزرة الوحشية"، والتي تزامنت مع سقوط شهيدين اخرين في الضفة الغربية.
وافادت مصادر طبية فلسطينية ان فلسطينيا استشهد ظهر الثلاثاء، متاثرا باصابته بنيران القوات الاسرائيلية خلال توغلها فجرا في حي تل السلطان في رفح معززة بعشرات الدبابات والاليات العسكرية، وتحت غطاء مروحي، بحجة تدمير انفاق تستخدم لتهريب السلاح من مصر.
واوضحت المصادر ان الشهيد هو إسماعيل البلعاوي، مشيرة الى ان ابنه إبراهيم استشهد في الغارة التي شنتها القوات الاسرائيلية على مسجد في الحي قبيل توغلها فيه فجرا.
وقالت المصادر ذاتها ان طفلين شقيقين استشهدا في الحي في وقت سابق من ظهر الثلاثاء.
واوضحت ان الطفلين الشقيقين أحمد وأسماء محمد علي المغير (10 و11عاماً) استشهدا في حي تل السلطان. مشيرة الى انهما كانا اصيبا بنيران القوات الاسرائيلية ونزفا حتى الموت دون ان تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول اليهما بسبب كثافة النيران التي تطلقها القوات الاسرائيلية على كل ما يتحرك في المنطقة.
وكان 15 فلسطينيا استشهدوا وجرح اكثر من ثلاثين آخرين خلال غارتين شنتهما مروحيات اسرائيلية فجرا على مخيم رفح وحي السلطان.
واستهدفت الغارة الاولى، والتي تم شنها بعيد منتصف الليل، القسم المحاذي للحدود المصرية من المخيم، ما اسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح سبعة.
وبعد ثلاث ساعات من ذلك، اطلقت مروحية اسرائيلية صاروخين على مسجد بلال في حي تل السلطان، ما ادى الى استشهاد 11 فلسطينيا وجرح 23 اخرين.
واستشهد فلسطيني اخر في انفجار قال الجيش الاسرائيلي انه وقع اثناء كان الشهيد يستعد لزرع عبوة ناسفة.
وعرف من الشهداء: سعيد ابراهيم المغير 22 عاماً، إبراهيم اسماعيل البلعاوي 18عاماً، محمد جاسر الشاعر 17 عاماً، طارق شيخ العيد 25 عاماً، هاني قفة 20 عاماً، محمد النواجحة، محمد الجندي، وليد أبو جزر 27 عاماً، محمد عبد الله درويش 25، زياد شبانة، محمود اسماعيل أبو طوق 33 عاماً، عماد المغاري، واحمد جاسر الشاعر .
وقالت مصادر طبية فلسطينية ان عدد شهداء وجرحى الغارتين فاق الطاقة الاستيعابية للمستشفى ما اضطر الى وضع بعض الجثث في المحلات التجارية المجاورة للمستشفى. في حين ان عددا من الجرحى ما زالوا ممدين في الشوارع بسبب منع القوات الاسرائيلية سيارات الاسعاف من الوصول اليهم.
وكانت اكثر من 40 مدرعة قد سارعت الى اجتياح منطقة المخيم بعد الغارة الاولى، فيما توغلت جرافات عسكرية في حي تل السلطان بعد قصف المسجد، وبدأت في هدم المباني، لكن احدا لا يستطيع تحديد عدد المباني التي هدمت الى الان.
وأعد الفلسطينيون أكمنة وقنابل في عمق المخيم الذي يعد معقلا للنشطاء حيث يشنون منه غارات على الجنود الذين يقومون بدوريات على الحدود مع مصر.
وحمل مئات المدنيين أمتعتهم فوق عربات تجرها الحمير خشية تعرض منازلهم للهدم.
نداء عاجل من القيادة الفلسطينية
وقد وجهت القيادة الفلسطينية نداء عاجلا الى المجتمع للتدخل ووقف "المجزرة الوحشية"، التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في رفح.
ودعت القيادة في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) "دول العالم قاطبة واللجنة الرباعية والأشقاء العرب والاتحاد الاوروبي ومجلس الأمن الدولي لوقف هذه المجزرة الوحشية الكبرى التي قررتها حكومة إسرائيل، وباشر جيش الاحتلال تنفيذها فجر هذا اليوم الثلاثاء"
وقال البيان ان "عشرات المنازل تدمر الآن بالصواريخ والجرافات، والمدنيون الفلسطينيون يسقطون شهداء وجرحى بوابل القنابل والرشاشات الإسرائيلية التي تطلق بلا تمييز".
وكان جبريل الرجوب المستشار الامني للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعتبر ان "ما يجري في رفح هو جرائم حرب وتصفية عرقية للفلسطينيين تستوجب وقفة جادة من الاسرة الدولية وعلى رأسها الادارة الاميركية التي وفرت غطاء للعدوان الاسرائيلي." وشكك في نوايا اسرائيل الجدية للانسحاب من غزة وقال ان ما تفعله "يعكس اصرارها على سياسة القتل والعدوان والتدمير."
وقبل ذلك وصف نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات العملية العسكرية الاسرائيلية في رفح بانها "ابادة وكارثة انسانية"، ودعا المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي الى "التدخل العاجل لوقف المذابح التي ترتكبها اسرائيل وعمليات التدمير".
كما ناشد صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في الحكومة الفلسطينية "العالم كله التدخل الفوري لوقف التصعيد العسكري الاسرائيلي".
اسرائيل: العملية غير محددة زمنيا
وفي الجانب المقابل، اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، شاوول موفاز إن العملية العسكرية في رفح "غير محددة زمنيًا" مؤكدا ان "المعارك يجب أن تكون حازمة وصارمة".
واضاف ان "الهدف منها (العملية العسكرية) ليس هدم المنازل إنما اعتقال النشطاء الفلسطينيين".
وعلى صعيده، اعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، إن العمليات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي في منطقة رفح "أسفرت عن مقتل 15 فلسطينيًا، حتى الآن".
وبرر يعلون لهذه العملية خلال تصريحات للصحافيين في منطقة قريبة من معبر كيسوفيم في قطاع غزة، وقال "نحن في خضم العمليات العسكرية في مدينة رفح، وهي عمليات نحن ملزمون بالقيام بها لأن رفح تحولت إلى بوابة للإرهاب".
وكان مسؤول عسكري اسرائيلي اعلن في وقت سابق ان العملية العسكرية في رفح ستتواصل حتى تدمير الانفاق التي تستخدم لتهريب اسلحة من مصر.
وقال المسؤول العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لم نحدد مهلة زمنية لان الامر يتعلق بمنع الارهابيين من التوصل الى تمرير اسلحة وخصوصا صواريخ بعيدة المدى يمكن ان تبلغ الاراضي الاسرائيلية".
وكشفت وسائل الاعلام العبرية امس عن بدء الجيش الاسرائيلي في مخطط حفر قناة بعمق 20 مترا وعرض 60 مترا على طول حدود قطاع غزة مع مصر لملئها بمياه البحر المتوسط وذلك بعد التدمير الجماعي لمنازل مخيم رفح حيث اشارت المصادر نفسها ان الجيش بدأ بصنع مستنقعات صغيرة في المنطقة.
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية انه سيتم بناء جدار حديدي بارتفاع ثمانية امتار يعزل المدينة عن الحدود. وقدرت تكلفة العملية بعشرات الملايين من الدولارات.
شهيدان في الضفة
الى ذلك، فقد قتلت القوات الاسرائيلية الثلاثاء، فلسطينيين اثنين قرب جنين وفي نابلس.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت بعد ظهر اليوم فلسطينيا من قرية عنزا جنوبي غرب جنين، وأصابت آخر واختطفتة.
وقال شهود عيان، إن قوة خاصة من جنود الاحتلال فتحت النار على سيارة بين قريتي عزون وصانور من مسافة قريبة، مما أدى إلى استشهاد المواطن محمد أحمد عبيد (24عاماً)، وإصابة المواطن محمد نصر براهمة (25عاماً).
وأوضحت مصادر طبية في "مستشفى الدكتور خليل سليمان الحكومي" في المدينة، أن جثمان الشهيد وصل إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف، فيما قامت قوات الاحتلال باختطاف الجريح براهمة ونقلته إلى جهة مجهولة.
وفي وقت سابق، افادت مصادر طبية فلسطينية ان القوات الاسرائيلية التي اجتاحت الحي القديم في مدينة نابلس قتلت نضال عبد الرحمن عكاشة 24 عاماً بعد ان أصابته صورة مباشرة برصاصة في القلب.
وكانت مصادر امنية فلسطينية افادت في وقت سابق أن قوة إسرائيلية كبيرة معززة بآليات عسكرية ودبابات، اقتحمت المدينة من محورين.
وأفاد شهود عيان ان قوات الاحتلال إقتحمت المدينة من محوري شارع القدس، ومدخل النقابات، وتمركزت في منطقة شارع حطين، حيث شرعت في إطلاق النار بكثافة إتجاه منازل المواطنين، بينما كانت تسمع إنفجارات عنيفة في المنطقة بين الحين والأخر.
الى ذلك، فقد اعتقل الجيش الإسرائيلي ثمانية فلسطينيين بينهما ناشطان في حركة حماس خلال مداهمات في الضفة الغربية الليلة الماضية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)