السنيورة
أعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مساء الثلاثاء في كلمة متلفزة ألقاها من السرايا الحكومية أن إضراب المعارضة ذكر بأزمنة الفتنة والحرب والوصاية، مؤكدا أن الحكومة لن تتساهل في حال المساس بالسلم الأهلي واحترام القانون.
وقال السنيورة إن إضراب المعارضة تحول إلى ممارسات وتحرشات تجاوزت كل الحدود وذكرت بأزمنة الفتنة والحرب والوصاية.
وأضاف: "مسؤوليتنا الوطنية كحكومة وواجبات الجيش اللبناني لا تسمح بالتساهل في الصالح العام والسلم الأهلي واحترام القانون".
وتدارك "غير اننا نؤكد ان عقولنا منفتحة وايدينا ممدودة للحوار وصولا الى اتفاق يقودنا الى تجديد الثقة وبناء الوحدة"، في اشارة الى جلسات الحوار والتشاور التي جمعت الاقطاب اللبنانيين اعتبارا من مارس / اذار 2006 ولم تؤد الى نتيجة. وجدد السنيورة دعوته الى "نقل الخلافات من الشارع الى المؤسسات" عبر "اصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب ودعوة هؤلاء الى الالتئام من اجل انقاذ لبنان". وانتهت الدورة العادية للبرلمان اللبناني في ديسمبر/ كانون الاول الفائت ولم يبادر رئيس البرلمان نبيه بري احد اركان المعارضة الى الدعوة لفتح دورة استثنائية.
هذا وقد اتهم النائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي إلى قوى 14 مارس/ آذار المؤيدة للحكومة الثلاثاء الجيش اللبناني بإطلاق النار عليه وعلى مرافقيه، متسائلا عن أسباب عدم قيام الجيش بتنفيذ أوامر مجلس الوزراء لجهة فتح الطرق في حال إقفالها.
وقال سعيد في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "بادرنا إلى حركة عفوية في الساعة العاشرة صباحا في محاولة لفتح طريق جبيل الساحلية، فإذا بالعناصر الأمنية، والجيش تحديدا، تتجه إلينا في شكل قتالي وتطلق النار علينا فيصاب ثلاثة من مرافقي".
وأضاف: "لنا ملء الثقة بالجيش اللبناني ولكننا نسأل من باب الاستفهام لا التشكيك: لماذا أقفلت طرق لبنان في الرابعة فجرا ولم يقم الجيش بتنفيذ أوامر مجلس الوزراء ويفتح تلك الطرق في الرابعة والدقيقة الأولى؟". وتابع سعيد: "إما أن هذه المؤسسة خاضعة لمجلس الوزراء وإما أنها غير خاضعة له". وأكد الوضع في منطقة جبيل عاد طبيعيا في ساعات المساء وفتحت كل الطرق والأسواق التجارية.
وكان مناصرو المعارضة اللبنانية قد أغقلوا عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية في مختلف المناطق اللبنانية وغطت سحب الدخان سماء بيروت ومختلف المناطق جراء إحراق الإطارات في شمال البلاد وجنوبها.
وعززت قوى الأمن الداخلي اللبناني وجودها في مختلف المناطق وتوقفت الحركة، جزئيا في مطار بيروت مع إلغاء ثماني رحلات إلى العاصمة اللبنانية، بعد قطع الطرق المؤدية إلى المطار.
هذا وقد تعهدت الولايات المتحدة بحصول لبنان على دعم قوي خلال مؤتمر الدول المانحة الذي سينعقد في باريس، في الوقت الذي تحتدم الأزمة السياسية في لبنان.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز إن مؤتمر باريس 3 سيقدم دعما دوليا كبيرا لحكومة فؤاد السنيورة، وأضاف أن الوفد الأميركي إلى المؤتمر والذي سترأسه الوزيرة كوندوليسا رايس سيقدم مساهمات مالية طويلة الأمد للمساعدة في إعادة إعمار لبنان
قتلى
الى ذلك قالت الشرطة اللبنانية ان عنصرا من القوات اللبنانية المسيحية الموالية للحكومة قتل في مدينة البترون شمال بيروت. وقتل شخصان اخران في مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية.
واوضحت الشرطة ان 55 شخصا أصيبوا في اشتباكات مسلحة ومنهم العديد حالتهم خطيرة.
وكان الاضراب الذي دعت اليه المعارضة اللبنانية والاتحاد العمالي العام قد بدأ مع ساعات الفجر الاولى باحراق الاطارات المطاطية وقطع الطرق الرئيسية في كافة المناطق اللبنانية.
وادى الاضراب الى اقفال المدارس والمحال التجارية والمؤسسات العامة كما لم يستطع غالبية الموظفين الالتحاق بأعمالهم.