قتل نحو ثلاثين شخصا وجرح عشرات اخرون في تفجيرات وهجمات في بغداد، فيما وافق البرلمان العراقي بالاجماع على خطة حكومة نوري المالكي لاعادة الامن الى العاصمة.
وقالت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت في سوق بضاحية الكرادة ببغداد مما اسفر عن مقتل 20 شخصا وجرح 81 منهم رجال شرطة.
كما اعلنت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت في سوق المريدي في مدينة الصدر ببغداد. ولم تتوفر على الفور معلومات عن الضحايا.
وسقطت قذيفتا مورتر أو صاروخان على المنطقة الخضراء الدولية في بغداد فانطلقت صافرات الانذار والتحذيرات بضرورة الاحتماء وراء ساتر. ولم يتضح بعد اذا ما كانت هناك اصابات أو أضرار لكن دخانا أسود شوهد يتصاعد من المنطقة.
وفي وقت سابق قالت الشرطة ان أربعة على الاقل قتلوا وأصيب 02 عندما انفجرت دراجة نارية في سوق ببغداد. كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة في انفجار قنبلة زرعت في حي البياع بغرب بغداد.
وقال الجيش الاميركي ان قواته ألقت القبض على 21 مسلحا مشتبها به في بلدة الجرمة بالقرب من الفلوجة على بعد 05 كيلومترا غربي بغداد.
وفي الموصل، قال الجيش الاميركي ان قواته اعتقلت مشتبها به قالت انه يتولى تيسير جلب مقاتلين أجانب وتربطه صلات بمسؤول كبير في تنظيم القاعدة بتهمة جلب أعداد كبيرة من المفجرين الانتحاريين الى العراق في مدينة الموصل.
وفي تلعفر شمال غرب بغداد، قالت الشرطة ان مهاجما انتحاريا في سيارة ملغومة فجر نفسه بالقرب من دورية للجيش الاميركي فأصاب أربعة مدنيين.
وفي الفلوجة قالت الشرطة ان دراجة نارية انفجرت بالقرب من مدرسة ثانوية فقتلت فتى وامرأة عجوز.
وقالت الشرطة ان مسلحين قتلوا حسين عبد العزيز عضو مجلس مدينة الجيارة وهي بلدة قرب الموصل.
وفي الموصل ايضا قالت الشرطة انه عثر على جثتين تحملان اثار طلقات نارية.
وقالت الشرطة ان قذائف مورتر سقطت على منطقة سكنية ببلدة الحصوة جنوبي بغداد مما أدى الى مقتل رجل واصابة فتاة.
كما قالت الشرطة ان مسلحين أصابوا شخصين بجروح قرب الحصوة.
وقال الجيش الاميركي ان قواته والشرطة العراقية ألقت القبض على خمسة من أعضاء ميليشيا مسلحة واعتقلت سبعة اخرين جنوبي بغداد.
واعلنت الشرطة انها عثرت على جثتين تحملان اثار أعيرة نارية في الرأس في الدجيل على بعد 09 كيلومترا شمالي بغداد.
خطة بغداد
وتاتي هذه التطورات فيما وافق البرلمان العراقي بالاجماع على خطة حكومة نوري المالكي لاعادة الامن الى العاصمة بغداد.
وقد تعهد المالكي امام البرلمان الخميس بأن الخطة الامنية في بغداد لن تترك مكانا للمسلحين يختبئون فيه حتى لو سعوا للاحتماء بالمساجد أو المدارس.
وفي كلمته حث المالكي السياسيين من جميع التيارات على تأييد الخطة التي ستدعمها قوة أميركية من نحو 17 ألف جندي والتي ينظر اليها البعض على أنها الفرصة الاخيرة لاستئصال شأفة العنف الطائفي.
وقال "لن يكون هناك مكان محصن لا مدرسة ولا بيت ولا حتى مسجد او حسينية اذا كانت منطلقا للارهابيين وحتى مقرات الاحزاب اذا اصبحت مكانا لتحصن الارهابيين."
وقال المالكي ان عزمه آتى ثماره. موضحا انه على علم بأن "مجرمين" كبارا فروا من بغداد وان اخرين فروا من البلاد واصفا ذلك بأنه أمر جيد لانه يظهر أن رسالة الحكومة العراقية تؤخذ مأخذ الجد.
وكانت هناك مخاوف من أن يحاول المسلحون تفادي المواجهة على أمل أن تغادر القوات الاميركية في نهاية المطاف. وقال السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد الاربعاء "هناك قلق من أنهم قد يختفون عن الانظار ويتجنبون الصراع الان كي يقاتلوا في يوم اخر."
وتعهد المالكي الذي وجهت له انتقادات لعدم بذل ما يكفي من الجهود لكبح الميليشيات المرتبطة ببعض من حلفائه بالحمل على الجماعات المسلحة بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية والسياسية.
وقال ردا على الانتقادات بأن الميليشيات الطائفية نجحت في اختراق صفوق الجيش والشرطة "أجهدنا أنفسنا للحصول على ضباط مهنيين فقط.. فلنساعد هؤلاء الضباط لنكون هذه المرة في موقع واحد."
وصنفت واشنطن جيش المهدي وهو ميليشيا موالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بأنه الخطر الاكبر على أمن العراق وحذرت من أن نجاح خطة المالكي يعتمد على تعامله مع الميليشيات الشيعية بنفس القدر من الحزم الذي يتعامل به مع الميليشيات السنية.
واتهم رئيس الوزراء الذي يعتمد على تأييد كتلة الصدر في البرلمان بالفشل في اتخاذ اجراءات صارمة ضد جيش المهدي من قبل لكن مسؤولين في الائتلاف الشيعي الحاكم قالوا انه قبل الان بأن عليه التحرك.
وتعهد بهاء الاعرجي وهو عضو كبير في التيار الصدري بمساندة خطة المالكي في البرلمان كما فعلت الاحزاب السنية والكردية. ووافق البرلمان بالاجماع على الخطة.
ومنذ أعلن المالكي خطته في وقت سابق هذا الشهر نفذت سلسلة من التفجيرات وعثر على عشرات الجثث ملقاة في جميع أنحاء المدينة فيما يبدو أنها عمليات تنفذها فرق اعدام. وعثر على 33 جثة الاربعاء فقط.
وقال المالكي ان قوات الامن العراقية ستبدأ في اخلاء منازل النازحين من بغداد والتي تركها أصحابها فرارا من العنف الطائفي والتطهير العرقي وسكنها اخرون تمهيدا "لعودة العوائل المهجرة الى منازلهم."
وقال "اعلموا ان اليوم أو غدا سنمارس عملية اعتقال على كل من يسكن في بيت مهجر لكي نفتح الباب أمام الذين هجروا من بيوتهم للعودة."
وفر عشرات الالاف من السكان من الشيعة والسنة والمسيحيين من منازلهم في بغداد بسبب العنف والتهديدات التي حولت الكثير من الاحياء التي كانت تضم مزيجا طائفيا الى جيوب تقتصر على طائفة دون غيرها.
ورفض المالكي التلميحات بأن خطته الامنية تمثل فرصة أخيرة قائلا انه لا يوجد جدول زمني للنجاح.
وقال "المعركة مع الارهاب معركة مفتوحة ومستمرة والخطة لن تكون الاخيرة."
ومع قرب نفاد صبر الرأي العام الاميركي من الحرب لاقت خطة بوش لارسال 21500 جندي اضافي معظمهم الى بغداد معارضة شديدة من الكونغرس الجديد الذي يهيمن عليه الديمقراطيون.
ورفضت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء نداء بوش باعطاء فرصة لاستراتيجيته الجديدة وصوت 12 عضوا ضد الخطة مقابل تسعة أصوات مؤيدة.