قتل 53 شخصا في هجمات في العراق، 30 منهم في تفجيرات اربع منها بسيارات مفخخة في بغداد التي عثر فيها ايضا على 25 جثة، فيما اشاد الرئيس الاميركي جورج بوش بالحملة التي تستعد قوات اميركية وعراقية لشنها فيها بهدف السيطرة على العنف الطائفي.
وقالت مصادر امنية وطبية ان "شاحنة مفخخة محملة حنطة يقودها انتحاري فجر نفسه بعد حاجز للشرطة قرب طابور سيارات تنتظر تعبئة الوقود في منطقة السيدية (جنوب-غرب بغداد) ما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص واصابة 60 اخرين".
كما ادى انفجار سيارة مفخخة متوقفة في شارع الصناعة (وسط بغداد) على مقربة من مستشفى للاطفال الى مقتل تسعة اشخاص واصابة 20 اخرين بجروح، حسب المصادر.
وقتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب 15 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة النهضة الصناعية (وسط بغداد). كما قتل بالرصاص عامل تنظيف في منطقة كراج الامانة (وسط) اضافة الى فتاة في حي العامل (جنوب).
وقتل شخص جراء سقوط قذيفة هاون في منطقة باب الشيخ (وسط بغداد) كما قتل شخص اخر واصيب ثلاثة بانفجار عبوة ناسفة قرب الجامعة المستنصرية (شرق).
وقالت الشرطة ان قتالا اندلع في الاعظمية بعدما هاجم مسلحون الحي السني الواقع شمال بغداد. ولم يذكروا أرقاما بشأن الخسائر لكن 15 شخصا كانوا لقوا حتفهم هناك في هجوم بقذائف المورتر الاحد.
وفي حي العامل المختلط في جنوب غرب بغداد قال شهود عيان ان مسلحين يرتدون زي مغاوير الشرطة أخرجوا السكان من منازلهم في منطقة الجنابيين السنية التي تؤوي عشيرة الجنابيين وأضرموا النيران في خمسة منازل على الاقل.
وفي بعقوبة (شمال شرق)، قتل ثلاثة اشخاص بعد ان اطلق مسلحون النار عليهم بينما كانوا يستقلون سيارة في حين قتل ثلاثة من الشرطة واصيب اثنان اخران بجروح في هجومين منفصلين.
وفي كركوك (شمال بغداد) قتل عاملان وجرح اخر في هجوم مسلح استهدف سيارة تقلهم على الطريق الرئيسي باتجاه بيجي.
وفي الموصل (شمال بغداد) قتل 6 اشخاص في هجمات متفرقة بينما اعلن العقيد عبد الكريم الجبوري "اصابة معاون محافظ نينوى ليث العثمان وثلاثة من حراسه بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في حي الزراعة (شمال)".
ومن جهة اخرى، اعلن الجيش الاميركي ان الجيش العراقي قتل قياديا في ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر خلال عملية عسكرية الاحد بالقرب من بعقوبة.
واعلن بيان اخر ان قوات التحالف "قتلت ثلاثة ارهابيين واعتقلت 26 مشتبها به بينهم قائد خلية تابعة لتنظيم القاعدة في العراق خلال غارات صباح الاثنين استهدفت اشخاصا يساعدون مقاتلين اجانب".
كما اعلن الجيش الاميركي الاثنين مقتل اثنين من جنوده في محافظة ديالى وشمال بغداد الاحد.
بوش وخطة بغداد
في هذه الاثناء، اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش إن رغبة العراقيين في تطبيق استراتيجيته الجديدة التي تقوم على زيادة أعداد الجنود الاميركيين في بغداد بسرعة أكبر "علامة طيبة".
وسيرسل بوش 21500 جندي الى العراق سيشارك معظمهم في حملة تهدف الى الحد من العنف المتزايد في العاصمة بغداد.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين أن بطء تنفيذ الحملة ساهم في الاجواء التي أدت الى تنفيذ أسوأ تفجير انتحاري منذ الحرب قتل خلاله 135 شخصا في منطقة شيعية ببغداد السبت.
وقال بوش للصحفيين أثناء اجتماع مع ادارته "حقيقة أن المسؤولين في الحكومة يقولون الان ان الوقت حان لبدء تنفيذ الخطة علامة طيبة". مجددا أنه لا يوجد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق.
وينظر الى الخطة التي تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتطبيقها باعتبارها اخر فرصة للقضاء على العنف الطائفي المتصاعد والذي حصد أرواح ألف شخص الاسبوع الماضي.
والاثنين، كثفت قوات الامن انتشارها في الناحية الشرقية من بغداد وسط تاكيدات مصادر امنية ان لا علاقة لذلك بالخطة الامنية المتوقعة خلال "ايام قليلة".
وعززت قوات الامن انتشارها في عدد من احياء ناحية الرصافة شرق نهر دجلة. وانتشرت قوات تابعة للشرطة وبشكل كثيف قرب مداخل مدينة الصدر معقل جيش المهدي. كما لوحظ تمركز دبابات وعربات مدرعة تابعة لقوات الجيش في شوارع متفرقة في الكرادة (وسط) بالاضافة الى مناطق اخرى.
وليس مؤكدا ما اذا كانت عملية الانتشار هذه جزءا من الخطة الامنية. واكد مصدر امني رفيع المستوى ان "انطلاق خطة بغداد الامنية لن يحدث خلال الاربع وعشرين ساعة المقبلة".
واضاف رافضا ذكر اسمه ان "الخطة ستنطلق عند استكمال التحضيرات الامنية اللازمة لنجاحها (...) والخطة ستدخل حيز التنفيذ خلال ايام القليلة المقبلة".
وقال الجيش الاميركي ان مركز القيادة في بغداد الذي سيشرف على الحملة سيبدأ العمل خلال الايام القليلة المقبلة. وكان ضباط أميركيون قالوا الاحد ان المركز سيبدأ العمل الاثنين وان الحملة ستنطلق بعد وقت قصير من تشغيله.
وقال العقيد كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الاميركي انه تم تزويد مركز قيادة بغداد الذي سيرأسه لواء عراقي بالجند لكنه "لم يكتمل بعد ولم يبدأ العمل". وأضاف "الامر سيستغرق بضعة أيام لترتيب الامور."
وحث جنرال أميركي العراقيين الاحد على التحلي بالصبر قائلا ان الامر سيستغرق بعض الوقت لنشر المزيد من القوات العراقية والاميركية في العاصمة التي تعد مركزا رئيسيا للعنف الطائفي.